يمثّل التأهل إلى ثمن نهائي كأس آسيا «قطر 2023» أحدث خطوات تصاعد كرة القدم الطاجيكية التي يشكّل فريق استقلال دوشنبة أهم ركائزها خلال الأعوام القليلة الأخيرة.
ونجح المنتخب الطاجيكي في بلوغ دور الـ 16 من المحفل القاري بفضل فوز مثير على حساب نظيره اللبناني بهدفين مقابل هدف واحد، الإثنين، ضمن ثالث جولات المجموعة الأولى.
وبالنسبة لمنتخب يشارك لأول مرة في كأس آسيا فإن صعوده إلى الدور الثاني يُعد نجاحًا بكل المقاييس.
ويكفي القول إن هناك 10 منتخبات خاضت البطولة من قبل، وبعضها ظهر في أكثر من نسخة، ولم يتمكن من تخطي الدور الأول، مثل لبنان، واليمن، وتركمانستان، وبنجلاديش، وسنغافورة وغيرهم.
وجنت الكرة الطاجيكية ثمار المشاركة المنتظمة لاستقلال دوشنبة، أنجح أنديتها، في البطولات القارية، والاحتكاك بمدارس ذات باع طويل على الصعيد الخارجي.
ويظهر الفريق بانتظام في دوري أبطال آسيا منذ ثلاثة أعوام، وسبق له عبور دور المجموعات مرة واحدة في 2021.
وقبل ذلك كان يشارك في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، وبلغ مباراتها النهائية مرتين 2015 و2017، واكتفى بالفضية بعد الخسارة من «تامام جوهور دارول تاكزيم» الماليزي، والقوة الجوية العراقي على الترتيب.
وزوّدت تلك المشاركات لاعبي الفريق بخبرة البطولات الخارجية، وأدركوا عن طريقها ثقافة اللعب أمام فرق أثقل وزنًا وأكثر كفاءة.
لذلك، حين قرَّر الكرواتي بيتر شيجرت، مدرب المنتخب، اختيار قائمته في كأس آسيا، استدعى 10 لاعبين من ذلك الفريق، وهو ما يمثل نحو 38 في المئة من مجموع الأسماء.
وتضمَّن التشكيل الأساسي في مواجهة لبنان 5 لاعبين من استقلال دوشنبة، أحدهم روستم باتيموف، حارس المرمى، الذي لم يسمح بولوج سوى هدفين فقط إلى شباكه طوال دور المجموعات.
وجاء هدف الفوز القاتل في ثاني دقائق الوقت البديل، بفضل عرضية أرسلها إحسون بانجشانبي، لاعب وسط الاستقلال، وحوّلها نور الدين حمروكولوف برأسية إلى شباك لبنان.