على الرغم من كونه قد تجاوز الـ100 عام، إلا أن مهام هنرى كيسنجر الدبلوماسية لم تنته حتى أيامه الأخيرة، وهو ما يبدو فى جولاته الخارجية، ولقاءات كيسنجر مع كبار المسؤولين الدوليين.
ففى يوليو الماضى، قام وزير الخارجية الأمريكي الأبرز فى التاريخ الحديث بزيارة إلى الصين، والتي تمثل أحد أبرز خصوم الولايات المتحدة، حيث التقى وزير خارجيتها وانج يى، وكذلك الرئيس شى جين بينج.
والحديث عن الصين، ودور كيسنجر فى العلاقات الأمريكية معها، ليس مرتبطا بالزيارة الأخيرة، وإنما يعود إلى الوقت الذي كان فيه في منصبه كوزير للخارجية، حيث كان سببا رئيسيا فى الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون إلى بكين، لتقوم على أساسها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
والزيارة الأخيرة تحمل أهمية كبيرة في ظل توقيتها المتزامن مع الخلافات الكبيرة بين واشنطن وبكين، حول العديد من القضايا، والتي تتراوح بين التجارة، والاقتصاد، وحتى القضايا الدولية، وفي القلب منها الأزمة الأوكرانية، والتقارب بين الصين وروسيا.
وفاة كيسنجر، في نظر قطاع كبير من الخبراء، يمثل سقوط ورقة التوت التي كان من شأنها العودة بالعلاقات الأمريكية الصينية إلى التوازن، بعد سنوات من التوتر، بينما يرى قطاع آخر أن جهوده ربما تثمر عن تحسن ملموس، حتى وإن كان نبأ وفاته اليوم صادما.
الصين، كانت حريصة على نعي الرجل، حيث قال سفير بكين لدى واشنطن، شيه فنج، عبر موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، تويتر سابقا، “إنها خسارة فادحة لكل من بلدينا والعالم”، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء.
وأضاف شيه أن كيسنجر “سيظل دائما حيا في قلوب الشعب الصيني باعتباره الصديق القديم الأكثر قيمة”.