الرئيسيةالعالمكلكليست: إسرائيل تواجه حصاراً صامتاً ومقاطعة دولية غير معلنة
كلكليست: إسرائيل تواجه حصاراً صامتاً ومقاطعة دولية غير معلنة
24 أغسطس 2025
11:49
تم نسخ الرابط
خبرني – تشهد (إسرائيل) تصاعدًا في ما يُعرف بـ”الحصار الصامت” أو المقاطعة غير المعلنة، على خلفية استمرار الحرب في غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. وتشير تقارير اقتصادية وأكاديمية إلى أن هذا الحصار، رغم غياب الإعلان الرسمي، يُحدث تأثيرات عميقة على التجارة، والاستثمار، والبحث العلمي، والعلاقات الدولية.
ونقل موقع “كلكليست” الاقتصادي، اليوم الأحد، عن مصادر إسرائيلية أن حالات عديدة من تعليق التعاون التجاري مع شركات إسرائيلية ورفض توقيع عقود أو الرد على مراسلات سُجلت خلال الأشهر الماضية.
وقال يانير أسولين، المدير التنفيذي لشركة “إستيل” للاستيراد، إن شركته تواجه منذ عام ونصف قطيعة غير رسمية من بعض الموردين الأوروبيين والعرب، مشيرًا إلى أن شركات أوروبية كبرى امتنعت عن التعامل مع السوق الإسرائيلية لأسباب سياسية غير معلنة.
وأكد اتحاد غرف التجارة الإسرائيلية أن تركيا بدأت بفرض قيود على الحركة البحرية، شملت منع السفن الإسرائيلية من الرسو في الموانئ التركية، ومنع الترانزيت عبر أراضيها، ما أثر أيضًا على شحنات مخصصة للسلطة الفلسطينية أو الأردن.
وأفاد مستوردون إسرائيليون بأن شركات تركية كبيرة، مثل “فيستل”، رفضت ترتيب اجتماعات عمل معهم خلال معرض IFA في برلين.
وفي قطاع التكنولوجيا، أفاد مسؤولون تنفيذيون بأن بعض الشركات الناشئة اختارت عدم استثمار أموالها داخل (إسرائيل) خشية تداعيات سياسية، بينما بدأت شركات أخرى بتقليل الإشارة إلى خلفيتها الإسرائيلية أو علاقتها بوحدات عسكرية لتفادي عزوف محتمل من الشركاء الأجانب.
كما أبلغت شركات إسرائيلية عن عراقيل غير معتادة في تجديد خطوط ائتمان من بنوك أوروبية، وتأخر وصول خبراء أجانب لأسباب غير أمنية بالكامل، ما أدى إلى تأخير تنفيذ مشاريع بنية تحتية مهمة في مجال الطاقة.
وتشير بيانات رسمية إلى أن الأوساط الأكاديمية أصبحت ساحة جديدة للمقاطعة، حيث انخفضت نسبة الأبحاث المشتركة التي يشارك فيها باحثون إسرائيليون بنسبة 21% خلال عامين، كما تراجعت المنح الأوروبية المقدمة لهم ضمن برنامج “هورايزون” بنسبة 70%.
وفي يونيو الماضي، علّقت الجمعية الدولية لعلم الاجتماع عضوية الجمعية الإسرائيلية، فيما أعلنت جامعات أوروبية، بينها غنت البلجيكية وفالنسيا الإسبانية، انسحابها من مشروعات بحثية بسبب مشاركة إسرائيلية.
ويرى خبراء أن هذا الحصار غير المعلن قد تكون له تداعيات استراتيجية طويلة الأمد، تتجاوز التأثيرات الاقتصادية الفورية، إذ أصبح الارتباط بـ(إسرائيل) يُنظر إليه كعامل طارد للمستثمرين، وهو ما قد يضر بصورة الدولة وسمعتها في الابتكار، بحسب مسؤول في قطاع علوم الحياة.
من جانبه، قال رئيس جمعية المصنعين في (إسرائيل) رون تومر، إن التصريحات السياسية المتطرفة لبعض المسؤولين الإسرائيليين أسهمت في ترسيخ هذه المقاطعة، محذرًا من أن “استعادة العلاقات الدولية ستكون أصعب بكثير من استعادة المكاسب الاقتصادية”.