ارتفاع قياسي في جرائم المستوطنين وجنود الاحتلالالجيش الاسرائيلي يصادر 267 دونمًا من ((المغيّر”يُستهل التقرير الأسبوعي الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان أن سلطات الاحتلال، تزرع الخراب والدمار في الضفة الغربية وتتوسع في استخدام أدواتها الوحشية في جميع القرى والبلدات، والمخيمات والمدن. وعلى مدار أيام، كانت قرية المغيّر الواقعة إلى شمال شرق مدينة رام الله، مثالاً على ممارسات الاحتلال؛ إذ شَنَّت قوات الاحتلال حملةً عسكرية واسعة استهدفت القرية، فرضت خلالها حصارًا عليها وحظرًا للتجوال فيها، فيما اقتلعت مئات أشجار الزيتون، ودمّرت مئات الدونمات من الأراضي الزراعية، فضلاً عن الدمار وا?أضرار التي ألحقتها بالبنية التحتية».وأشار التقرير إلى أن هذا نموذج متكرر من العقاب الجماعي، تمامًا كما كان عليه الحال في بلدتَي بروقين ودير بلوط في محافظة سلفيت وكفر مالك وبرقه في محافظة رام الله والبيرة وأم الخير في محافظة الخليل ودوما وقصره في محافظة نابلس وغيرها من القرى والبلدات في ريف الضفة الغربية المحتلة.يوضّح التقرير أن وتيرة الاستهداف الإسرائيلي لقرية المغيّر ازدادت منذ السابع من تشرين الأول 2023، حيث «يتناوب جيش الاحتلال، وعصابات المستوطنين المسلّحين، على تنفيذ الاعتداءات على الأهالي، فضلاً عن تدمير البيوت ومحتوياتها، ومنع الحركة وإغلاق المحالّ التجارية والمرافق المهمّة، بما فيها الصحية والسطو على أراضيها، حيث أعلن جيش الاحتلال وضع يده على 267 دونمًا مما تبقى من أراضي القرية لأغراض عسكرية ملحقًا أضرارًا بأكثر من أربعة آلاف مواطن». هذه القرية تحاصرها 9 بؤر استيطانية من جميع الجهات، وهو ما تسبّب في تأجيج ?لمواجهة بين الأهالي والاحتلال ومستوطنيه، وخلال الأشهر الماضية، تعرّضت القرية لهجمات مميتة، أبرزها الهجوم الكبير الذي شنّه نحو 1600 مستوطن وأحرقوا خلاله أكثر من 40 منزلاً ومركبة.عمليات جيش الاحتلال في قرية المغير والتي شملت اقتلاع نحو 3100 شجرة، وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات، وفرض عقوبات جماعية على سكان القرية.وفي هذا السياق، وثق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية منذ بداية عام 2025، أكثر من 1,000 هجوم شنّه المستوطنون في 230 تجمعًا سكانيًا في شتّى أرجاء الضفة الغربية، وأسفرت عن سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات أو كلا الأمرين معًا، أكثر من 60 بالمائة منها في محافظات رام الله ونابلس والخليل. وفي المجموع، استشهد 11 فلسطينيًا خلال هذه الهجمات، منهم خمسة على يد مستوطنين إسرائيليين، وخمسة على يد القوات الإسرائيلية، وواحد لا يزال من غير المعروف ما إذا كان قد قُتل على يد مستوطنين أو قوات الاحتلال، كما أُصيب 69? فلسطينيًا خلال هذه الهجمات، منهم 473 على يد مستوطنين، و217 على يد القوات الإسرائيلية، وستة لا يزال من غير المعروف ما إذا كانوا قد أُصيبوا على يد مستوطنين أو القوات الإسرائيلية.وبالمقارنة، يتابع التقرير، «قُتل 11 فلسطينيًا في هجمات شنها المستوطنون في عام 2024، منهم ثلاثة على يد مستوطنين إسرائيليين، واثنان على يد القوات الإسرائيلية، وستة لا يزال من غير المعروف ما إذا كانوا قد قُتلوا على يد مستوطنين أو القوات الإسرائيلية.