أعلنت وزارة الصحة في غزة،أمس السبت، وصول 61 شهيدا و308 مصابين إلى مستشفيات القطاع خلال آخر 24 ساعة، نتيجة استمرار الهجمات الإسرائيلية على مختلف مناطق غزة.وذكرت الوزارة أن المستشفيات تعمل بطاقة استثنائية لاستيعاب تدفق الإصابات والجرحى، وسط تزايد الأوضاع الإنسانية الصعبة نتيجة استمرار القصف وارتفاع أعداد الضحايا.أعلنت وزارة الصحة السبت، تسجيل ثمان حالات وفاة جديدة متأثرين بسوء التغذية الناجم عن سياسة التجويع الإسرائيلي، فيما ارتفع عدد ضحايا الإبادة المتواصلة منذ 7 تشرين الأول 2023 إلى زهاء 220,300 شهيد وجريح.واكدت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 تشرين الأول 2023 إلى 62 ألفا و622 شهيدا، بينهم نساء وأطفال، فيما بلغ عدد المصابين 157 ألفًا و673 شخصا.وواصلت قوات الاحتلال، لليوم الـ687 على التوالي، حرب الإبادة العدوانية على قطاع غزة، وسط حصار وتجويع ممنهج يرقى إلى جريمة إبادة جماعية بحق المدنيين والنازحين، بالتزامن مع استهداف طالبي المساعدات.ولليوم الـ13 على التوالي، يستمر القصف المدفعي والجوي المكثف على حيي الزيتون والصبرة بمدينة غزة، مع سماع دوي انفجارات في مختلف أنحاء القطاع.ونفذ الجيش الإسرائيلي قصفا مدفعيا واسعا على منطقتي أبو إسكندر وشرق حي الشيخ رضوان، فيما شهدت جباليا البلد شمالي القطاع تصعيدا عسكريا خطيرا إثر توغل جديد للقوات الإسرائيلية، تزامنا مع اشتباكات عنيفة وقصف مكثف.كما تعرضت الأحياء الجنوبية لمدينة غزة لسلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي، بينما نفذت القوات الإسرائيلية ست عمليات نسف متتالية للمباني السكنية في حي الزيتون خلال أقل من 15 دقيقة.في موازاة هذا التصعيد العسكري، تتفاقم الكارثة الإنسانية بشكل غير مسبوق، حيث أعلنت الأمم المتحدة رسميا تفشي المجاعة في قطاع غزة، في سابقة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، ما دفع إلى تجدد الدعوات الدولية العاجلة لوقف الحرب وضمان وصول المساعدات الإنسانية.من جانبه، اعتبر أمجد الشوا، المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية في غزة، أن إعلان المجاعة «خطوة بالغة الأهمية تكشف الحقائق على الأرض»، مؤكدا أن الاحتلال يحاول التغطية على جريمة التجويع الجماعي بحق الفلسطينيين من خلال حملات تضليل إعلامية.وحذر مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، من المخاطر الهائلة التي يواجهها سكان قطاع غزة في حال اجتياح الاحتلال للمدينة، مؤكدا أن أكثر من مليون و300 ألف شخص مهددون ولا يمكن تقديم الرعاية الطبية لهم.وأشار أبو سلمية إلى الخوف على حياة الكوادر الطبية والمرضى، مشيرا إلى أن المئات قد قتلوا سابقاً داخل المستشفيات بسبب العدوان.وأضاف أن المستشفيات ممتلئة، فلا يوجد مكان لاستقبال الجرحى، وأن ثلاجات حفظ الشهداء ممتلئة، داعيا لوقف الحرب فوراً لإنقاذ الأرواح ومنع تفاقم الكارثة الإنسانية.وأكد مسؤول صحي في قطاع غزة، أمس السبت، وجود اكتظاظ كبير في عيادة سوء التغذية الخاصة بالأطفال بمجمع ناصر الطبي، محذرا من أن المجاعة دخلت مرحلة حاسمة وسط إغلاق إسرائيل المشدد للمعابر أمام المساعدات الإغاثية والطبية منذ آذار الماضي.أفاد بذلك أحمد الفرا مدير مستشفى التحرير للأطفال والولادة في المجمع بمدينة خان يونس جنوبي القطاع، في مقطع مصور نشرته وزارة الصحة لتوثيق حالة الاكتظاظ داخل عيادة سوء التغذية.وقال الفرا، في كلمة مصورة، إن «عيادة سوء التغذية تعمل لمدة يومين أسبوعيا وتستقبل 3-4 أضعاف الرقم المتوقع من المصابين». وتابع: «في كل يوم من أيام عمل هذه العيادة، يتم تشخيص ما لا يقل عن 52 حالة جديدة».ولأكثر من مرة، نبهت وزارة الصحة إلى وجود حالة اكتظاظ في عيادات سوء التغذية بالقطاع جراء ارتفاع أعداد الإصابة بها مع استمرار سياسة التجويع الإسرائيلية.وتحدث الفرا عن حالة الطفلة شهد محمد زعرب، ابنة العام والنصف، والتي تتردد إلى العيادة لتلقي العلاج اللازم لإصابتها بسوء تغذية حاد.وقال إن هذه الطفلة تزن 5.8 كيلوغرامات فقط، في حين أن المعدل الطبيعي كان يجب أن يراوح بين 11-12 كيلوغراما. وأوضح أن الطفلة شهد دخلت بسوء تغذية شديد فقدت إثره النسيج الشحمي تحت الجلد والكتلة العضلية.ويواصل الجيش الإسرائيلي منع وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة مناطق قطاع غزة بشكل منظم، ما يزيد من تفاقم أزمة المجاعة التي أعلنتها الأمم المتحدة رسميا.وتشهد مناطق القطاع الأخرى حالات متزايدة من سوء التغذية، حيث يؤدي النقص الحاد في الغذاء والأدوية والمكملات الغذائية وحليب الأطفال، لذي منع دخوله منذ نحو ستة أشهر إلى وفيات يومية، خاصة بين صفوف الأطفال.ويحذر الخبراء من أن استمرار هذا الحصار على المساعدات سيؤدي إلى امتداد المجاعة لتشمل كافة مناطق القطاع، ويزيد من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.وأعلن الدفاع المدني أن قوات الاحتلال أطلقت النار على تجمع من النازحين كانوا بانتظار المساعدات الإنسانية في منطقة الواحة شمال غربي مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 10 أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة.وأكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أن وقف المجاعة في مدينة غزة ممكن عبر إدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق فورا.وقالت الوكالة، في تصريح مقتضب عبر صفحتها على منصة «إكس»،أمس السبت، إن «وقف الكارثة الجارية، يتطلب إدخال كميات ضخمة من المساعدات إلى غزة عبر الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا.وأشارت إلى أن مستودعاتها في الأردن ومصر ممتلئة بما يكفي من الغذاء والدواء والمواد الصحية لتعبئة 6 آلاف شاحنة.وشددت على ضرورة سماح «إسرائيل» بإدخال هذه المساعدات إلى قطاع غزة فورا. قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إن المجاعة التي أعلن عنها في محافظة غزة شمال القطاع «صنيعة إسرائيلية مدبرة».وأضاف لازاريني – في بيان تعقيبا على إعلان مؤشر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، تفشي المجاعة في محافظة غزة اعتبارا من منتصف آب الجاري: «شهور من التحذيرات لم تُجدِ نفعًا، فالمجاعة مؤكدة الآن في مدينة غزة، وهذه مجاعة مُدبّرة من قبل حكومة إسرائيل».وشدد على أن ذلك «نتيجة مباشرة لحظر (إسرائيل) وصول الغذاء وغيره من الإمدادات الأساسية لأشهر، بما في ذلك من قِبل الأونروا». ورأى أنه «لا يزال من الممكن السيطرة على انتشار المجاعة (بغزة) من خلال وقف إطلاق النار والسماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بعملها، وإيصال المساعدات إلى المتضورين جوعا».وختم بيانه بالقول: «حان وقت الإرادة السياسية».وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن المستشفى الأوروبي سيشكل بديلا لمستشفيات مدينة غزة التي يخطط لإخلائها. وزعم أن فرق محلية ومنظمات دولية تشرف على تجهيز المستشفى في خانيونس لاستقبال النازحين القادمين من مدينة غزة.كما يعمل الجيش على فتح طرق للوصول إلى المستشفى، تمتد من منطقة المواصي إلى شرق خانيونس.