خطة ((المدينة الإنسانية)) برفح تمهيد لمخطط تهجيري خطير

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر وصول 94 شهيدًا منهم 7 شهداء انتشال و252 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي.وقالت الوزارة في بيان لها: إن ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية (حتى منتصف الليلة الماضية) من شهداء المساعدات 7 شهداء وأكثر من 30 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 851 شهيدًا وأكثر من 5,634 إصابة.وأكدت أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى أمس بلغت: 7,750 شهيدًا 27,566 إصابة.كما ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 58,573 شهيدًا 139,607 إصابة.وقالت: لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.وطالب مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سليمة بإغلاق مراكز توزيع المساعدات، لأنها تحولت إلى مصائد موت في غزة، مؤكدًا أن المنظومة الطبية باتت عاجزة عن تقديم الخدمة للمرضى والجوعى في القطاع، وهو جزء آخر من أشكال الموت.واستشهد 21 فلسطينيا منهم 15 بينهم أطفال وكبار السن، اختنقوا نتيجة إطلاق غازات على مجوعين بمركز توزيع المساعدات جنوب خان يونس جنوبي قطاع غزة.وقال أبو سلمية من غرفة العمليات المدمرة إن التدافع الكبير جاء نتيجة الجوع الذي يعاني منه الناس في قطاع غزة، لافتا إلى أن الناس يذهبون بمئات الآلاف للحصول على المساعدات، لكن الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسة التي توزع المساعدات تتعامل معهم بطريقة غير إنسانية وغير ملائمة، حيث لا يوجد تنظيم ولا آليات واضحة لتوزيع المساعدات.ودعا إلى إغلاق ما سماها مصايد الموت بشكل فوري وعاجل جدا، وهو ما نادت به المنظمات العاملة بقطاع غزة، ومن بينها منظمات الأمم المتحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) وأطباء بلا حدود.وخلص مدير مجمع الشفاء الطبي في مداخلته إلى أن من لم يمت بإطلاق النار من الطائرات ومن المسيّرات الإسرائيلية، بات يموت بالاختناق نتيجة التدافع في سبيل الحصول على الغذاء.ومنذ بدء عملها بقطاع غزة، شهدت مراكز توزيع المساعدات الأميركية بشكل شبه يومي عمليات قتل واستهداف للمجوّعين، استخدمت فيها القوات الإسرائيلية القذائف المدفعية وصواريخ الاستطلاع، وفي بعض الأحيان مسيّرات كواد كابتر لإطلاق الرصاص المتفجر.وبلغ عدد الشهداء منذ حول الاحتلال نقاط التوزيع المحدودة إلى مصائد للقتل، نحو 851 شهداء وأكثر من 5634 جريحا و39 مفقودا مع استخدام ما يسمى «مؤسسة غزة الإنسانية» – ذات الصبغة الإسرائيلية الأميركية والمرفوضة أمميًا – كأداة لفرض معادلة الخضوع والقتل تحت غطاء «العمل الإنساني».في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الأربعاء عن استكمال لواء ٣٦ وقوات كتيبة ١٨٨ وقوات جولاني فتح محور جديد في قطاع غزة محور «ميغن عوز» الذي يقسم مدينة خانيونس لشطرين.وزعم جيش الاحتلال آن المحور يفصل بين شرق وغرب المدينة ويبلغ طوله حوالي ١٥ كيلومتراً.وذكرت القناة ١٢ أن المحور الجديد يفصل بين سرايا لواء خانيونس التابع لحماس ويمنع انتقال المنفذين إلى ما يوصف بالمنطقة الإنسانية في المواصي، وإلى منطقة مخيمات المنطقة الوسطى. يقع محور مورغ جنوب المحور الجديد ويعتبر المحور الشمالي الغربي.وعلم من الجيش :» الهدف من إقامة هذا المحور هو ممارسة ضغوط على حماس، كما يستهدف هزيمة لواء خانيونس».