وغير بعيد عن النغير تقع قرية دوما، «المنكوبة هي الأخرى بالاستيطان والمستهدفة من جيش الاحتلال ومنظمات الإرهاب اليهودي، التي تنشط في المنطقة»، يقول التقرير، ويضيف أن المغير في محافظة رام الله والبيرة ودوما في محافظة نابلس تطلان على الأغوار الوسطى، وهما بوابة حراسة هذه المنطقة ومن هنا يأتي هذا التركيز العدواني على القريتين». وخربة أم الخير، في مسافر يطا جنوبي الخليل ليست أفضل حالاً في معاناتها من المستوطنين وقوات الاحتلال، فقد عاشت هذه القرية أيامًا من الحصار والترهيب الجماعي، عقب استشهاد الشاب عودة الهذالين ?رصاص مستوطن إسرائيلي نهاية تموز الماضي خلال تصديه السلمي لعمليات تجريف استهدفت أراضي عائلته.وفي الوقت الذي تُفرض فيه هذه الإجراءات على السكان، أفرجت محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس عن المستوطن ينون ليفي، قاتل الشهيد عودة الهذالين، وسمحت للمستوطنين بمواصلة أعمال التجريف في أراضي المواطنين داخل أم الخير. كما قامت قوات الاحتلال بعد يوم واحد فقط من بيت العزاء الخاص بالشهيد، بطرد الصحفيين والنشطاء وكل من جاء من خارج القرية، وأغلقت بيت العزاء ومنعت إقامة مراسم العزاء وهددت السكان على لسان أحد الضباط بـ «إمكانه تهجير سكان أم الخير جميعًا بسهولة»، حسب اقوال الشيخ ابراهيم الهذالين رئيس مجلس قروي خشم الدر? وأحد سكان خربة أم الخير.تُعد خربة أم الخير من أقدم قرى جنوب الخليل، وتشكل بوابة مسافر يطا ويعيش فيها 32 أسرة، بإجمالي عدد يبلغ 210 أشخاص، وجميع منازلها مهددة بالهدم، إذ تسلّمت إخطارًا رسميًا بذلك. وقد تعرضت القرية لعمليات هدم متكررة خلال العقدين الماضيين، شملت منازل وحظائر أغنام وممتلكات، حيث بلغ عدد مرات الهدم نحو 18 مرة. وتقع القرية بمحاذاة مستوطنة «كرمل»، التي أُقيمت عام 1980 على أراضيها، وهي ثاني مستوطنة في محافظة الخليل بعد «كريات أربع».ويتابع التقرير، «كشفت إذاعة جيش الاحتلال أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش وعدد من الوزراء الإسرائيليين شاركوا في عشاء نظمه مجلس المستوطنات في رام الله احتفالًا بنيّة الحكومة شرعنة 17 بؤرة استيطانية جديدة في الضفة الغربية.وفي القدس المحتلة، سلمت سلطات الاحتلال 17 عائلة من حي المشاهد ببلدة أم طوبا، قرارات بإخلاء منازلها، فيما هدمت قوات الاحتلال منشآت في وادي صبيحة في قرية صور باهر عبارة عن بركسات لتربية الماشية ومعرشات زراعية تعود لعائلات من صور باهر والسواحرة والعبيدية، ومبنية في المكان منذ نحو 16 عاما. وفي تجمع عرب الكعابنة شمال غربي القدس المحتلة، أخطرت سلطات الاحتلال بهدم ثلاثة منازل تعود ملكيتها لثلاثة أشقاء يسكنون في التجمع منذ ما يزيد على 40 عامًا. وفي بلدة العيسوية جرفت آليات الاحتلال أرضًا زراعية وهدمت غرفة زراعية و?طمت خزانات المياه وجرفت السياج الحديدي والبوابة المحيطة بالأرض. كما أصيب مواطن فلسطيني (50 عامًا) جراء اعتداء المستوطنين في منطقة جبع قرب القدس، وتم نقله للمستشفى.وفي الأغوار اعتدى مستوطنون على سكان تجمع العوجا شمال أريحا وتجولوا بين منازل الأهالي بصورة استفزازية وأطلقوا عبارات عدائية بحقهم، في محاولة لإثارة الخوف والتوتر داخل التجمع. وفي تجمع شلال العوجا نظم مستوطنون جولات استفزازية عبر دراجات نارية بين بيوت المواطنين وأراضيهم، ما أثار حالة من الرعب والهلع. وفي الأغوار الشمالية دهم مستوطنون منزل المواطن رائد صبيح في الفارسية أكثر من خمس مرات، ما أثار الخوف بين الأطفال والنساء. فيما واصل آخرون تمديد خطوط مياه في الأغوار الشمالية من البؤرة الاستيطانية القريبة من خيام?المواطنين في الحمة، باتجاه الأراضي الرعوية التي أغلقوها أمام المواطنين غربًا. كما هدمت قوات الاحتلال خيمة تعود للمواطن قدري دراغمة علمًا بأن هذه الخيمة هي بديلة عن خيامه التي تم هدمها قبل أيام.