613 اعتداء على فلسطينيين في الضفة الغربية في الشهر الفائتنفّذ الجيش الإسرائيلي والمستوطنون، خلال آب الماضي، ألفا و613 اعتداء في الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، أمس الثلاثاء.وذكرت الهيئة في تقرير لها أمس الثلاثاء، أن «الجيش الإسرائيلي ومستوطنيه نفذوا خلال آب الماضي ألفا و 613 اعتداء».وأكدت أن «الجيش الإسرائيلي نفذ خلال تلك الفترة ألفا و182 اعتداء، فيما ارتكب المستوطنون 431 اعتداء».وتراوحت الاعتداءات بين «هجمات مسلحة على قرى فلسطينية، وفرض وقائع على الأرض، وإعدامات ميدانية، وتخريب وتجريف أراض، واقتلاع أشجار».كما شملت الاعتداءات الإسرائيلية «الاستيلاء على ممتلكات فلسطينية، إلى جانب تنفيذ إغلاقات، ونصب حواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية».ونقل البيان عن رئيس الهيئة مؤيد شعبان، قوله، إن «المستوطنين أقاموا 18 بؤرة جديدة منذ مطلع أغسطس، غلب عليها الطابع الزراعي والرعوي».والمستوطنة هي التي تقام بموافقة الحكومة الإسرائيلية، بينما البؤر الاستيطانية يقيمها مستوطنون دون موافقة الحكومة، وجميعها غير شرعية بحسب القوانين الدولية.وذكر شعبان أن السلطات الإسرائيلية نفذت خلال الفترة ذاتها «57 عملية هدم، طالت 125 منشأة، بينها 39 منزلا، و52 منشأة زراعية، و20 مصدر رزق وغيرها، كما وزعت 21 إخطارًا بهدم منشآت فلسطينية».وبموازاة حرب الإبادة على غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة ولقدس، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 1016 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.وقال حمدي دياب، رئيس لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في القدس: «القدس ليست مجرد مدينة، بل هي قضية وصراع وجود. تحت حكم اليمين المتطرف في إسرائيل، تحولت سياسة الاستيطان من ممارسة عنصرية متفرقة إلى إستراتيجية دولة منهجية تهدف إلى تحقيق هدف واحد: تهويد القدس بالكامل وإنهاء أي احتمال لقيام عاصمة فلسطينية في المدينة المقدسة».وأضاف دياب في تصريحات خاصة لـ $: «كافة التقارير الإسرائيلية لا تبشر بخير، وتكشف النقاب عن هذه الآلة المدمرة التي تقودها شخصيات مثل الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بهدف واضح هو ‘تجنيس الاحتلال’ وضم الأرض من خلال خنق الفلسطينيين وإسقاط سلطتهم».ولفت إلى أن الاستيطان إستراتيجية دولة الاحتلال، من التوسع إلى الضم الفعلي، فالدور المركزي لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، زعيم حزب «الصهيونية الدينية»، في استخدام أدوات السلطة لتنفيذ أجندة الاستيطان المتطرفة. بصفته وزيراً للمالية ومسؤولاً عن الشؤون المدنية في وزارة الدفاع، يمتلك سموتريتش سلطة مطلقة تقريباً لتكريس سياسة ضم الضفة الغربية، بما فيها القدس، عملياً.وأوضح دياب: «يتم تجميد دور جيش الاحتلال لحماية المستوطنين ودعمهم، وقد تم تحويل السلطة الأمنية في المناطق (ج) إلى أذرع مدنية يسيطر عليها المستوطنون، مما يجعل دور الجيش الإسرائيلي الرسمي ‘بلا معنى’ ويخلق واقعاً من الفوضى والعنف».وأشار إلى أن هدف الاحتلال اليوم بات إسقاط السلطة الفلسطينية، عبر تجريدها من أي شرعية أو دور، ومصادرة أراضيها المصنفة (ج) والتي تشكل النسبة الأكبر من الضفة (60%). هذا بالإضافة إلى تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم عبر قوانين المصادرة الممنهجة وسحب تصاريح البناء وهدم المنازل تحت حجج واهية.وذكر دياب أن القدس الشرقية المحتلة هي مختبر حي لهذه السياسة، حيث يُطبَّق أقسى أشكال التهويد لتحقيق أهداف ديموغرافية وجيوسياسية.وقال: «يهدف الاحتلال إلى تهويد القدس ديموغرافياً: تحقيق أغلبية يهودية ساحقة (حوالي 70% يهود مقابل 30% عرب) عبر سياسات التهجير القسري المبطّن. وعزل القدس عن محيطها الفلسطيني عبر مشاريع استيطانية ضخمة مثل مشروع ‘E-1’ الهادف إلى خنق القدس الشرقية بجدار استيطاني، وفصلها تماماً عن مدن الضفة الغربية مثل رام الله وبيت لحم، مما يحولها إلى كانتون معزول».وأضاف أن آليات التنفيذ على الأرض تتم عبر عدة أساليب، منها مصادرة الأراضي تحت بند «أملاك الغائبين» أو «الأراضي الحكومية» أو لأغراض «عسكرية»، وهدم المنازل بذريعة أن أكثر من 20,000 منزل فلسطيني في القدس غير مرخَّص، تمهيداً لهدم غالبيتها، علماً أن التراخيص يُرفض منحها بشكل منهجي، ووضع العراقيل في وجه المقدسيين للحيلولة دون الترخيص.ولفت دياب إلى سحب الهويات، وحرمان آلاف المقدسيين من حق الإقامة في مدينتهم إذا لم يتمكنوا من إثبات أن «مركز حياتهم» فيها، وتجميد طلبات جمع شمل العائلات المقدسية.وقال عضو لجنة مقاومة الجدار والاستيطان: «أحياء مقدسية تعيش في أوضاع مزرية وصعبة بسبب الاكتظاظ السكاني الكبير الناتج عن سياسات بلدية الاحتلال، بدون شبكات صرف صحي مناسبة، وشوارع ضيقة، وبنية تحتية مهترئة، ونقص فادح في المدارس والمراكز الصحية».وأكّد دياب أن الاستيطان في القدس ليس مجرد «عقبة» في طريق السلام، بل هو إستراتيجية وجودية تهدف إلى إنهاء الصراع لصالح إسرائيل بخلق حقائق على الأرض لا يمكن عكسها. إنها حرب ديموغرافية وقانونية واقتصادية تشنها دولة احتلال ضد شعب أعزل، بهدف سلب أرضه وهويته ومستقبله.وأوضح أن «القدس» التي كان من المفترض أن تكون رمزاً للتعايش، تتحول تحت نير الاستيطان إلى نموذج للفصل العنصري والظلم»، مضيفاً أن «إنقاذها ليس مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل هو اختبار حقيقي لضمير العالم ومصداقية النظام الدولي الذي يقف عاجزاً بينما تُمسح مدينة مقدسة وتُقتَل دولة من على الخريطة قبل أن تولد».
125