الرئيسيةالعالمقوات الدعم السريع تعلن هدنة إنسانية تضع قوات بورتسودان أمام امتحان السلام
قوات الدعم السريع تعلن هدنة إنسانية تضع قوات بورتسودان أمام امتحان السلام
25 نوفمبر 2025
10:37
تم نسخ الرابط
خبرني – في خطاب وجّهه قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إلى الشعب السوداني يوم الإثنين، أعلنت القوات موافقتها الفورية على هدنة إنسانية تمتد لثلاثة أشهر.
وجاءت هدنة الدعم السريع استجابة لمبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجهود دول الرباعية، المكونة من السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة، وبريطانيا، إضافة إلى آلية الإيغاد والاتحاد الأفريقي.
ووصف البيان اللحظة التاريخية بأنها “من أدق اللحظات” التي تتطلب مسؤولية وشجاعة من الجميع، مؤكداً أن الحرب أنهكت الشعب وأن وقف نزيف الدم أصبح واجباً لا يحتمل التأجيل.
وحدد بيان الدعم السريع ستة محاور رئيسية، وهي إعلان هدنة إنسانية فورية لثلاثة أشهر تشمل وقف الأعمال العدائية كافة، بهدف حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، مع دعوة دول الرباعية لدفع الجيش السوداني لقبول الهدنة.
كما تعهّد بالتزام كامل بتسهيل العمل الإنساني عبر تأمين حركة العاملين، وضمان وصول المساعدات دون عوائق، وحماية مقرات ومخازن المنظمات، وتسهيل عمل الفرق الطبية، والتعاون مع الأمم المتحدة.
وتضمّن البيان أيضاً الموافقة على إنشاء آلية مراقبة ميدانية تشرف عليها دول الرباعية والإيغاد لضمان تنفيذ الهدنة ووصول المساعدات، والتأكيد على محاسبة أي فرد يثبت تورطه في انتهاكات ضد المدنيين، مع إعلان نتائج التحقيقات بشفافية وفق القوانين الوطنية والدولية.
وربط بيان الدعم السريع الهدنة بمسار سياسي شامل وعادل يستثني ما وصفه بـ “الحركة الإسلامية الإرهابية” والمؤتمر الوطني، باعتبارهما “المسؤولين عن مآسي ثلاثة عقود”.
وشمل البيان أيضاً دعوة المجتمع الدولي لدعم الهدنة، والمشاركة في المراقبة، ورعاية بناء الثقة، ودعم حوار سياسي شامل، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، مختتماً بالتأكيد على أن قوات الدعم السريع “من الشعب ومع الشعب” وملتزمة بطريق السلام حتى تنتهي الحرب.
ووفق خبراء، فإن البيان يشكلّ إحراجاً كبيراً لقائد قوات بورتسودان، عبد الفتاح البرهان، إذ إن إعلان الدعم السريع الهدنة من جانب واحد وبشروط واضحة ومعقولة يضعه في موقف بالغ الحرج أمام المجتمع الدولي والرأي العام الداخلي.
ويأتي بيان مبادرة الدعم السريع في موازاة خطاب البرهان “المشتنج” يوم الاثنين رداً على مبادرة ترامب، والذي أصرّ فيه على شعارات مثل “اللا تفاوض واللا شراكة”، وهو ما يعني بحسب خبراء أن البرهان سيجد نفسه مضطراً لرفض مبادرة إنسانية تحظى بدعم أمريكي مباشر وإقليمي واسع.