البابا يعرب عن «حزنه العميق» حيال قصف كنيسة غزةمجازر متواصلة وسط تضليل إعلامي عن مفاوضات وقف إطلاق النار استشهدت مواطنتان وأصيب آخرون، الخميس، في قصف شنته طائرة مسيرة تابعة لجيش الاحتلال استهدف كنيسة دير اللاتين في البلدة القديمة شرقي مدينة غزة.وأعلن مستشفى المعمداني وصول شهيدتين وعدد من الجرحى، موضحا أن من بين الجرحى الأب جبرائيل راعي كنيسة دير اللاتين.أعلنت البطريركية اللاتينية في القدس أن عدة أشخاص أُصيبوا، من بينهم الأب جبرائيل رومانيلي، جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف كنيسة دير اللاتين في مدينة غزة. وأضافت البطريركية أن الهجوم ألحق أضرارا كبيرة بالمبنى، وأدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين الذين كانوا يحتمون بداخله.من جهتها، أعرب البابا ليو الرابع عشر الخميس عن «حزنه العميق» حيال ضربة إسرائيلية أصابت كنيسة في غزة وأسفرت عن مقتل شخصين، داعيا إلى «وقف فوري لإطلاق النار».وجاء في منشور على تلغرام أصدره وزير خارجية الفاتيكان أن «قداسته البابا لاوون الرابع عشر شعر بحزن عميق لدى علمه بخسارة أرواح وإصابات جراء الهجوم العسكري على كنيسة العائلة المقدسة في غزة».وأفاد المنشور بأن البابا «يجدد دعوته لوقف فوري لإطلاق النار ويعرب عن أمله الكبير في الحوار والمصالحة والسلام الدائم في المنطقة»، من دون أن يأتي على ذكر إسرائيل.وأعربت رئيسة الوزراء الإيطالية عن استنكارها الشديد لهذا القصف، ووصفت الهجوم على كنيسة دير اللاتين بأنه أمر غير مقبول ويشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي.وأفادت مصادر طبية أن الغارة أسفرت عن أضرار مادية جسيمة في مبنى الكنيسة، في حين أعلن مستشفى المعمداني عن وصول شهيدتين وعدد من الجرحى، من بينهم راعي الكنيسة الذي أصيب بجراح.وأفاد الدفاع المدني باستشهاد 8 نازحين وإصابة آخرين بجروح في قصف مسيرات الاحتلال منطقة التوام شمال قطاع غزة.كما استشهدت مواطنتان وأصيب 7 آخرون في قصف الاحتلال كنيسة دير اللاتين التي تؤوي نازحين بمدينة غزة.ويأتي هذا الاستهداف في إطار تصعيد متواصل على قطاع غزة، حيث واصلت قوات الاحتلال قصفها الجوي والمدفعي لليوم الـ650 على التوالي، وسط تصعيد غير مسبوق في استهداف المدنيين، لا سيما النساء والأطفال، في ظل حصار خانق يطوّق القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.وتشهد مدن غزة وخانيونس دمارًا واسعًا جراء الغارات الجوية والهدم الممنهج للمنازل، فيما تسبب قصف مدرسة «أبو حلو» التابعة للأونروا في مخيم البريج، والتي تأوي مئات النازحين، بموجة نزوح جديدة.وثّقت مصادر طبية في الساعات الـ24 الأخيرة، وقوع أكثر من 89 شهيدًا من المدنيين، معظمهم في مخيمات ومواقع توزيع المساعدات، إثر مجازر دموية نفذتها قوات الاحتلال.وأطلقت آليات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، النار تجاه مواطنين كانوا ينتظرون توزيع المساعدات في المناطق الشمالية الغربية لقطاع غزة.وأفادت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة بأن 25 مواطنًا استشهدوا منذ فجر الخميس في غارات إسرائيلية متفرقة، بينهم 19 في مدينة غزة.وقال محمود بصل، المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني بغزة، «ارتقى شهيدان عقب الاستهداف الإسرائيلي لكنيسة العائلة المقدسة، بعد أن كانا في حالة حرجة».وأفاد بأن الشهيدين هما سعد سلامة، ويبلغ من العمر نحو 60 عاما، وفوميا عياد، البالغة نحو 80 عاما، وقد استشهدا نتيجة الغارة الإسرائيلية التي أصابت الكنيسة بشكل مباشر.وأضاف بصل: «نودع اثنين من إخوتنا المسيحيين، الذين لم يرتكبوا أي ذنب، فالاحتلال لا يفرق بين أحد، يستهدف المسيحي والمسلم، والكنيسة والمسجد».وأشار إلى أن الكنيسة المستهدفة معلومة وتضم نحو 400 نازح من المسيحيين لجؤوا إليها بعد أن دمر الاحتلال منازلهم خلال الحرب المستمرة على القطاع منذ 22 شهراً.وأوضح أن النازحين كانوا يعتقدون أن الكنيسة مكان آمن، لكن للأسف استهدفتها قوات الجيش الإسرائيلي للمرة الثالثة منذ بدء الحرب.ودعا بصل، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى «التحرك العاجل لحماية المدنيين»، وتساءل مستنكرا: «لماذا يقتل هؤلاء! على العالم أن يتحمل مسؤوليته لحماية المدنيين».وتعيش المنظومة الصحية في غزة حالة انهيار شامل مع تفشي الأوبئة وانعدام الأدوية، وسط تحذيرات أممية متصاعدة.ووصف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشِر، الأوضاع في القطاع بأنها «تفوق قدرة الكلمات على الوصف»، في حين تواصل الطواقم الطبية عملها في ظروف شبه مستحيلة.وأفرج جيش الاحتلال، الخميس، عن تسعة أسرى من قطاع غزة، بينهم سيدتان، وجرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع لتلقي العلاج.وتضم قائمة المفرج عنهم: فايز عياد حسن أبو تيلخ (41 عامًا)، أحمد تيسير شكري عابد (32 عامًا)، رامز خميس محمود القرعاوي (32 عامًا)، ساجي محمود مرجان أبو عصرة (48 عامًا)، خليل محمد سالم الحاوي (35 عامًا)، وائل إبراهيم علي أبو عبيدة (51 عامًا)، بالإضافة إلى الأسيرتين مريم درويش حسن الغرابلي (49 عامًا) وموزة محمد مصلح حسان (53 عامًا)، فيما رفض أسير تاسع الإفصاح عن اسمه أو أية معلومات تخصه.الى ذلك، ناشدت بلدية غزة بتوفير الوقود على وجه السرعة لتخفيف حدة الخطر المحدق والكارثة التي تلوح في الأفق جراء الطفح المحتمل لبركة تجميع مياه الصرف الصحي في الشيخ رضوان، جراء تواصل ارتفاع منسوبها إلى مستوى خطير للغاية.
89 شهيداً معظمهم في مخيمات ومواقع توزيع المساعدات
478