ذكرت المنصة الإعلامية “يوراكتيف”، المتخصصة بالشئون الأوروبية، أن حزب الخضر الأوروبي يريد تخصيص استثمارات ضخمة؛ لتحفيز التحول البيئي وحماية الظروف المعيشية للمواطنين، وذلك في إطار ما يطلق عليه “الصفقة الاجتماعية الخضراء”.
وأوضحت المنصة – خلال مسودة “بيان انتخابي” لحزب الخضر الأوروبي – أن هذه المسودة طموحة لأنها تركز على تعزيز أولويات الحزب بالسياسة الخارجية والدفاعية، حيث أنه من المقرر أن يتم اعتماد النسخة النهائية منها خلال الفترة (2 – 4) فبراير خلال مؤتمر انتخابي للحزب سيعقد في ليون.
وأضافت ” في حين أن حزبي الاشتراكيين الأوروبيين والشعب الأوروبي المحافظ يضعان أولوياتهما السياسية في قلب مشروعات مشتركة بينهما، ولكن نص حزب الخضر مفصل للغاية فيما يتعلق بالتدابير السياسية الملموسة التي يخطط لاتخاذها”.
وتابعت أن استطلاعات الرأي تتوقع حدوث اختراق يميني بالانتخابات الأوروبية يونيو القادم، حيث أن أحزاب يمين الوسط مستعدة لاستخدام هذا الوضع لمعارضة مجموعة من القواعد التنظيمية والإجراءات الإدارية ذات الصلة على مستوى الاتحاد الأوروبي للصفقة الخضراء الأوروبية.
وأشارت إلى أنه على الرغم من الصعوبات والانتكاسات التي تؤثر على السياسة البيئية للاتحاد الأوروبي، فإن حزب الخضر الأوروبي يخطط لمضاعفة جهوده من خلال اقتراح “ميثاق أخضر واجتماعي” متجدد، مع مقترحات تشريعية جديدة واستثمارات “ضخمة” بمجالات مختلفة.
ولفتت المنصة إلى أن هناك دعوات متضاعفة لـ”وقفة تنظيمية” بجميع أنحاء الاتحاد الأوروبي للسماح للدول الأعضاء والشركات باستيعاب التشريعات الناتجة عن الصفقة الخضراء التي تمت الموافقة عليها خلال هذه الولاية، حيث يعتزم حزب الخضر مواصلة جهوده البيئية بشكل أكبر.
من جانبه.. أعرب حزب الخضر الأوروبي – في المسودة التي تقترح لوائح أوروبية جديدة بما في ذلك تحويل السياسة الزراعية المشتركة – عن ترحيبه بالتقدم المحرز، داعيًا لمزيد من الطموح والتنفيذ الكامل للخطط التي تم إطلاقها بالفعل، مع إعادة تعديل أموال الاتحاد الأوروبي لدعم الزراعة العضوية والإنتاج الزراعي البيئي فقط.
ونوهت المنصة الإعلامية إلى أن حزب الخضر يريد أن يكون هناك مواعيد نهائية للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، حيث دعا الحزب للحياد المناخي الكامل بحلول 2040، ووضع حد لاستخدام الفحم بحلول 2030، والغاز الأحفوري بحلول 2035 والنفط بحلول عام 2040.
وحول إعانات الوقود الأحفوري، دعا “الخضر” الاتحاد الأوروبي لتقديم خطة لإلغائها تدريجيا بحلول عام 2025 على أبعد تقدير وإزالة جميع الإعانات الأخرى الضارة بالبيئة بحلول عام 2027.
وأكدت أن “الخضر” يريد اعتماد نظام الطاقة بالاتحاد الأوروبي بنسبة 100% على الطاقة الشمسية والمائية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية، فالطاقات المتجددة فقط هي التي يمكنها ضمان وجود كوكب صالح للسكن، والاستقلال الجيوسياسي عن المستبدين، فنحن نريد ألواحًا شمسية على كل سطح متاح لوضع المواطنين في قلب تحول الطاقة.
وذكرت أن المسودة تقترح تخصيص المزيد من الأموال لحل التحديات الرئيسية للتحول البيئي، ولا سيما تجديد المنازل كثيفة الاستهلاك للطاقة، والتنفيذ التدريجي لهذا التحول في الزراعة والصناعة، وضمان السكن الميسر للمواطنين وتوسيع شبكات التنقل المستدامة.
وأوضحت أن حزب “الخضر” يؤكد ضرورة أن يكون هناك إنفاق إضافي لمكافحة تغير المناخ بجانب توزيع التكاليف الاجتماعية للتحول البيئي بشكل أفضل، منوهة بأن تكلفة هذه المشروعات تصل لمئات المليارات، حيث أن “الخضر” يخطط لتمويل مقترحاتهم من خلال مزيج من السياسة الضريبية والاستثمار العام والمبادرات الخاصة مع الضغط من أجل تنسيق ضريبي على مستوى الاتحاد الأوروبي؛ لزيادة ميزانية التكتل، وهو اقتراح من غير المرجح أن يؤتي ثماره.
ولفتت المنصة الإعلامية إلى أن حزب الخُضر قام بصياغة مقترحاته المتعلقة بالسياسة الخضراء من خلال التأكيد على الحاجة الملحة لتحسين الظروف المعيشية لمواطني الاتحاد الأوروبي، ووضع رفاهية الإنسان على رأس أولويات الحزب.
وأشارت إلى أن الرغبة في تعزيز البعد الاجتماعي للتحول الأخضر تتواجد أيضًا في بيان حزب الاشتراكيين الأوروبيين، الذين يحاولون أيضًا الترويج لتمديد “الميثاق الاجتماعي الأخضر”، وبنفس شعار الحملة الانتخابية والمقترحات السياسية المتقاربة، فمن المتوقع أن يتنافس الحزبان على ذات الحيز السياسي، وهو ما يشير إلى معركة انتخابية حيوية للغاية.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمن، اتخذ حزب الخضر – مقارنة ببيان عام 2019 – اتجاها أقرب إلى السياسة الواقعية من خلال الدعوة إلى المزيد من التعاون العسكري وتعزيز القدرات الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، حيث أكد أهمية أن يكون الاتحاد الأوروبي جهة فاعلة رائدة.
وفي السياق، أوضح الحزب أنه لا يمكن لأية دولة أن تعالج التهديدات الأمنية بمفردها، يجب على الاتحاد الأوروبي أن يكون اتحادًا أمنيًا يركز على الأمن البشري واحتياجات المواطنين، لذلك دعا لتعزيز خدمة العمل الخارجي الأوروبي (EEAS) التي ستكون قوة للدبلوماسية العابرة للحدود الوطنية، بحيث تكون قادرة على مكافحة الإفلات من العقاب وبناء المصالحة والسلام المستدام.
وفيما يتعلق ببند المساعدة المتبادلة الخاص بالاتحاد الأوروبي، أكد حزب الخضر أنه يجب على بروكسل زيادة التعاون بمجال القدرات العسكرية من خلال تعزيز قابلية التشغيل البيني وتنسيق أنظمة الشراء والصيانة والإمداد.
وتابعت المنصة الإعلامية أنه بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإن النهج المتعدد الأطراف يعني تعميق التعاون مع حلف شمال الأطلسي، واحترام التوزيع الواضح للصلاحيات دون خلق سوابق، منوهة بان مسودة البيان الانتخابي لحزب الخضر الأوروبي نصت على أن الدول الأعضاء تقرر بنفسها ما إذا كانت ترغب في الانضمام لحلف “الناتو” أم لا.