قال الدكتور أحمد المنظرى، المدير الإقليمى لشرق المتوسط، خلال افتتاح الدورة السبعين لشرق المتوسط مساء اليوم بالقاهرة: أتحدث إليكم اليومَ في هذه اللجنة الإقليمية الأخيرة لي في منصب المدير الإقليمي لشرق المتوسط، في ظل ما يمر به العالم من أوقات عصيبة، خاصة إقليمنا العزيز، أن أستحضر بكل فخر واعتزاز كل درب سلكناه معا، وكل وقت صعب تجاوزناه، وكل عقبة تخطيناها، وكل نجاح حققناه.
وأضاف: نواجه زيادة في معدلات الوفاة والمرض الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، وانتشار الأمراض المعدية حتى الأمراض التي ظننا أنها ذهبت بلا رجعة، وذلك ليس كارثة مستقبلية يجب أن نضع لها خططًا احترازية، بل هو أمر يحدث الآن ويجب أن نتخذ بشأنه إجراءات حاسمة.
وتابع: إن الأمراض غير السارية تتسبب في النسبة الكبرى من الوفيات المبكرة والإعاقة، وينطبق ذلك على إقليمنا أيضًا، ويتفاقم ذلك في الأماكن التي تشهد نزاعات محتدِمة، فذوو الحالات المَرَضية المزمنة، التي تتطلب تلقي رعاية طبية منتظمة أو تناوُل أدوية بانتظام، يواجهون مخاطر أشد كثيرًا عند توقف تلك الخدمات، أو عند النزوح، فكم فقدنا من أشخاص تقطعت بهم السبل، إِما، على سبيل المثال، لعدم توفر خدمات الغسيل الكلوي أو خدمات التغذية العلاجية للأطفال أو خدمات التوليد المناسبة، وإما لتوقُّف برامج التحصين ضد الأمراض المعدية، أو توقف كثير من الخدمات الصحية الأخرى.
وأكد أن هناك صلة بين الصحة وتغير المناخ صلة وثيقة وواقعية للغاية، فمتوسط درجات الحرارة في إقليمنا آخِذةٌ في الارتفاع بمعدل أسرع من المتوسط العالمي، وإلى جانب فقدان التنوع البيولوجي، واختلال النُّظُم البيئية، وانخفاض الإنتاج الغذائي من المحاصيل ومصايد الأسماك والمواشي، نواجه زيادة في معدلات الوفاة والمرض الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأمراض المُعْدية -حتى الأمراض التي ظننا أنها ذهبت بلا رجعة، وذلك ليس كارثة مستقبلية يجب أن نضع لها خططًا احترازية، بل هو أمر يحدث الآن ويجب أن نتخذ بشأنه إجراءات حاسمة.
وأوضح أنه في إقليمنا هذا لنا أن نفخر بأن الدورة المقبلة الثامنة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية تغيُّر المناخ، التي ستُعقد في الإمارات العربية المتحدة، ستُسلط الضوء على هذا الأمر، من خلال الجمع بين قطاعَي الصحة والمناخ في أول يوم من نوعه مخصَّص للصحة في 3 ديسمبر من هذا العام، مضيفا، إنه من الواضح، قبل كل شيء، أننا يجب أن نواصل العمل معًا من أجل تحقيق رؤيتنا: “الصحة للجميع وبالجميع”، فالشعارات قد تتغير، ولكن العزيمة ينبغي أن تظل قوة دافعة، ولكي نجعل هذه الرؤية فعَّالة ومُجدِية، علينا جميعًا أن نتكاتف ونتابع العمل.
وأشار إلى أن 90% من جميع التدخلات الأساسية للتغطية الصحية الشاملة يمكن تنفيذها من خلال نهج الرعاية الصحية الأولية، مضيفا، إنه لا شك أن الصحة لا يمكن أن تتحقق داخل القطاع الصحي أو به فحسب، بل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحالة الإنسانية نفسها، وأزعم أنها أحد الاختبارات الحقيقية الكاشفة لمدى التزامِنا بتحقيق أهداف التنمية المستدامة بمحاورها الخمسة، وهي: الناس والكوكب والازدهار والسلام والشراكة، فالصحة والعافية يجب أن تكونا أولوية مشتركة بين جميع القطاعات.
واختتم الدكتور أحمد المنظرى حديثه قائلا، على الرغم من أن الأفراد يضعون الصحةَ ضمن الأولويات، فإن هذا لا ينعكس غالبًا في أولويات السياسات، ولا تزال شتى التحليلات ترى أن عدم وجود إرادة سياسية كافية يُعد من العقبات التي لا تزال تحول دون إحراز تقدُّم في مجال الصحة، ولكن، بناءً على تجربتي في العمل وبعد أن شهدتُ ممارسات القادة في أرض الميدان، مثل تركيز قطر على الرياضة والصحة خلال كأس العالم لكرة القدم 2022 وما بعده، وجهود الأردن في مكافحة التبغ بدعم مستمر من جلالة الملك، وحرص مصر على تسليط الضوء على السكان والصحة والتنمية باستضافة مؤتمر عالمي.
حضر افتتاح الدورة السبعين لشرق المتوسط، كل من الدكتور تيدروس ادهانوم جبريسيوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، والدكتور أحمد المنظرى المدير الاقليمى لشرق المتوسط ، والدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، والدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، وأعضاء ووزراء وسفراء الدول الأعضاء الـ22 لسرق المتوسط، والدكتور مصطفى الفقى الدبلوماسي السابق، والخبير السياسى، حيث سيتم خلال الدورة السبعين انتخاب مدير جديد لشرق المتوسط من 6 مرشحين مقدمين للوصول إلى منصب المدير الاقليمى، كما سيتم على مدى 3 أيام الطوارئ الصحية بإقليم شرق المتوسط والتحديات التي تواجة المنطقة والاوبئة والامراض التي بدات تظهر من جديد بدول الإقليم نتيجة تغير المناخ وابيضا الكوارث والصراعات.
يذكر أن الدكتور تيدروس ادهانوم جبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، التقى بالرئيس السيسي صباح اليوم لتسليمه الشهادة الذهبية لخلوها من فيروس سى، باعتبارها أول دولة بالعالم تحصل على هذة الشهادة وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية.