7 آلاف فلسطيني في شرق القدس مهددون بالتهجير القسري

إسرائيل تعيد مشروع «E1» الاستيطانيأعلنت محافظة القدس، أمس الاثنين، أن نحو سبعة آلاف فلسطيني يقيمون في 22 تجمعًا بدويًا شرق المدينة يواجهون خطر التهجير القسري، في ظل المضي بخطط استيطانية إسرائيلية تعرف بمشروع E1 إلى جانب مشروع ما يسمى «شارع السيادة».وقالت المحافظة في تقريرها أمس الاثنين، إن تنفيذ هذه المشاريع سيؤدي إلى عزل تجمعي جبل البابا ووادي جمل عن بلدة العيزرية بشكل شبه كامل، حيث يقطن هناك نحو مئة شخص.ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان وزير المالية في الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، بتسلئيل سموتريتش، موافقته على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في منطقة (E1) الواقعة شرق القدس.وتأتي هذه المصادقة ضمن العودة الإسرائيلية لمخطط «إي 1» أو ما يسمى «البوابة الشرقية»، وهو المخطط الذي وُضع عام 1994 على مساحة 12,440 دونماً، بهدف إلى إقامة 3500 وحدة استيطانية، إضافة إلى عشرة فنادق، وهو مشروع تم المصادقة عليه أول مرة عام 1997، حيث أُقيمت بعض البنى التحتية ونُقل مركز للشرطة إلى المنطقة، لكنه جُمد بسبب ضغوط دولة أميركية وغربية خشية انهيار عملية التسوية حينها.وبحسب مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم)، فإن المضي في المشروع سيؤدي إلى خلق تواصل استيطاني بين مستوطنة معاليه أدوميم والقدس الشرقية المحتلة، ما يعمّق عزل القدس الشرقية عن بقية أجزاء الضفة الغربية، ويقوّض التواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها. ويسدد ضربة قاتلة للدولة الفلسطينية العتيدة في التواصل الجغرافي والديمغرافي.فبعد عقدين من تجميده، دخل أخطر مشروع استيطاني لضم الضفة الغربية المحتلة حيز التنفيذ، بقرارٍ من وزير إسرائيلي متطرف، ليعطي بمقتضاه ضوءًا أخضر لالتهام الضفة دون ذرائع، فإن تنفيذ مشروع «E1» الاستيطاني الأضخم يعتبر ضربة قاضية لوحدة الضفة والقدس المحتلة.ويقول المختص بالشأن الاستيطاني جمال جمعة إن المخطط ليس بالجديد، وإنما الجديد هو أنه وُضع للتنفيذ، وهو مشروع يعود لتسعينات القرن الماضي، حينما أقرته حكومة الاحتلال الاسرائيلي آنذاك، وتم تعطيله بشكل متواصل من الإدارات الأمريكية المتعاقبة، لأنها تعي خطورته.ويصف المشروع بأنه «أكبر وأخطر مشروع استيطاني بالضفة الغربية، لأنه أولاً سيحكم طوق الاستيطان حول القدس، وسيفصل برية القدس التي تمتد من المنحدرات الشرقية للقدس حتى البحر الميت وأريحا أمام الفلسطينيين».ويوضح أنه بموجب المشروع ستغلق نهائياً تلك المنحدرات، كما أن كل التجمعات البدوية سيتم تهجيرها وستغلق طرق رئيسية تاريخيّة مثل خط القدس أريحا الذي يعود عمره لأكثر من ثلاثة ألاف عام.وحسب جمعة، فإن خط القدس أريحا، مرتبط بقوة بتاريخ فلسطين وبالروايات الدينية، مضيفًا «هذا الطريق الذي سلكه المسيح بعد صوم أربعين يومًا تجاه القدس، وعلى هذا الطريق بنى صلاح الدين مقام النبي موسى، وعززه بعده الظاهر بيبرس في وجه الحملات الصليبية كمنطقة حماية رئيسية للقدس».وبمقتضى إغلاق الخط، فإن حوالي خمس قرى شرق القدس ستُحرم من أراضيها كافة من عناتا للعزيزية للطور العيسوية لمنطقة «ازعيم»، وستصبح محاصرة تماماً ولن يكون هناك بناء عمراني فيها.