كشف الدكتور أحمد المنظرى المدير الاقليمى لشرق النتوسط فى بيان له ، ونحن نُودِّع عام 2023، أود أن أقدم خالص امتناني إلى الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية والشركاء والزملاء في إقليم شرق المتوسط لما أبدوه من التزام راسخ لا يتزعزع على امتداد العام الماضي، في سبيل تحقيق رؤيتنا “الصحة للجميع وبالجميع”. وبمشاعر شتى تغمرني، أبعث برسالة نهاية العام هذه، التي ستكون آخر رسالة نهاية عام أرسلها بصفتي مديرًا إقليميًّا لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.
وأضاف ، شهد إقليمنا أيضًا إنجازات مهمة. فقد بلغت مصر “المستوى الذهبي” في مسار التخلص من التهاب الكبد C، وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية، وتمكنت من خفض معدلات الإصابة بنسبة 97% بعد أن كانت تعاني أحد أعلى معدلات انتشار العدوى بالتهاب الكبد C على مستوى العالم منذ أقل من 10 سنوات. وهذا إنجاز مذهل.
وبالتأمل فيما جابهنا من تحديات وما حققنا من انتصارات، فإنني أجد الإلهام والحافز فيما أظهرته مجتمعاتنا من قوة جماعية وقدرة على الصمود. فلقد كان عام عصيبًا على الإقليم، إذ كثرت فيه الكوارث الطبيعية والنزاعات بالإضافة إلى أزمات على نطاق غير مسبوق. وأحيانًا ما بدت التحديات التي تجابه إقليمنا وكأنها مستعصية لا يمكن التغلب عليها. ومن ذلك ما شهده الإقليم في الربع الأخير من عام 2023 وحده من تحديات ضمت مثلًا زلازل قوية ضربت المغرب وأفغانستان، وفيضانات مميتة في ليبيا، وتصاعد الأعمال العدائية في الأرض الفلسطينية المحتلة. هذا، بالإضافة إلى حالات طوارئ مستمرة مثل الحرب المدمرة في السودان، التي دخلت الآن شهرها التاسع. ولكننا اخترنا أن نثابر ونصمد في مواجهة الشدائد، ومن المهم أن نتمسك بالأمل وسط الصعوبات.
وقال ، يشهد عام 2023 الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس منظمة الصحة العالمية التي تأسست عام 1948، وهي مناسبة تستدعي الفخر بما تحقق من نجاحات في مجال الصحة العامة حسَّنت بدورها جودة الحياة.
والدورة الثامنة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (COP28)، الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة، مثال على هذا التقدم. فلقد جمع المؤتمر مجتمعات الصحة والمناخ في أول يوم من نوعه مخصص للصحة والإغاثة والتعافي والسلام في 3 ديسمبر 2023، ووقَّع أكثر من 140 بلدًا على إعلان الإمارات العربية المتحدة بشأن المناخ والصحة الصادر عن الدورة 28 لمؤتمر المناخ، مع الإشارة لما يحمله هذا الإعلان من بصيص أمل لإقليمنا وما حوله. فبلدان الإقليم وأراضيه ضمن المناطق التي تتحمل وطأة كوارث المناخ، كما تبدَّى ذلك في ليبيا وباكستان والصومال في العام الماضي وحده أو ما يقاربه.
وعلاوة على ذلك، فإننا الآن أقرب من أي وقت مضى إلى عالم خالٍ من شلل الأطفال، والمستودعات الحضرية لشلل الأطفال التي أدت سابقًا إلى سراية الفيروس لم تبلغ عن أي حالة منذ أكثر من عامين.
واستطاع العراق القضاء على التراخوما، فلم تعد إحدى مشكلات الصحة العامة، وهو بذلك البلد الخامس إقليميًّا والسابع عشر عالميًّا الذي يحقق هذا الإنجاز المهم.
وإضافةً إلى ذلك، سجَّل إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط 110 مدن في الشبكة الإقليمية للمدن الصحية – بعد أن كان ذلك العدد 64 مدينة في عام 2019. ويمكن للعمل الجماعي أن يهيِّئ بيئات تعزز الصحة البدنية والنفسية والعافية، وتشجع على أنماط حياة أوفر صحة، الأمر الذي يحد من خطر الإصابة بالأمراض والتعرض للإصابات.
وإذ يشارف عام 2023 على الانتهاء، فإنني أدعوكم إلى تجديد التزامنا الجماعي للعام المقبل، والتمسك بالأمل في أن يتمكن إقليمنا وشعوبه من العيش في أمان وكرامة وازدهار.
ولا يزال تحقيق “الصحة للجميع وبالجميع” هدفنا المشترك. فلنواصِلْ إذًا العمل معًا لدعم الفئات الضعيفة، والوصول إلى المهمَّشين، وإذكاء الوعي، وإشراك المجتمعات المعنية، وتمكين المجتمعات، وبناء القدرات، وتعزيز السلام بوصفه أحد المحددات الأساسية للصحة والتنمية.
وأود ختامًا أن أعرب عن أصدق تمنياتي الطيبة لكم ولأسركم، وأتمنى أن يحمل العام الجديد لنا ما يجدد قوتنا وتصميمنا، بينما نمضي قدمًا في رحلتنا نحو مستقبل أوفر صحة وأكثر سلامًا وإنصافًا