4 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية بينهم طفلانفيديو يوثق إعدام شاب أعزل يحاول الوصول للمساعداتالأمم المتحدة: حرمان طلبة القطاع من التعليم يهدد مستقبل جيل كاملمنظومة الغذاء في غزة «على حافة الانهيار الكامل»تدمير أكثر من 1500 منزل بحي الزيتون ونزوح 80% من سكانهأعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد 71 فلسطينيًا وإصابة 339 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية فقط، جراء الاستهداف المتواصل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما سجلت 4 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية بينهم طفلان، لترتفع حصيلة ضحايا الجوع إلى 317 حالة وفاة، بينهم 121 طفلًا، وفق بيان الوزارة.وأشار البيان إلى أن إجمالي ضحايا مجزرة «لقمة العيش» – التي يستهدف خلالها الاحتلال الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية – قد ارتفع إلى 2,180 شهيدًا وأكثر من 16,046 إصابة منذ بداية هذه الهجمات.وبذلك، يرتفع إجمالي عدد الشهداء منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 62,966 شهيدًا و159,266 إصابة، علماً أن آلاف الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، وتعجز فرق الدفاع المدوي عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر.جريمة مروعة توثقها الكاميرافي تطور صادم، تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر جريمة إعدام ميدانية ارتكبها جيش الاحتلال بحق شاب فلسطيني أعزل كان يحاول الوصول إلى مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية.في المشهد، يُسمع أحد الجنود وهو يوجه كلامه إلى قناص قائلاً: «يا كوهين، إياك أن تخطئ»، قبل أن تنطلق الرصاصة القاتلة. بعد إصابة الشاب، تعلو ضحكات وهتافات الجنود، في مشهد يُظهر استهتارًا صارخًا بحياة المدنيين، وفقًا لما وصفه نشطاء.وفي المشهد ذاته، يتبادل الجنود العبارات المشجعة للقناص قائلين: «إنه قادم إلى المحور.. لا يمكنك تفويته.. تمت الموافقة.. فوق السائق.. أوبا، أعتقد أنه سقط»، ثم تعلو ضحكاتهم وهتافاتهم لحظة إصابة الفلسطيني.المقطع، الذي سرعان ما أثار موجة غضب واسعة، اعتبره ناشطون «دليلًا صارخًا على عقلية الاستهتار بأرواح المدنيين» و”جريمة إعدام موثقة بدم بارد»، مشيرين إلى أن ما جرى يكشف سياسة الاستهداف الممنهج للفلسطينيين في ظل الحصار والمجاعة التي يعيشها القطاع منذ أشهر.ورأى مغردون أن ما يزيد فداحة الجريمة هو توثيقها من قبل الجنود أنفسهم، في رسالة واضحة بأن جيش الاحتلال لا يخشى المحاسبة الدولية، بل يوظف مقاطع الفيديو كوسيلة للتباهي والتسلية، مستندًا إلى الغطاء السياسي والعسكري الغربي المستمر منذ أكثر من 22 شهرًا من حرب الإبادة على غزة.كما شدد ناشطون على ضرورة توثيق مثل هذه المشاهد وحفظها ضمن ملفات الأدلة القانونية لتقديمها إلى محكمة العدل الدولية، باعتبارها جزءًا من سلسلة طويلة من الانتهاكات الممنهجة التي تكشف تجرد الحرب الإسرائيلية من أي بعد إنساني.وأكد آخرون أن هذا الفيديو ليس سوى مشهد واحد من عشرات الحالات اليومية التي يقتل فيها الفلسطينيون برصاص القناصة الإسرائيليين دون تفرقة بين صغير وكبير، حتى وهم يحاولون الحصول على فتات المساعدات من مراكز وصفها النشطاء بـ”مراكز الموت» التابعة لمؤسسة أميركية مدعومة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.وقال متحدث الدفاع المدني في غزة محمود بصل، إن إسرائيل دمرت أكثر من 1500 مبنى سكني بالكامل في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، منذ مطلع آب/ أغسطس الجاري، فيما تشهد بلدة جباليا، شمالي القطاع، أوضاعا مشابهة.كما واصلت قوات الاحتلال عمليات القصف المدفعي وإطلاق النار من الآليات شمالي النصيرات، وعمليات نسف مبانٍ سكنية في محيط جباليا شمال القطاع، فيما أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية النار وقذائف الإنارة على سواحل غزة ورفح. وذكرت مصادر في الإسعاف والطوارئ أنّ عدداً من المواطنين أصيبوا بنيران الاحتلال أثناء انتظارهم للمساعدات شمالي رفح. وأفاد بصل بأن جنوب حي الزيتون سوي بالأرض حيث دمر جيش الاحتلال أكثر من 1500 مبنى سكني منذ بدء العملية البرية في 6 أغسطس/ آب الجاري.