يحدث البلوغ لدى كل من الفتيات والفتيان المصابين بداء السكري من النوع الأول إلى قبل سن 12 عامًا، على مدى العقدين الماضيين، وفقًا لدراسة تم تقديمها في الاجتماع السنوي الحادي والستين للجمعية الأوروبية لطب الغدد الصماء لدى الأطفال في لاهاي بهولندا، وتوضح الدراسة مدى ارتباط طول مدة مرض السكري، ومحيط الخصر الأكبر، وانخفاض مستويات السكر في الدم بتطور البلوغ لدى الفتيات والفتيان، وفقًا لما نشره موقع “hindustantimes”.
النوع الأكثر شيوعًا من مرض السكري عند الأطفال هو مرض السكري من النوع الأول، حيث يسبب البلوغ تغيرات هرمونية يمكن أن يكون لها تأثير على تنظيم التمثيل الغذائي لدى مرضى السكري، على سبيل المثال، يمكن أن يصبح الجسم أكثر مقاومة للأنسولين، ما يرفع مستويات السكر في الدم.
وقام باحثون من ألمانيا بفحص بيانات حول بداية البلوغ لدى 65518 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 18 عامًا، وتم تشخيص إصابتهم جميعًا بمرض السكري من النوع الأول بين عامي 2000 و2021، وفي هذه الدراسة، قام باحثون من ألمانيا بتحليل البيانات المتعلقة ببداية البلوغ لـ 65,518 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عامًا، وتم تشخيصهم جميعًا بمرض السكري من النوع الأول بين عامي 2000 و2021، واكتشفوا أنه على مدى العقدين الماضيين، وصل كل من الفتيات والفتيان إلى سن البلوغ قبل ستة أشهر من ذي قبل، وكانت هذه النتيجة أكثر وضوحًا لدى الأطفال الذين أصيبوا بمرض السكري لفترة أطول من الزمن، أو كانوا يعانون من زيادة الوزن، أو لديهم انخفاض في مستويات السكر في الدم.
وقال الباحث الرئيسي الدكتور فيليكس ريشكي من مستشفى الأطفال عوف دير بولت في هانوفر: “على الرغم من أن النتائج الخاصة بالفتيات تتوافق مع الأبحاث السابقة، إلا أن دراستنا رائدة في الكشف عن اتجاه مماثل لدى الأولاد المصابين بالسكري من النوع الأول لأول مرة”.
“ونتيجة لذلك، نتوقع الآن أن متوسط بداية البلوغ لدى الأولاد المصابين بالسكري سيحدث قبل سن 12 عامًا”.
وأضاف: “توضح دراستنا أن الأطفال المصابين بالسكري يعانون أيضًا من هذا الاتجاه نحو البلوغ المبكر، وهو أمر معروف بالفعل لدى الفتيات الأصحاء، ولكنه غير واضح لدى الأولاد بعد، ومن المهم أيضًا ملاحظة أن الأبحاث السابقة أشارت إلى أن مرض السكري من النوع الأول قد يؤدي إلى تأخر بداية البلوغ، وبالتالي توفر دراستنا رؤى جديدة حول العلاقة المعقدة بين مرض السكري من النوع الأول وبداية البلوغ.
قال الدكتور ريشكي: “لا يلقي بحثنا الضوء على المشهد المتطور لتوقيت البلوغ لدى الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول فحسب، بل يؤكد أيضًا على التفاعل المعقد بين عوامل التمثيل الغذائي والهرمونات والتأثيرات البيئية،هناك ما يبرر إجراء مزيد من التحقيقات لاستكشاف هذه الديناميكيات بشكل شامل وتوجيه التدخلات المستهدفة لهذه الفئة الضعيفة من السكان”.