تحتفل منظمة الصحة العالمية باليوم العالمى لسلامة المرضى يوم 17 سبتمبر من كل عام، وقالت فى بيان جديد لها، ويأتي احتفال هذا العام باليوم العالمي لسلامة المرضى لعام 2023 تحت عنوان “ليكن للمرضى دورٌ في سلامتهم”، تقديرًا للدورِ المحوري الذي يؤديه المرضى وأسرهم والقائمون على رعايتهم في النهوض بالرعاية المأمونة، والحد من الضرر، والوقاية من الوفيات التي يمكن تجنبها.
وتحت شعار “أَعلُوا صوت المرضى”، يركِّز اليومُ العالمي لسلامة المرضى على إشراك المرضى في الرعاية الصحية فيما يمثل استراتيجية رئيسية لتقديم خدمات صحية تركِّز على الناس، وخفض عبء الضرر الذي يمكن تجنبه، وتعزيز النُّظُم الصحية، وتعزيز أداء العاملين الصحيين، وخفض تكاليف الرعاية الصحية، ورفع مستوى رضا المرضى، والارتقاء بجودة الحياة والحصائل الصحية.
وعالميًّا، يتعرض مريض واحد من كل 10 مرضى تقريبًا للضرر بسبب الرعاية الصحية غير المأمونة، ورغم ذلك، يمكن توقِّي أكثر من 50% من هذا الضرر.
وتشير التقديرات إلى وقوع 134 مليون حدث ضار سنويًّا في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط وحدها بسبب الرعاية غير المأمونة في المستشفيات، الأمر الذي يسبب 2.6 مليون وفاة، ويُعزى نصف هذا الضرر تقريبًا إلى الأدوية، وتليها الإجراءات السريرية والإجراءات الجراحية وعدوى الرعاية الصحية والتشخيص.
وقال الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: “تشهد كلُّ سنة تضرُّر أعداد كبيرة من المرضى أو وفاتهم بسبب الرعاية الصحية غير المأمونة، لاسيما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ومنها بلدان في إقليم شرق المتوسط. ولقد صار من الواضح أنه يمكن خفض هذا الضرر إذا طُبقت استراتيجيات وتدخلات لإشراك المرضى”.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، فإن الرعاية غير المأمونة تخلِّف عبئًا اقتصاديًّا هائلًا، فالرعاية غير المأمونة والرديئة الجودة، في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، تسبب خسارة سنوية في الإنتاجية تتراوح قيمتها بين 1.4 و1.6 تريليون دولار أمريكي، وعلاوة على ذلك، يمكن أن تتراوح التكلفة الاجتماعية للضرر الذي يلحق بالمرضى بين تريليون وتريليوني دولار أمريكي سنويًّا.
ويمكن أن يؤدي إشراك المرضى الهادف إلى خفض عبء الضرر بنسبة تصل إلى 15%، وهو ما يوفر مليارات الدولارات كل عام، ومن ثمَّ يمكن أن يعزز النمو الاقتصادي العالمي بأكثر من 0.7% سنويًّا.
وتشير البيِّنات إلى أن إشراك المرضى يقلل أخطاء الرعاية الصحية وتكاليفها، ويحسِّن الحصائل الصحية، ومستوى تقديم الرعاية الصحية، وجودة الرعاية والحياة، لذا ثمة حاجة مُلِحَّة إلى مزيدٍ من الاستثمار في إشراك المرضى وتمكينهم وإشراكهم هم وأسرهم في سلامة المرضى في إطار نهج علمي واستراتيجي.
وينص الهدفُ الاستراتيجي الرابع من “خطة العمل العالمية بشأن سلامة المرضى للفترة 2021-2030” على “إشراك المرضى وأسرهم وتمكينهم من تقديم المساعدة والدعم لتحقيق رعاية صحية أكثر مأمونية” ودعم برنامج “المرضى الملتزمون بسلامة المرضى”.
وعلى الرغم من ذلك، لا يزال إشراك المرضى في سلامة المرضى متأخر من الناحية العملية، وأشارت النتائج المستخلصة من المسح المبدئي للدول الأعضاء الذي أُجري لتقييم تنفيذ خطة العمل العالمية بشأن سلامة المرضى إلى وجود حاجة ملحة إلى الاستثمار في السياسات والموارد على الصعيدين الوطني ودون الوطني، وذلك لأن إشراك المرضى وتمثيلهم على مختلف المستويات لم يكن مُرضيًا، فضلًا عن عدم توظيف الرؤى المستقاة من المرضى توظيفًا فعالًا في عملية التحسين، في حال الحصول عليها بالأساس.
وأضاف الدكتور أحمد المنظري قائلًا: “لقد أدت منظمة الصحة العالمية دورًا فعالًا في الحركة العالمية للمنظمة، وذلك بتوسيع نطاق تأثيرها عبر مجموعة متنوعة من الإجراءات، وقد شملت مساعينا إعداد كل من “إطار المستشفيات التي تراعى سلامة المرضى” وإطار الرعاية الأولية لسلامة المرضى، والتنفيذ السليم من شأنه أن يدعم تحقيق رؤيتنا الإقليمية: الصحة للجميع وبالجميع.
وبمناسبة اليوم العالمي لسلامة المرضى لعام 2023، تدعو منظمة الصحة العالمية جميع الأطراف المعنية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان إشراك المرضى في صياغة السياسات، وتمثيلهم في هياكل الحوكمة، ومشاركتهم في تصميم استراتيجيات السلامة، وتحوُّلهم إلى شركاء فاعلين فيما يتلقونه من رعاية.