خلفت الحضارة المصرية القديمة وراءها كنوزًا أثرية لا تعد ولا تحصى، وكثير منها تعد كنوزًا مبهرة إلى أقصى حد، ومنها جعران أثرى مصنوع من عدة معادن على رأسها الذهب والفضة والأحجار نصف الكريمة، وله جناحان مفرودان وتعلوه قطعة تمثل قرص الشمس ومصنوعة من الفضة وعليها طبقة تذهيب.
هذا الجعران ينتمى تاريخياً للعصر اليونانى الرومانى، وقد تم العثور عليه فى معبد دندرة، وقد نجحت الباحثة ياسمين شعبان عبد العزيز أخصائية علاج وصيانة الآثار المعدنية بالمتحف المصري الكبير فى إنقاذه من عدة أضرار لحقت به قبل سنوات بعيدة، وذلك قبل أن يتقرر له أن يكون من معروضات المتحف المصري الكبير عند افتتاحه، وهنا جاء دور الباحثة فى ترميمه ومعالجة ما به من أضرار بأفضل طرق الترميم وأكثرها أمانا وابتكارًا. وأكدت الباحثة أنه جعران قيم جدًا ويمثل قطعة أثرية على قدر كبير من الندرة، خاصة أن طريقة صناعته مذهلة تكشف عن براعة صانعه وخاصة فيما يتعلق بالتطعيم وصياغة الكنوز والتحف من عدة معادن، وقد قامت الباحثة بإجراء أعمال الترميم اللازمة للجعران، والمشاركة مع زملائها فى التخصصات المختلفة بالمتحف فى إعداد فاترينة عرض مناسبة للجعران عند افتتاح المتحف. وقد سجلت الباحثة كل أعمال الترميم التي أجرتها للجعران ضمن رسالة الدكتوراة التي تقدمت بها لكلية الآثار بجامعة القاهرة وتمت مناقشتها من لجنة ضمت علماء الترميم المرموقين، وضمت كلًا من أ.د.مصطفى عبد الرحيم أستاذ بقسم الزجاج والآثار السليكاتية بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان«عضوا ورئيساً»،وأ.د.وفاء أنور محمد أستاذ ترميم الآثار المعدنية بقسم الترميم كلية الآثار جامعة القاهرة«عضواً»،وأ.د.مى محمد رفاعى أستاذ مساعد ترميم الآثار المعدنية بقسم الترميم كلية الآثار جامعة القاهرة«مشرفا». وحصلت الباحثة على درجة الدكتوراة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى فى تخصص ترميم الآثار عن رسالتها التي جاءت بعنوان «تقييم فاعلية مركبات النانو فى حماية التحف الأثرية المركبة من الذهب والفضة مع التطبيق على نموذج مختار»، وكان هذا النموذج هو الجعران، حيث أشاد أعضاء اللجنة بالباحثة ومجهودها فى الرسالة، ووصفوه بأنه مجهود علمى ممتاز ومضاعف تجاوز موضوع الرسالة لأكثر من ذلك، لدرجة أن أ.د.وفاء أنور قالت للباحثة أثناء المناقشة«رسالتك ممتازة وتتفك ب 3 رسائل»، حيث إنها تتميز بزخم المادة العلمية. وأوصت الباحثة بضرورة استخدام أجهزة التصوير والفحص غير المُتلفة عند دراسة الآثار الذهبية والفضية، وإتاحة تقنية التصويربالأشعة السينية بكل المتاحف والمراكز البحثية المعنية بعلاج وصيانة الآثار المعدنية، والاهتمام بالصيانة الدورية مرة كل 3-6 شهور على الأقل، وذلك للآثار المركبة من مواد عضوية وغير عضوية، سواء كانت المخزونة أو المعروضة المتاحف الإقليمية مثل المتاحف الكبرى بالعاصمة. نقلاُ عن صحيفة روزاليوسف