وأوضح بصل، أن جيش الاحتلال يستخدم الحفارات والآليات الثقيلة إلى جانب الروبوتات المفخخة بمعدل 7 عمليات تفجير يوميا، إضافة إلى طائرات مسيّرة من نوع–كواد كابتر- تُلقي متفجرات على أسطح المنازل، ما ضاعف من حجم الدمار، مشيرا إلى أن نحو 80 بالمئة من سكان الحي نزحوا إلى غرب مدينة غزة أو شمالها.ومنذ بداية أغسطس/ آب، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما واسعا على حي الزيتون، تخلله نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري، ضمن خطة إسرائيلية لإعادة احتلال ما تبقى من قطاع غزة.وأظهر تحليل لصور أقمار صناعية أجراه آدي بن نون، من مركز نظم المعلومات الجغرافية في الجامعة العبرية، أن جيش الاحتلال دمر منذ بدء الحرب ما لا يقل عن 36 ألف مبنى في مدينة غزة، أي ما يعادل 80 بالمئة من إجمالي المباني التي كانت موجودة.من جهة ثانية، أكد بصل، أن المشهد في بلدتي جباليا وجباليا النزلة شمالي قطاع غزة، لا يقل قسوة عما يجري في حي الزيتون، حيث تواصل إسرائيل القصف المدفعي والغارات الجوية وإدخال الروبوتات المفخخة دون أي تقدم بري للآليات العسكرية.وقال إن الأوضاع الإنسانية «كارثية»، «مع انهيار كبير في منظومة الدفاع المدني، ونقص حاد في الخدمات الصحية والإغاثية، في ظل غياب أي ملاجئ أو أماكن آمنة تؤوي النازحين».واعتبر حديث إسرائيل عن «مناطق فارغة» للنازحين «أكذوبة»، متسائلا: «كيف تكون هناك مناطق آمنة بعد استهداف مستشفى ناصر في خان يونس، ومخيم للنازحين شرق مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، فيما رفح بالكامل تحت السيطرة الإسرائيلية؟».وتشهد شمال مدينة غزة موجة نزوح قسرية جديدة، تحت وطأة تكثيف جيش الاحتلال قصفه وإصدار إنذارات للفلسطينيين بإخلائها ضمن خطته لإعادة احتلال المدينة.وحذرت مديرة برنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، الخميس، بعد زيارة لغزة، بأن القطاع وصل إلى «حافة الانهيار الكامل»، داعية إلى معاودة تفعيل شبكة البرنامج لتوزيع المواد الغذائية بصورة عاجلة لمنع اتساع انتشار المجاعة.وقالت المسؤولة في بيان «التقيت أطفالا يتضورون جوعا يتلقون علاجات لسوء التغذية الخطير، ورأيت صورا لهم حين كانوا بصحة جيدة. لا يمكن التعرف عليهم». وأضافت «بلغ اليأس ذروته وكنت شاهدة على ذلك بشكل مباشر».وزارت ماكين مدينة دير البلح وسط القطاع حيث تفقدت مركزا طبيا يوفر العناية لأطفال يعانون سوء التغذية، والتقت أمهات من النازحين روَين لها المعاناة اليومية التي يواجهنها. كما زارت مدينة خانيونس.وشددت على الحاجة «الفورية لإعادة تفعيل شبكتنا الواسعة الموثوقة من 200 نقطة توزيع للغذاء في أنحاء قطاع غزة والتكيات والمخابز»، والأهمية العاجلة «لتوفير الظروف الملائمة لنتمكن من مساعدة الأكثر ضعفا وإنقاذ حياة الناس».من جانبها، قالت الأمم المتحدة، إن الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة يحرمون من التعليم للعام الثالث على التوالي، بسبب ما ترتكبه إسرائيل من حصار وحرب إبادة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.وأضاف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي، بأن العام الدراسي الجديد يقترب وأن «أطفال غزة سيفقدون فرصة التعليم للعام الثالث على التوالي، التعليم حق أساسي ولا يجوز حرمان أي طفل منه».ودعا دوجاريك إلى حماية حق الأطفال في غزة في الحصول على التعليم، مؤكداً ضرورة إعادة فتح المدارس وضمان تمكين الأطفال الفلسطينيين من ممارسة حقهم في التعليم، محذرا من أن هذه الأزمة «تهدد مستقبل جيل كامل في غزة».وبدعم سياسي وعسكري أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.أكدت رئيسة منظمة أنقذوا الأطفال إنغر آشينغ، أنّ «أطفال غزة الجائعين وصلوا إلى نقطة الانهيار»، واصفة بالتفصيل احتضارهم البطيء وأنّهم باتوا لا يقوون حتى على البكاء.وقالت إنغر آشينغ -أمام مجلس الأمن الدولي الأربعاء- «الجسم يستهلك نفسه… فيأكل العضلات والأعضاء الحيوية»، حتى آخر نفس.وتابعت: «مع ذلك، يخيِّم في عياداتنا الصمت تقريبا. لم يعد لدى الأطفال القدرة على الكلام أو البكاء وهم يحتضرون. إنهم يرقدون هناك، هزلى، يذوبون حرفيا أمام أعيننا، أجسادهم الصغيرة يغلبها الجوع والمرض».وحمّلت إنغر آشينغ أعضاء مجلس الأمن مسؤولية قانونية وأخلاقية في التحرّك لوقف هذه الفظائع.