أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 75 شهيدًا و370 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقالت الوزارة في بيانها أمس الثلاثاء: إن عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات بلغ 17 شهيدًا و 122 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 2,140 شهيدًا وأكثر من 15,737 إصابة.وذكرت أن مستشفيات قطاع غزة، سجلت خلال الساعات الـ24 الماضية، 3 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية بين البالغين، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 303 حالة وفاة، من ضمنهم 117 طفلًا.وأكدت أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم بلغت 10,975 شهيدًا و 46,588 إصابة.وبذلك ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 62,819 شهيدًا و 158,629 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.وقالت: لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.من جانبها، أكدت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية والبطريركية اللاتينية أن الكهنة والراهبات قرروا البقاء والاستمرار في رعاية جميع من سيبقَون في رِحاب المجمّعَيْن التابعين لهما. وأوضحتا في بيان مشترك أنه منذ اندلاع الحرب أصبح مُجمَّع كنيسة مار بورفيريوس للروم الأرثوذكس ومُجمَّع كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة ملاذًا لمئات المدنيين من بينهم كبار السن والنساء والأطفال.وأشارتا إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي أعلنت قبل بضعة أسابيع عن قرارها بالسيطرة على مدينة غزة التي يعيش فيها مئات الآلاف من المدنيين حيث تقع أيضًا كنائسنا وسيتمّ إجلاؤهم ونقلهم إلى جنوبي القطاع.وشددتا على أن مغادرة مدينة غزة ومحاولة الفرار إلى جنوبي القطاع ستكونان بمنزلة إعلان حُكمٍ بالإعدام على هؤلاء.وأكدت أنه لا يوجد أي مبرّر للتهجير الجماعي المتعمّد والقسري للمدنيين.وأشار البيان إلى أنه في مجُمّع كنيسة اللاتين يعيش منذ سنوات طويلة أشخاص من ذوي الإعاقة يتلقَّون الرعاية على يد جمعيّة مرسَلات المحبة.وذكرتا أن الكثير من اللاجئين الذين احتموا داخل أسوار المُجمَّعين يعانون من الهُزال وسوء التغذية بسبب الصعوبات التي واجهوها خلال الأشهر الماضية.وشددت على أنه لا يمكن أن يكون هناك مستقبل قائم على الأسر أو تشريد الفلسطينيين أو الانتقام منهم.وناشدتا المجتمع الدولي أن يتحرّك لإنهاء هذه الحرب العبثيّة والمدمرة.هذا وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان:«لا بد من تحقيق العدالة للصحفيين وغيرهم ممن قتلوا في غزة أمس.فالمعاناة في غزة بلغت مستوى لا يمكن تصوره ولا يجوز استخدام المجاعة سلاحا.سياسياً، كشفت صحيفة «يسرائيل هيوم «عن مصدر إسرائيلي:» أن الصفقة التي تبدي تل أبيب استعدادا لبحثها تتضمن إعادة كل الأسرى وإنهاء الحرب. وقالت:«الوزير ديرمر يعمل على مقترح صفقة كاملة تتضمن أبعادا سياسية لإنهاء الحرب. الوزير ديرمر يقود مفاوضات سياسية بشأن غزة ولبنان وسوريا بدعم أميركي».ونقل موقع بلومبيرغ عن مساعد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله :» نمهل حماس حتى منتصف سبتمبر للموافقة على اتفاق يتضمن عودة الرهائن وتفكيك حكومتها.إذا لم توافق حماس فسنكون قد أنهينا الاستعدادات العسكرية لبدء عملية في مدينة غزة.في مشهد يجمع بين القلق الاستراتيجي العميق والطموحات الشخصية، تتصاعد داخل إسرائيل تحذيرات من أن الدعم الأمريكي غير المحدود، الذي تزعمه الرئيس دونالد ترامب، قد يكون على حافة الانهيار. هذه المخاوف تأتي في وقت يُظهر فيه ترامب نفسه حماسةً غير مسبوقة للحصول على جائزة نوبل للسلام، وهي سعيّ قد يصطدم مع سياساته الداعمة لحرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة.ويصف الكاتب البارز «بن درور يميني» في صحيفة «يديعوت أحرونوت» المأزق الإسرائيلي بعبارة قاسية: «محقون لكننا أغبياء». ويؤكد أن شرعية الحرب ضد حماس ك(منظمة إرهابية) في الغرب وفي بعض الأنظمة العربية- هي أمر لا جدال فيه، لكن الطريقة التي تدير بها إسرائيل هذه الحرب تؤدي إلى هزيمة ذاتية و» فضيحة » تعكس الصورة البشعة لإسرائيل.ويشير يميني إلى حادثة قصف مستشفى ناصر في خانيونس، التي هيمنت على عناوين الأخبار العالمية، كمثال صارخ على كيفية تحول التعاطف الدولي الأولي مع إسرائيل في ٧ تشرين الثاني إلى استنكار شامل ووصف إسرائيل بأصعب الاوصاف منها النازية والابادة الجماعية… ويحذر من أن استمرار العمليات العسكرية، خاصة الاجتياح البري المتوقع لمدينة غزة المليونية، سينتج عددا لا يحصى من القتلى والجرحى من الأبرياء الفلسطينيين، مما سيعزز صورة «الفظاعة» الإسرائيلية عالميًا. ويخلص إلى أن «الطوق يشتد حول عنق إسرائيل» وليس حول غزة، وأن المقاطعة الاقتصادية الشاملة لإسرائيل على غرار جنوب إفريقيا هي «مجرد مسألة وقت».ويرى يميني أن «اليد الحرة» التي منحها ترامب لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كانت مبنية على توقع «حرب خاطفة» تنتهي سريعًا. لكن مع استمرار الحرب لأشهر طويلة وتصاعد الخسائر في الأرواح من المدينين والصحفيين والعاملين في المؤسسات الدولية، بدأت بوادر «نفاد الصبر» تظهر على ترامب. السؤال الذي يطرحه يميني هو «هل سينقلب علينا؟» بل «متى سينقلب علينا؟».هنا يلتقي التحليل مع تقرير صحيفة «هآرتس» للكاتب «الوف بن»، الذي يسلط الضوء على الطموح الشخصي الهائل للرئيس ترامب: الحصول على جائزة نوبل للسلام. وفقًا للتقرير، فإن ترامب «يتلهف» على الجائزة، ويغار من سلفه باراك أوباما الذي حصل عليها، ووصل به الأمر إلى التذمر من أنه «يستحقها لكنهم لن يمنحوها إياه». ولتحقيق هذا الهدف، انخرط ترامب في حملة ضغط مكثفة، حيث جمع توصيات من قادة مثل نتنياهو ورئيسي باكستان وكمبوديا، وتفاخر بـ «حل» سبعة نزاعات حول العالم بمعدل «حرب كل شهر» منذ توليه منصبه.يكمن التناقض الرئيسي، وفقًا لتحليل «هآرتس»، في فشل ترامب الذريع في تحقيق أي تقدم في القضية المركزية في الشرق الأوسط الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، الذي وصفه بأنه «يجب ويجبي عددًا كبيرًا من الضحايا». فبدلاً من الدفع نحو السلام وحل الدولتين، منح ترامب نتنياهو «اليد الحرة» لتصعيد حرب الإبادة في غزة وتعميق الاحتلال والاستيطان في الضفة، متغاضيًا عن تقارير «الجوع الفظيع» ومحو المدن وخطة تهجير الفلسطينيين من وطنهم.هذا الدعم غير المحدود، الذي وصفه التقرير بأنه «وصمة سوداء على صورته كمحب للسلام»، هو بالضبط ما قد يحول بينه وبين جائزة نوبل التي يحلم بها. لجنة الجائزة، كما يشير المحلل الإسرائيلي، قد تفضل أن تمنحها هذا العام «للأطباء الفلسطينيين والأجانب الذين، تحت القصف الإسرائيلي، يناضلون في ظروف غير محتملة لإنقاذ أطفال غزة».تخلق هذه العوامل معًا سيناريوًا شديد الخطورة لإسرائيل. فمن ناحية، حكومة نتنياهو تواصل سياسة يرى محللون أنها تدفع البلاد نحو العزلة الدولية والعقوبات الاقتصادية والسياسية. ومن ناحية أخرى، الحليف الرئيسي الذي يعتمد عليه قد يضطر، بدافع من طموحه الشخصي في نيل شرعية دولية (جائزة نوبل) والضغط المتصاعد، إلى تغيير سياسته والانقلاب على الدعم غير المشروط، مما قد يفاجئ القيادة الإسرائيلية في لحظة حرجة.في المحصلة هي سباق ضد الزمن: إما أن تنجح إسرائيل في إنهاء الحرب وتحقيق أهدافها بشكل سريع وحاسم قبل أن ينفد صبر ترامب والمجتمع الدولي، أو أنها ستجد نفسها قريبًا في مواجهة عواصف من عقوبات دولية وربما حتى انسحاب الدعم الأمريكي، مع زعيم في البيت الأبيض يبحث عن إرث السلام الذي دمرته حرب غزة.
((الأمم المتحدة)): المعاناة في غزة بلغت مستوى لا يمكن تصوره
122
previous post