عائلات الرهائن تدعو لوقف الحربنظم آلاف إسرائيليون إضرابات واحتجاجات واسعة الأحد للمطالبة بإطلاق سراح رهائن في قطاع غزة، بعد حوالي عامين ووفق حرب الإبادة التي شوهت سمعة إسرائيل وحاصرتها فوراً.وأغلق المتظاهرون الطرق بمختلف أنحاء إسرائيل، بما في ذلك طريق سريع رئيسي في تل أبيب، ملوحين بالأعلام الإسرائيلية وأعلام صفراء ترمز إلى التضامن مع الأسرى.ودعا المتظاهرون الحكومة إلى إنهاء الحرب في غزة على الفور والتوسط في اتفاق لإطلاق سراح الرهائن والتراجع عن قرارها الأخير بتوسيع عملياتها العسكرية في مدينة غزة.وكانت عائلات الرهائن الإسرائيليين قد دعت إلى «يوم وطني لوقف مظاهر الحياة اليومية » في إسرائيل الأحد للإعراب عن إحباطهم المتنامي إزاء تواصل الحرب 22 شهرا. تخشى عائلات الرهائن من أن الهجوم الإسرائيلي المرتقب قد يعرض حياة الرهائن الخمسين المتبقين في غزة للخطر، ويعتقد أن 20 منهم فقط مازالوا على قيد الحياة.وكشف الجيش الإسرائيلي عن بدء تحضيرات لإجلاء وتهجير الفلسطينيين من مدينة غزة إلى جنوب القطاع، في خطوة وصفت بأنها جزء من خطة أوسع لإعادة احتلال غزة بالكامل، والتي تواجه رفضاً وانتقادات دولية واسعة.وبدأ تنفيذ الخطة أمس الأحد مع إعلان الجيش توفير خيام ومعدات إيواء للمهجرين عبر معبر كرم أبو سالم، بزعم نقلها بواسطة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، دون صدور أي تعليق من هذه الجهات.ووصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، مخطط احتلال مدينة غزة بأنه مرحلة أخرى لعملية «عربات جدعون» العسكرية، التي أعلن قبل أسبوع أنها وصلت إلى نهايتها، وقال خلال جولة في قطاع غزة، أمس الأحد، «سنشن قريبا المرحلة القادمة لعملية ’عربات جدعون، وفي إطارها سنعمق استهداف حماس في مدينة غزة حتى هزيمتها».وعلى عكس التقارير التي أكدت فيها وسائل إعلام ومحللون عسكريون فشل عملية «عربات جدعون»، إلا أن زامير ادعى، أن هذه العملية «حققت غاياتها، وحماس لا تملك اليوم القدرات نفسها التي كانت لديها قبل العملية، واستهدفناها بشدة. وعلى الجيش الإسرائيلي ملقى الواجب بإعادة المخطوفين إلى الديار، الأحياء والأموات على حد سواء».وشرح زامير خلال لقائه مع قادة كتائب وألوية ميدانية خطط الجيش لاستمرار الحرب، وادعى أنه «يقدر عملهم في قطاع غزة في هذه الأيام»، علما أنه خلال اجتماع الكابينيت السياسي الأمني الذي تمت فيه المصادقة على خطة احتلال قطاع غزة كله، قبل عشرة أيام، عبّر زامير عن معارضته لهذا القرار وشدد على أن الجنود الإسرائيليين مرهقين من جراء استمرار الحرب منذ أكثر من 22 شهرا وقد لا يتمكن من تحقيق أهداف خطة الاحتلال الشاملة.وقال زامير، وفقا لبيان صادر عن المتحدث العسكري، إنه؛ «نصادق اليوم على خطة المرحلة القادمة في الحرب. وكما كان في العمليات العسكرية الأخيرة، في إيران واليمن ولبنان ويهودا والسامرة وغزة، فإننا سنستمر في تغيير الواقع الأمني».وتابع أنه «سنعمل بموجب إستراتيجية ذكية ومدروسة ومسؤولة. وسيستخدم الجيش الإسرائيلي قدراته في الجو والبحر من أجل استهداف حماس بقوة بالغة».وألمح زامير إلى توسيع الحرب في المنطقة مجددا، وقال إن «المعركة الحالية ليست موضعية، وهي دعامة أخرى في خطة طويلة المدى ومخطط لها، من خلال رؤية متعددة الجبهات لاستهداف جميع مُركبات المحور وفي مقدمتها إيران».وتأتي أقوال زامير في موازاة الاحتجاجات التي تشهدها مدن عدة، منذ فجر الاحد، للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وشملت تعطيل حركة السير في شوارع رئيسية في البلاد وداخل مدن مثل تل أبيب.وشنّ وزراء ومسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، أمس الأحد، هجومًا على الاحتجاجات التي تشهدها مدن عدة للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، معتبرين أنها «خطأ جسيم» وتصبّ في مصلحة حركة حماس.وشدد هؤلاء على أن تعطيل حركة السير في الشوارع المركزية وإرباك حياة الإسرائيليين يمنح «جائزة للعدو»، مشددين على أن الضغط يجب أن يُوجّه نحو حماس عبر المجتمع الدولي، وليس ضد الحكومة الإسرائيلية.وادعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع الحكومة، إن «أولئك الذين يدعون اليوم إلى إنهاء الحرب بدون هزيمة حماس، لا يتسببون بتشديد موقف حماس ويبعدون تحرير مخطوفينا فحسب، وإنما هم يضمنون أن 7 تشرين الأول ستكرر نفسها وسنضطر إلى القتال في حرب بدون نهاية»وأضاف نتنياهو أنه «سلاح البحرية هاجم محطة توليد كهرباء في اليمن، وقتل الجنود الإسرائيليين عشرات ((المخربين)) في قطاع غزة. وسلاح الجو هاجم قياديين في حزب الله وفتحات أنفاق لمنصات إطلاق قذائف صاروخية في لبنان»، وزعم أن القصف في لبنان «بموجب اتفاق وقف إطلاق النار».وردت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة أنه؛ «نتنياهو، المخطوفون يقبعون في غزة منذ 22 شهرا، خلال ولايتك. وبدلا من خداع الجمهور، ونثر الخدع الإعلامية والإساءة لعائلات المخطوفين، أعد أبناءنا بواسطة اتفاق وأوقف الحرب. وهذا الحسم الوحيد الذي يطالب شعب إسرائيل به، وهذا الحسم الوحيد الممكن. وبات معروفا لشعب إسرائيل كله اليوم أنه كانت هناك فرص كثيرة لإعادة المخطوفين».واعتبر وزير المالية وعضو الكابينيت الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إن الاحتجاجات الجارية في أنحاء البلاد للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى هي «حملة سيئة تلعب في صالح حماس». وقال إن «شعب إسرائيل يستيقظ هذا الصباح على حملة سيئة ومضرّة تدفن الأسرى في الأنفاق وتحاول دفع إسرائيل للاستسلام لأعدائها وتعريض أمنها ومستقبلها للخطر».وقال سموتريتش في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»، أن الحملة، رغم «ملايين الشواكل وحملة الترويج الإعلامية المجنونة التي تقودها وسائل إعلام غير مسؤولة وجهات سياسية انتهازية»، لم تنجح في جذب سوى «عدد قليل جدًا من الأشخاص»، على حد وصفه.من جانبه، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إن «الإضراب أمس، من إنتاج حركة كابلان، هؤلاء هم الأشخاص أنفسهم الذين أضعفوا إسرائيل آنذاك، ويحاولون القيام بذلك مرة أخرى اليوم. هذا الإضراب يقوّي حماس ويُبعد استعادة الأسرى. بالطبع سيلقون لاحقًا باللوم على حكومة إسرائيل. هكذا يبدو حملة سياسية انتهازية على حساب الأسرى.وقالت وزيرة المواصلات وعضو الكابينيت، ميري ريغيف، إن «الحروب تُحسم بالوحدة». وأضافت «رأينا مرة أخرى أمس تلك القلة التي قررت شق الصف وتحويل التضامن مع أسرانا الأعزاء إلى حملة سياسية»، على حد تعبيرها.وردّ مقر عائلات الأسرى على الوزراء الذين هاجموا الاحتجاجات بالقول: «يمكنكم مواصلة الاختباء خلف المناورات والحسابات السياسية، لكنكم لن تستطيعوا الهروب من المسؤولية. هذا اليوم سيُسجَّل في الذاكرة الوطنية لإسرائيل – من اختار الوقوف مع العائلات ومن أدبر عنها. انتهت الأعذار. أعيدوا الجميع إلى بيوتهم الآن، أو ستُذكرون بالعار إلى الأبد».وفي كلمة له من «ساحة الرهائن»، قال الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ: «يمكن الاختلاف في المواقف، لكن لا يوجد إسرائيلي لا يريد الأسرى في البيت»، مضيفًا: «أريد أن أقول للعالم – توقفوا عن النفاق. اضغطوا على حماس وتوقفوا عن الاستسلام لألعابها العاطفية».وأغلق متظاهرون، أمس الأحد، حركة السير في شارع «أيالون» باتجاه الشمال والجنوب، ضمن الاحتجاجات المطالِبة بوقف الحرب في غزة والإفراج عن الأسرى.. وبالتوازي، أغلق المحتجون عشرات الشوارع في أنحاء البلاد.وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، اعتقال 38 متظاهرًا بدعوى «الإخلال بالنظام» خلال احتجاجات متفرقة في أنحاء البلاد.ويأتي ذلك في اليوم الـ681 لحرب الإبادة على قطاع غزة، للمطالبة بالإفراج عن نحو 50 أسيرًا في غزة، حيث خرج آلاف الإسرائيليين في مظاهرات وُصفت بأنها «إضراب الشعب»، وانضم إليهم عدد من المؤسسات وأماكن العمل التي أعلنت تعطيل نشاطها تضامنًا.
خطة إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من وسط وشمال غزة
193
previous post