وأوضح الأورومتوسطي أنّ إعلان جيش الاحتلال، أمس الأربعاء فتح محور «ماجين عوز» الذي يفصل بين شرق وغرب خانيونس على مسافة نحو 15 كيلومترًا، يكرّس سياسة العزل وتفكيك وحدة الأرض، ويعيد إنتاج أدوات استعمارية تقليدية بأشكال حديثة تهدف إلى فرض وقائع ميدانية دائمة تُقوّض الوجود الفلسطيني وتُمهّد لإخراج السكان من أرضهم. وأشار إلى أنّ هذا الإعلان يندرج ضمن مسعى إسرائيلي لتكريس وجود عسكري دائم في قطاع غزة، ويؤكد عدم اكتراث إسرائيل بأي جهود تهدئة قد تفضي إلى وقف عملياتها العسكرية أو إلى إنهاء احتلالها غير المشروع لأراضي القطاع. وأكد أنّ المناطق التي يعزلها المحور الإسرائيلي الجديد تمتد على مساحة تُقدّر بنحو 45% من محافظة خانيونس، أي ما يعادل حوالي 12% من إجمالي مساحة قطاع غزة.ويبدأ هذا المحور من محور «موراغ» جنوب خانيونس، الذي أعلن الاحتلال عن إقامته في أبريل/نيسان الماضي، ويتجه شمالًا بمحاذاة شارع صلاح الدين، ليعزل بالكامل مناطق «جورة اللوت» و”معن»، وبلدات «الفخاري»، «خزاعة»، «بني سهيلا»، «عبسان الكبيرة»، «عبسان الجديدة»، وصولًا إلى الجزء الشرقي من بلدة «القرارة» شمالي خانيونس.وبيّن المرصد أنّ فريقه الميداني تابع خلال الأسابيع الماضية تصاعد وتيرة القصف والتدمير المنهجي في المناطق المعزولة شرق خانيونس، حيث نفذت القوات الإسرائيلية عمليات مركّبة من القصف الجوي والمدفعي، والتفجير باستخدام الروبوتات المتفجرة، ثم جلبت الآليات الثقيلة لطمس معالم الدمار ونقل الركام إلى وجهات مجهولة داخل إسرائيل، مقدرًا أنّ الجيش الإسرائيلي دمّر ما لا يقل عن 90% من المباني في تلك المناطق.وأشار الأورومتوسطي إلى أن جيش الاحتلال يعمد في إعلاناته المتعلقة بأنشطته في قطاع غزة إلى الإعلان عن إنشاء «محور» أو «طريق عسكري» جديد بشكل مضلل، بينما في الواقع يتم شق هذا المحور فوق أنقاض آلاف المباني والمنازل السكنية التي كانت قائمة في المنطقة، حيث لا يقتصر التدمير الشامل على المباني الواقعة ضمن مسار الطريق العسكري فحسب، بل يمتد ليشمل المناطق المحيطة في جميع الاتجاهات، وصولًا إلى مساحات واسعة تتجاوز عدة كيلومترات، في عملية تهدف إلى محو البيئة العمرانية بالكامل تحت غطاء عسكري زائف.وعلى نحو مماثل، شدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّه كلّما أعلن الجيش الإسرائيلي عن «تطهيرمنطقة ما من المسلحين، فإنّه في الحقيقة يعلن عن محوها التام من الوجود: تدمير شامل، وتهجير قسري، واجتثاث للحياة بكل أشكالها. وقد تجلّى هذا النمط على نحو كارثي في شمالي قطاع غزة ورفح جنوبي القطاع، حيث استخدمت إسرائيل لغة عسكرية مضلِّلة للتستّر على جرائم قتل جماعي، وتهجير واسع النطاق، وتدمير ممنهج للبنية العمرانية، في محاولة لإخفاء أفعال جريمة الإبادة الجماعية خلف مصطلحات قتالية خادعة.وأشار إلى أن هذا السلوك يعكس عقيدة عسكرية إسرائيلية ترى في الوجود المدني نفسه تهديدًا يجب القضاء عليه، إذ تُصنّف المنازل والمستشفيات والمدارس كبُنى «إرهابية»، وتتعامل مع المدنيين كأهداف مشروعة لمجرد بقائهم في مناطق مستهدفة، في خرق غير مسبوق لأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني.ونبه إلى أنّ هذه الممارسات تندرج ضمن عملية ممنهجة بدأت مع اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تقوم على التدمير الشامل والمقصود لمدن وأحياء بأكملها، في تجسيد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 21 شهرًا، والتي تُستخدم فيها أدوات الهدم والتدمير والتهجير القسري كوسائل رئيسة لتنفيذها.وأكد الأورومتوسطي أنّ هذا السلوك يمثل جزءًا من سياسة إبادة المدن (الإبادة الحضارية) التي تنفذها إسرائيل، والتي تستهدف ليس فقط السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم كأفراد، بل أيضًا وجودهم الثقافي والحضاري، بما يشمل إزالة أي أثر مادي أو تاريخي يدل على ارتباطهم بأرضهم، وبالتالي إضعاف قدرتهم على البقاء على قيد الحياة في مناطقهم، وصولًا إلى القضاء على وجودهم الفعلي والمجتمعي فيها، مقابل تسهيل إقامة مشاريع استيطانية غير قانونية في القطاع.وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ خطط تهجير الفلسطينيين قسرًا تمثّل امتدادًا مباشرًا لمشروع إسرائيل الاستعماري الاستيطاني المنظم والممتد منذ عقود، والقائم على محو الوجود الفلسطيني والاستيلاء على الأرض، محذرّا من أنّ ما يميّز هذه المرحلة عن سابقاتها هو أنها تتخذ طابعًا أكثر خطورة واتساعًا، إذ تستهدف 2.3 مليون إنسان خضعوا لإبادة جماعية شاملة، وجرى حرمانهم من أبسط الحقوق الأساسية، في ظروف قهرية منهجية تتسم بالقسوة الفائقة والتجريد الكامل من أدنى شروط الحياة، في محاولة متعمدة لدفعهم خارج وطنهم لا كخيار، بل كشرط وحيد للنجاة، في واحدة من أوضح محاولات التهجير الجماعي المخطط لها في التاريخ المعاصر.بدوره، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن ما يسمى بـ”المدينة الإنسانية» التي يُخطط الاحتلال الإسرائيلي لإقامتها في رفح ليس سوى واجهة تضليلية لمخطط تهجيري خطير.وأوضح مدير عام المكتب الإعلامي إسماعيل الثوابتة الأربعاء، أن الهدف الرئيس من إقامة هذه المدينة تجميع مئات الآلاف من النازحين في منطقة محددة تحت السيطرة الأمنية المباشرة للاحتلال، تمهيدًا لفصلهم جغرافيًا وإنسانيًا عن باقي مناطق القطاع، وربما ترحيلهم لاحقًا خارج فلسطين.وأضاف أن هذه المدينة المزعومة لا تفي بأي معايير إنسانية حقيقية، بل تُستخدم كورقة ضغط ومساومة في ظل استمرار جرائم الحرب. وأشار إلى أن آلة القتل الإسرائيلية لم تكتف بهدم الأبراج والمنازل على رؤوس ساكنيها، بل استهدفت أيضًا مراكز الإيواء والمدنيين أثناء بحثهم عن الطعام والماء.وبين أن حجم هذا الإجرام تجاوز كل الأعراف والقوانين الدولية، وهو يعكس عقلية استعمارية تستبيح دماء الأبرياء بلا أي رادع أخلاقي أو قانوني.واعتبر الثوابتة ما يجري ليس فقط جرائم حرب، بل جرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان.وأكد أن الاحتلال يتعمد استهداف المدنيين ومراكز النزوح ومنتظري المساعدات ضمن استراتيجية واضحة تقوم على استخدام الغذاء والمساعدات كسلاح حرب، وسحق كل أشكال الحياة المدنية، بهدف تركيع السكان وإجبارهم على القبول بمخططات سياسية وأمنية مرفوضة.وقال إن استهداف منتظري المساعدات والطوابير البشرية حول شاحنات الإغاثة يعبّر عن نهج انتقامي سادي يريد قتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء أمام أعين العالم، في رسالة مفادها أن لا مأمن لأحد في غزة، حتى من ينتظر رغيف الخبز.وحسب الثوابتة، فإن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الأيام القليلة الماضية، أكثر من 55 مجزرة وحشية ومروعة بحق المدنيين العُزَّل، كان أبرزها مجازر ما يسمى «مناطق توزيع المساعدات» التي راح ضحيتها حتى الآن ممن وصلوا المستشفيات إلى 851 شهيدًا، وأكثر من 5,634 إصابة، إضافة إلى 42 مفقودًا، في سلسلة جرائم استهدفت بالدرجة الأولى تجمعات المُجوّعين المدنيين المنتظرين للمساعدات في مناطق «حمراء خطيرة».انهيار شاملوانتقد مدير عام المكتب الإعلامي صمت العالم، قائلًا: «هذا الكلام يأتي والعالم والمجتمع الدولي يمارس دور المتفرج على هذه المأساة الإنسانية الكارثية».وفيما يتعلق بتوقف معظم مركبات الدفاع المدني عن تقديم الخدمة الإنسانية في محافظة غزة والشمال، بين أن توقف معظم مركبات الدفاع المدني، بسبب نفاد الوقود يشكّل تهديدًا مباشرًا لحياة آلاف الجرحى والمصابين العالقين تحت الركام وفي مناطق القصف اليومي.وتابع أن عدم قدرة الطواقم على الوصول إلى أماكن الاستهداف يعني أن كثيرًا من الضحايا سيفقدون حياتهم بالتأكيد بسبب التأخير في الإنقاذ، خصوصًا في ظل استخدام الاحتلال لأسلحة تؤدي إلى دمار هائل وانهيار المباني بشكل كامل.

Related posts

لأكثر من 30 دولة.. ترمب يوسع حظر السفر إلى أمريكا

صحف عالمية: مقتل أبو شباب ضربة لإسرائيل ونهايته بهذا الشكل كانت حتمية

الأردن الثالث عربيا في عدد تأشيرات الهجرة إلى أميركا لعام 2024