الرئيسيةالعالممن التالي بعد إيران؟
من التالي بعد إيران؟
24 حزيران 2025
10:32
تم نسخ الرابط
خبرني – بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ صباح اليوم الثلاثاء، يتصاعد الجدل حول الخطوة التالية في استراتيجية تل أبيب الإقليمية، إذ يرى عدد من المحللين أن المواجهة الأخيرة لم تكن سوى جزء من مشروع أوسع لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، وليس مجرد ردع للتهديد النووي الإيراني.
فمنذ الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على منشآت عسكرية ونووية إيرانية في 13 يونيو الجاري، بدأت التقديرات الاستخباراتية تطرح تساؤلات حول “الهدف التالي”، وسط تحذيرات من أن إسرائيل لا تسعى فقط لإضعاف طهران، بل لتفكيك ما تعتبره عقبات إقليمية تعرقل تمددها الاستراتيجي.
ويشكل عدد سكان إيران، البالغ أكثر من 90 مليون نسمة، إلى جانب تركيبتها العرقية المعقدة، تحديًا كبيرًا في حال حدوث اضطرابات داخلية طويلة الأمد، ما يفتح الباب أمام إمكانية استثمار تلك الفوضى، بحسب المراقبين، لإعادة صياغة التوازن الإقليمي.
تركيا في مرمى التحليل
في خضم هذه التقديرات، برزت تركيا كأحد الأهداف المحتملة لتوترات مستقبلية. إذ حذر سياسيون أتراك بارزون من أن أنقرة قد تكون “الهدف التالي”، ضمن استراتيجية إسرائيلية توسعية.
وقال زعيم حزب الحركة القومية التركية، دولت بهجلي، إن “إسرائيل تهدف إلى تطويق جغرافية الأناضول”، واصفًا تركيا بأنها “الهدف النهائي”.
كما تداول نشطاء عبر مواقع التواصل مقطعًا لمعلق إسرائيلي يقول فيه إن “المواجهة مع تركيا حتمية”، في وقت أشار فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن “الإمبراطورية العثمانية لن تعود”، في خطاب أمام الكنيست في 11 يونيو.
هذه المؤشرات دفعت تركيا إلى تسريع برنامجها الصاروخي، وتعزيز الجاهزية العسكرية، وسط تنامي القناعة داخل مؤسساتها الأمنية بضرورة الاستعداد الإقليمي لأي تصعيد مفاجئ.
باكستان… تضامن محسوب
وعلى الجانب الشرقي من المشهد، اتخذت باكستان موقفًا محسوبًا، إذ عبّر رئيس وزرائها شهباز شريف عن “تضامن ثابت” مع طهران، وندد بما وصفه “العدوان الإسرائيلي الخطير”، لكنه في المقابل دعا إلى احتواء التصعيد، وطالب الصين بالتدخل دبلوماسيًا للحيلولة دون اندلاع حرب واسعة.
وأكد وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، أن بلاده لم تتخذ أي خطوات جديدة للتعاون العسكري مع إيران، مشددًا على أن أولويات إسلام آباد تبقى متركزة على التوترات مع الهند وأفغانستان، ما يجعلها – وفق تقديرات عديدة – خارج الحسابات الإسرائيلية المباشرة في الوقت الراهن.
غزة في قلب الحسابات
رغم وقف إطلاق النار مع إيران، لم تغب غزة عن المشهد الاستراتيجي الإسرائيلي، فقد وصف مسؤول بارز في تل أبيب الهدنة مع طهران بأنها “فرصة ذهبية” لتصعيد الضغط على حركة حماس في القطاع، مؤكدًا أن “الوقت مناسب لتصفية التهديد الدائم وإعادة المختطفين”.
ويأتي هذا التصريح بالتوازي مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، في محاولة على ما يبدو لاستثمار الانشغال الإقليمي والدولي بصراع طهران – تل أبيب، وتوسيع هامش المناورة الميدانية والسياسية.
نوايا تل أبيب… إلى أين؟
ورغم جميع التحليلات والتصريحات، تبقى النوايا الإسرائيلية الحقيقية رهينة ما ستكشفه الأيام المقبلة، خاصة في ظل سجل تل أبيب الطويل في المفاجآت الاستراتيجية، إذ قد تحمل المرحلة التالية تحولات دراماتيكية لا تقل خطورة عن التصعيد مع إيران، وربما تطال ساحات جديدة غير متوقعة.