ومن مخاطر المشروع، إغلاق شارع حيوي آخر وهو طريق «أبو جورج»، والذي تم التمهيد له عبر فتح شارع عناتا المحاذي للجدار حتى حاجز «ازعيم» لتحويل مجرى السير من الجنوب بتجاه الشمال والعكس.ويبين جمعة أن تحويل مجرى الطريق يهدف لتفريغ المنطقة التي يشكل خطًا حيويا لها، وعمليًا يصل للقدس بشكل عملي، وإغلاقه يعني تهجير كل قرى السكان حوله وبالتالي إفراغ المنطقة كليًا.وينوه إلى أن منحدرات شرقي القدس حتى البحر الميت ستصبح مناطق توسعات استيطانية، مع العلم أن كثير من المستوطنات موجودة، والتي تم مصادرة أراضي وإضافتها لها، بالإضافة لبؤر جديدة كثيرة.وكما يقول «فالمنطقة كلها حول مستوطنة معاليه أدوميم، بما فيها الE 1 تمتلىء بالتجمعات الاستيطانية، تمهيدًا لتهجير جماعي لتجمعات المنطقة، كما يقضي المشروع».بالإضافة لذلك، فإن المنطقة المستهدفة تشكل أكبر قطع أراضي بالضفة الغربية، ولذلك ستشكل ضمها فعليًا.ويفيد جمعة بأن الهدف بالأساس هو توسيع حدود القدس بأكبر قدر ممكن، من أجل تحديد حدود ما تسمى «القدس الكبرى»، والتي بدأ الإطار الأساسي لها بجدار الفصل العنصري، الذي ضم للقدس حوالي أربع كتل استيطانية ضخمة بما يعادل 200 الف مستوطن، وهو مشروع قضم 10‎%‎ من أراضي الضفة الغربية.كما سيضرب مشروع «E1» إمكانية قيام دولة فلسطينية، كما يقول جمعة فإن هذا سيشكل القشة أو الطلقة الأخيرة في مشروع الدولة الفلسطنية».ويستدرك حديثه «ولكن أيضًا بدون هذا المشروع الاستيطاني لا يمكن إقامة دولة فلسطينية، ضمن امتداداته، والذي هو ضمن مشروع متواصل من عام 1967، وما أضيف له من جدار ومناطق صناعية وبنى تحتية وغيره، وهو عمليًا يقسم الضفة الغربية، ويضم خياراتها الأساسية إلى الاستيطان».وبالوضع الجغرافي الاستيطاني الجديد فإن الفلسطينيين سيحاصرون، وسيتم تشتيتهم ضمن كانتونات داخل الضفة.ويكمل جمعة «بالنظر للمستقبل بهذا الواقع، فإنه وخلال الفترة القادمة سنرى كوارث ستحل بنا، فمن جهة سيكون التواصل بين كل مدن الضفة الأكثر صعوبة، بمعنى إذا كنت تريد الذهاب من الخليل لرام الله سكون بحاجة لتصريح، مثله مثل زيارة غزة».ومن ناحية ثانية، سيتم القضاء على الثروة الحيوانية التي مصدرها التجمعات البدويه، وبتهجيرها لا يوجد مساحات لبيع أغنامها، بالإضافة لمنع المزارعين لحقولهم وأراضيهم.ويحذر من أنه إذا ما استمرّ هذا الحال، سيكون الموسم الحالي دموي.ويلفت جمعة لميليشيات المستوطنين المسلحة، المنتشرة والتي تمارس بحق المزارعين والأراضي جرائم يومية، وهو ما سيجعلنا نستورد الزيتون من الخارج، عدا عن كل الأمور الأخرى الثانية التي تدفع بتجاه الانهيار الاقتصادي في الضفة، والتي هي معلنة وواضحة في سياسي الحكومة الحالية.كما يؤكد جمعة أنه «وحتى السلطة الفلسطينية بكل غيابها عن القضية هم لا يريدونها، لا لشيء إلا لأنهم لا يريدون ممثلًا عن الشعب الفلسطيني، وإنما يريدون مجموعات بشرية معزولة يتحكم في مصيرها الاحتلال».وبحسبه، فإن الواقع الذي يراد الوصول إليه هو عدم وجود أي جهة سياسية تقود أو تمثل الشعب الفلسطيني، وإنما مجرد حكم بلديات أو مخاتير وما شابه من هذه التسميات، التي تشير إلى ما تريد «إسرائيل» فرضه في الضفة الغربية.

Related posts

تفاصيل غير مسبوقة عن إقامة عائلة الأسد في أرقى ضواحي موسكو

صواريخكم تقتل الشعب الفلسطيني.. تسريب مكالمة بين علي عبدالله صالح وخالد مشعل – فيديو

تحقيق أميركي: قوات بورتسودان ارتكبت جرائم (إبادة عرقية) في السودان