فاتورة باهظة خلفتها هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، والتي استهدفت ببرجي مركز التجارة العالمي بمنهاتن قبل 22 عاماً، فبخلاف الاضرار المباشرة التي لحقت بذلك الحي المالي في في ولاية نيويورك، فتحت تلك الهجمات الباب أمام الحرب الأمريكية علي الإرهاب، والتي أعلنها جورج بوش الابن، لتحصد منذ شرارتها الأولي وحتي انتهائها أرواح ما يقرب من 5 ملايين شخص .
الرقم الصادم حصرته دراسة موسعة أعدتها جامعة براون الأمريكية ونشرته قبل اشهر من ذكري الهجمات الشهيرة التي كانت بمثابة شرارة أولي لغزوات أمريكا في أفغانستان والعراق وغيرها من المناورات المحدودة في دول وبلدان الشرق الأوسط منذ عام 2001 ، والتي كانت سبباً في تغيير مسار التاريخ في تلك المنطقة من العالم.
وبحسب الدراسة، وصلت الخسائر البشرية في حروب أمريكا المفتوحة بعد أحداث 11 سبتمبر في أفغانستان والعراق وأماكن اخري الى ارقام هائلة، فوفقا للدراسة فبحلول سبتمبر 2021 لقي ما يقدر بنحو 432 الف مدني في هذه البلدان حتفهم نتيجة اعمال العنف.
وبحلول مايو 2023، كشفت الإحصاءات عن مقتل ما يقدر بنحو 3.6 إلى 3.8 مليون شخص بشكل غير مباشر في مناطق حرب ما بعد 11 سبتمبر، ومن المرجح ان تتراوح الإحصاءات النهائية من 4.5 إلى 4.7 مليون شخص.
وأشارت الدراسة الجامعية إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق الحرب لقوا مصرعهم في منازلهم وفي الأسواق وعلى الطرق بالقنابل والرصاص والنيران والعبوات الناسفة والطائرات بدون طيار، وعند نقاط التفتيش، عندما تخرجهم المركبات العسكرية عن الطريق، أو عند التعرض لألغام أو قنابل عنقودية، على غارات أمريكية او عنف مسلح من المتمردين والإرهابيين.
وتوفى عدد أكبر بكثير من الأشخاص في مناطق الحرب نتيجة للبنية التحتية المدمرة والظروف الصحية السيئة الناجمة عن الحروب مقارنة بالعنف المباشر.
والى الان، لا يزال يعاني أكثر من 7.6 مليون طفل دون سن الخامسة في مناطق ما بعد 11 سبتمبر من سوء التغذية الحاد، ومن المرجح أن يكون عدد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية وتضرر النظام الصحي والبيئة أكبر بكثير من عدد الوفيات الناجمة عن القتال.