قالت صحيفة “بوليتيكو” إن مسؤولين أمريكيين طلبوا من الجيش الإسرائيلي تقديم تفسيرات للقصف الذي استهدف مخيم جباليا في قطاع غزة هذا الأسبوع وأسفر عن مقتل العشرات.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤول أمريكي لم تكشف عن هويته، أن إدارة بايدن طلبت من تل أبيب تقديم شرح مفصل للتخطيط الذي سبق الضربة على مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة.
وأفاد المصدر ذاته بأن واشنطن حثت إسرائيل على تنفيذ عمليات استهداف دقيقة لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين في غزة.
وأوضح المسؤول أنه ومنذ بداية الحرب طرحت الولايات المتحدة أسئلة على إسرائيل بشأن أهدافها وكيفية تحقيقها، وحثت تل أبيب على تجنب إلحاق الضرر بالمدنيين، مؤكدا في السياق أن “دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لا يزال قويا”.
من جهته صرح مسؤول إسرائيلي للصحيفة بأن مسؤولي البنتاغون سألوا القوات الإسرائيلية على وجه التحديد عن القصف الإسرائيلي لمخيم اللاجئين في جباليا في شمال غزة يوم الثلاثاء.
وزعم المسؤول الإسرائيلي أن “تل أبيب تبذل الكثير من الجهد لضمان عدم إصابة المدنيين بالأذى”.
هذا، وقال عضو ديمقراطي في مجلس النواب مطلع على المحادثات بين الولايات المتحدة وإسرائيل للصحيفة، إن “الإدارة الأمريكية تضغط بشدة على الإسرائيليين للتخفيف خاصة بعد قصف مخيم اللاجئين”.
وأضاف عضو مجلس النواب أن الديمقراطيين يناقشون مبدئيا إجراءات معاقبة إسرائيل إذا لم تغير مسارها، مثل “التطبيق الفعلي للتدقيق القائم في حقوق الإنسان”.
وصرح المشرع بأن هناك آليات قائمة لتحقيق ما نحتاج إلى تحقيقه، مثل “قانون ليهي” الذي يحظر مساعدة الدول التي ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وفي السياق، شدد المتحدث باسم البنتاغون العميد باتريك رايدر للصحفيين، على “أن واشنطن عندما تقدم المساعدة العسكرية للشركاء بما في ذلك إسرائيل توضح أن هذا الدعم يجب أن يستخدم بما يتفق مع القانون الدولي، ليشمل قانون الحرب، والالتزامات المتعلقة بحماية المدنيين”.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد كبار مسؤولي وزارة الدفاع ذهب خطوة أبعد من ذلك، حيث قال في محادثات خاصة مع تل أبيب إن المسؤولين في البنتاغون طلبوا من الجيش الإسرائيلي “التفكير في عملياتهم” ومراعاة حياة المدنيين الأبرياء.
وذكرت “بوليتيكو” أن التدقيق في العمليات الإسرائيلية وراء الكواليس يأتي في الوقت الذي يكثف فيه مسؤولو إدارة بايدن الضغط في الأماكن العامة.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن للصحفيين في إسرائيل يوم الجمعة إنه خلال اجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حث إسرائيل على مواصلة وقف القتال وقدم نصائح بشأن الحد من الخسائر في صفوف المدنيين، وهو ما رد عليه نتنياهو في تصريحات علنية حيث أكد أنه لن يوافق على فترات توقف إنسانية وأن حملة إسرائيل ستستمر “بكامل قوتها” حتى تطلق حماس سراح جميع الرهائن والأسرى.
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل لم تأخذ بنصيحة واشنطن إلا “جزئيا” بشأن العملية البرية، مشيرة إلى أن إدارة بايدن حثت إسرائيل على عملية أكثر دقة بدلا من عملية برية واسعة النطاق.
وأفادت “بوليتيكو” بأن الرسالة القادمة من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بدت بالفعل أكثر انتقادا لإسرائيل، حيث صرح كريس ميرفي السناتور الأمريكي كريس ميرفي، كبير الديمقراطيين في اللجنة الفرعية للشرق الأوسط في مجلس الشيوخ الأمريكي، يوم الخميس، بأن عدد القتلى المدنيين في غزة “غير مقبول ولا يمكن تحمله”.
وقال ميرفي في بيان “أحث إسرائيل على إعادة النظر فورا في استراتيجيتها فلقد حان الوقت لأصدقائنا في إسرائيل أن يدركوا أن النهج العملياتي الحالي يتسبب في مستوى غير مقبول من الضرر المدني ولا يبدو من المرجح أن يحقق هدف إنهاء تهديد حماس بشكل دائم”.
وأضاف السيناتور الديمقراطي “كما تعلمنا من حملات مكافحة الإرهاب الأمريكية، فإن الأعداد الكبيرة بشكل غير متناسب من الضحايا المدنيين تأتي بتكلفة أخلاقية، ولكنها أيضا تكلفة استراتيجية، حيث تتغذى الجماعات على المظالم الناجمة عن الأضرار المدنية’.
كما أكدت الصحيفة أن كريس ميرفي و13 من زملائه، بقيادة السيناتور تيم كين (فرجينيا)، أصدروا بيانا مشتركا لدعم التوقفات الإنسانية في الحرب.
جدير بالذكر أن قصفا إسرائيليا عنيفا جدا استهدف منطقة سكنية مكتظة بالنازحين والمدنيين في وسط مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، مخلفا مجزرة جديدة راح ضحيتها أكثر من 400 قتيل وجريح وفق وزارة الصحة.