بلدية غزة: منع طواقمنا من العمل يهدد بكارثة بيئية وإنسانيةاستشهاد حوالي 19 ألف طالب منذ بدء حرب الإبادةبشراسة وأكثر دموية جدّد جيش الاحتلال غاراته على المنازل والبنية التحتية في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، وسط موجة نزوح تفاقم معاناة أكثر من مليوني إنسان، يعيشون ظروف مجاعة قاسية، فيما تواصل إسرائيل حرب الإبادة منذ 697 يوماً، وسط غياب أي جهود دولية لوقف إطلاق النار، وتنصل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من أي اتفاقات.وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع ح صيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول 2023، إلى 63,633 شهيدًا و 160,914.وأفادت الصحة في التقرير اليومي الإحصائي، باستشهاد 78 شخصا وإصابة 281 آخرين في 24 ساعة؛ بحسب الحصيلة الأخيرة التي أوردتها الوزارة أمس الثلاثاء.وأحصت وزارة الصحة استشهاد 12 مواطناً وإصابة 90 آخرين من منتظري المساعدات في آخر 24 ساعة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 2,306 شهيدًا وأكثر من 16,929 إصابة.وأشارت إلى ارتفاع حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار 2025 حتى اليوم إلى 11,502 شهيدًا و48,900 إصابة.كما سجلت الصحة، 13 حالة وفاة جديدة من بينهم 3 أطفال بسبب سوء التغذية في آخر 24 ساعة، لترتفع حصيلة ضحايا التجويع الإسرائيلي إلى 361 شهيد بينهم 130 طفلا.وحذرت وزارة الصحة بغزة، أمس الثلاثاء، من تسارع وتيرة التداعيات الكارثية للمجاعة في القطاع، وقالت إنها سجلت 185 حالة وفاة بسبب سوء التغذية خلال شهر أغسطس الماضي، «وهو العدد الأكبر منذ أشهر».وبينت أن 70 حالة وفاة منهم 12 طفلا قضوا منذ إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) قطاع غزة منطقة مجاعة.وأشارت إلى أن 43 ألف طفل دون سن 5 سنوات، و55 ألف سيدة حامل ومرضع يُعانون من سوء التغذية، موضحة أن 67% من الحوامل يُعانين من فقر الدم وهي النسبة الأخطر منذ سنوات.وحذرت الصحة من خطورة المؤشرات الراهنة، لاسيما مع محدودية الاستجابة الطارئة مع نقص الإمدادات الغذائية والطبية.وقالت وزارة التربية والتعليم العالي، أمس الثلاثاء، إن 18651 طالبا استُشهدوا فيما أصيب 29114 بجروح في قطاع غزة والضفة الغربية، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع في السابع من تشرين الأول 2023.وأوضحت التعليم في بيان لها، أمس الثلاثاء، أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 18 ألفاً و508 طالباً، بينما أصيب 28 ألفاً و142 طالباً.وفي الضفة الغربية، استُشهد 143 طالبا وأصيب 972 آخرون، إضافة إلى اعتقال 792.وأشارت إلى استشهاد 972 معلما وإداريا وأصيب 4538 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 199 في الضفة.وفي السياق، تدمرت 172 مدرسة حكومية بالكامل في قطاع غزة، إضافة إلى 63 مبنى تابعا للجامعات، كما تعرضت 118 مدرسة حكومية وأكثر من 100 مدرسة تابعة لوكالة الأونروا للقصف والتخريب.وأدى عدوان الاحتلال إلى إزالة ما مجموعه 25 مدرسة بطلبتها ومعلميها من السجل التعليمي، أما في الضفة فقد تعرضت 152 مدرسة للتخريب، و8 جامعات وكليات لاقتحامات متكررة وتخريب.إضافة إلى تأجيل العام الدراسي بسبب الأزمة المالية نتيجة تواصل استيلاء الاحتلال على أموال المقاصة.بدوره، حذّر جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة من مساعٍ إسرائيلية لإخلاء محافظتي غزة والشمال، ودفع عشرات الآلاف من سكانهما إلى نزوح قسري باتجاه مناطق يصفها الاحتلال بأنها «آمنة وإنسانية» وسط وجنوب القطاع.وقال المتحدث باسم الجهاز، محمود بصل، في مؤتمر صحافي عقده أمس الثلاثاء، إن خطة الاحتلال لتهجير نحو مليون فلسطيني من مساكنهم تنطوي على مخاطر جسيمة قد تفضي إلى ما وصفه بـ”الكارثة الكبرى».وأضاف أن الاحتلال دمّر أكثر من 85% من منازل المواطنين والبنى التحتية في أحياء الشجاعية والتفاح، وما نسبته 70% في مناطق الزيتون والصبرة وجباليا النزلة والبلد، فضلًا عن دمار واسع في بيت حانون وبيت لاهيا شمالي القطاع، وهو ما اعتبره مؤشراً واضحاً على توجه الاحتلال لتوسيع نطاق التدمير ليشمل أكبر مساحة ممكنة من غزة.وأشار بصل إلى أن تقارير المنظمات الدولية والأممية تؤكد أن ما يسمى «المنطقة الإنسانية» التي يطالب جيش الاحتلال السكان بالنزوح إليها لا تتعدى 12% من مساحة قطاع غزة، بما يعني حشر أكثر من مليوني فلسطيني في بقعة ضيقة تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية.وبحسب الدفاع المدني، فإن معظم سكان القطاع اضطروا للنزوح بين 9 و12 مرة بفعل الإبادة الجماعية المستمرة، في حين أن 75% منهم لا يملكون خيمة أو ثمن خيمة أو حتى مأوى يحمي أسرهم وسط اكتظاظ سكاني خانق في مساحة محدودة.ولفت بصل إلى أن تقارير المسح الميداني أظهرت حاجة النازحين الذين يفترشون الطرقات والشوارع ويقيمون في مراكز الإيواء إلى 250 ألف خيمة جديدة بدلاً من خيامهم التالفة، مؤكداً أن عشرات الأطفال والمسنين والمرضى توفوا خلال الشتاء الماضي جراء البرد والظروف الجوية القاسية، فيما جرفت الرياح والمد البحري المرتفع مئات الخيام في مواصي خانيونس وغرب دير البلح.ولفت إلى أن النزوح المتكرر الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي هو إحدى وسائل «التطهير العرقي» بحق المدنيين الفلسطينيين، ويمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الإنساني الدولي، مؤكداً استمرار عمل الدفاع المدني في غزة وشمال القطاع ورفض توقف الخدمة فيه.وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني على أن تنفيذ مخططات الاخلاء سيضع المواطنين المدنيين في المناطق التي سيجبرون على النزوح منها تحت القصف والنيران الإسرائيلية؛ إذ نتوقع سقوط حوالي 250 شهيداً يومياً بالإضافة لآلاف المصابين.ودعا بصل المؤسسات الإنسانية الدولية إلى التضامن مع مقدمي الخدمات الإنسانية في قطاع غزة، والمناداة بتطبيق القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية والمطالبة بحماية فرق الحماية المدنية، مطالباً الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية بالضغط على الاحتلال من أجل إدخال الخيام والبيوت المتنقلة للنازحين في المخيمات ومراكز الإيواء.وشهدت الأيام الأخيرة تكثيفاً في معدل العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة، حيث يتعمد الاحتلال الإسرائيلي تدمير المنازل نسفاً عبر الروبوتات المتفجرة كما يحصل في مناطق جباليا النزلة وحي أبو إسكندر وأطراف الشيخ رضوان، فضلاً عن عمليات القصف الجوي.وحذّرت بلدية غزة، أمس الثلاثاء، من خطورة استمرار العدوان الإسرائيلي وتصعيد القصف في منطقة المنارة ومحيط بركة تجميع مياه الأمطار في حي الشيخ رضوان، شمال غرب المدينة، ومنع طواقمها من الوصول إلى هذه المرافق وتشغيلها.وقالت البلدية إن تصاعد العدوان ومنع فرقها الفنية من أداء عملها في تلك المناطق، يهدد بحدوث خلل كبير في البنية التحتية ويُعرض الأحياء السكنية المجاورة لخطر الغرق والتلوث البيئي.وأضافت أن طواقمها لم تتمكن كذلك من الوصول إلى محطة الصرف الصحي رقم (5) المعروفة باسم «محطة البقارة»، ومحطة 7B الواقعة شرق حي الزيتون جنوب المدينة، الأمر الذي قد يؤدي إلى طفح المياه العادمة وغرق منازل المواطنين في حال استمرار التصعيد ومنع الوصول.وأكدت بلدية غزة أن استمرار منع وصول الطواقم الفنية إلى هذه المرافق، يهدد بوقوع كارثة بيئية وإنسانية في عدد من أحياء المدينة، محمّلة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تبعات ذلك.
تقارير: الإحتلال يخطط لحشر مليوني فلسطيني في 12٪ من مساحة قطاع غزة
111
previous post