مدينة فلسطينية عريقة تقع في جنوب قطاع غزة، تعرف بجمالها الطبيعي وثقافتها الغنية وتاريخها الممتد عبر العصور، ليست مجرد مدينة عادية، بل هي حكاية تحكى، وصورة ترسم، وحلم يعاش، وتشكل مركزًا ثقافيًا وتجاريًا هامًا في قطاعِ غزة، وتعرف بأسواقها النابضة بالحياة وصناعاتها التقليدية المتنوعة، وكانت تعد قبل أن يدمرها الاحتلال وجهة سياحية مميزة بفضل شواطئها الجميلة ومواقعها الأثرية العريقة.
مدينة “خان يونس” تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في جنوب قطاع غزة، ترتفع نحو 50م عن سطح البحر، وتقع على بعد حوالي 40 كيلومترًا جنوب مدينة غزة و 10 كيلومترات شمال الحدود المصرية.مبني مُدمر بسبب القصف الإسرائيلي في خان يونس نشأة وتاريخ مدينة “خان يونس” يعتقد المؤرخون أن مدينة خان يونس تأسست في العصر اليوناني، حيث عرفت باسم “جينيسوس”، وقد ارتبطت نشأتها بالمماليك، والسلطان المملوكي “برقوق” الذي حكم مصر وبلاد الشام منذ 1382 حتي 1399م، وبني بمدينة خان يونس عدد من القلاع والخانات أبرزهم قلعة برقوق والتي تم بناؤها سنة 789ه 1387م، وأصبحت مركزًا تجاريًا هامًا على طريق التجارة بين مصر والشام. تم العثور على بعض الآثار الرومانية في خان يونس، مما يدل على وجودها في العصر الروماني،ولكنها ازدهرت في العصر البيزنطي، حيث تم بناء العديد من الكنائس والأديرة. بينما في العصر الإسلامي فتح المسلمون فلسطين في القرن السابع الميلادي، ومنذ ذلك الحين، أصبحت خان يونس مدينة إسلامية. خضعت خان يونس للحكم العثماني عام 1517م، وشهدت تلك الفترة بعض التطورات العمرانية، مثل بناء مسجد ابن عثمان. ولكن في العصر الحديث احتلت بريطانيا فلسطين عام 1917م، وشهدت خان يونس بعض الاضطرابات السياسية خلال تلك الفترة، وفي عام 1948م، احتلت إسرائيل جزءًا كبيرًا من فلسطين، بما في ذلك خان يونس، وفي الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967م احتلت إسرائيل قطاع غزة بالكامل، بما في ذلك خان يونس. بعد ذلك اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987م، وشهدت خان يونس العديد من المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتأسست السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994م، وأصبحت خان يونس جزءًا من أراضيها.واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000م، وشهدت خان يونس العديد من العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث شنت إسرائيل حربًا على قطاع غزة عام 2008م، وتعرضت خان يونس لدمار كبير، ثم شنت إسرائيل حربًا أخرى على قطاع غزة عام 2014م، وتعرضت خان يونس لدمار أكبر. ومازالت خان يونس تقاوم الاحتلال الإسرائيلي حتي اليوم بعد الدمار الذي الحقوه بقطاع غزة، وتعد خان يونس من أكبر مدن المقاومة الفلسطينية، حيث شهدت العديد من العمليات البطولية ضد الاحتلال الإسرائيلي.قلعة برقوقتقع قلعة برقوق في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وقد بناها السلطان المملوكي برقوق، وتعد القلعة من أهم المعالم الأثرية في فلسطين. تتكون القلعة من أربعة أبراج دائرية في كل زاوية من زواياها، وبوابة رئيسية في الجهة الشمالية، ومسجد في الجهة الجنوبية.وتعتبر قلعة برقوق من أهم المواقع الأثرية في فلسطين، حيث تعد نموذجًا فريدًا للعمارة العسكرية المملوكية.وتعرضت القلعة للعديد من الاعتداءات الإسرائيلية على مر التاريخِ، كان آخرها عام 2008 م، حيث قصفتها الطائرات الإسرائيلية بشكل مكثف، مما أدى إلى تدميرِ أجزاء كبيرة منها.وتعد قلعة برقوق رمزًا للصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وتجسد إرثًا حضاريًا وتاريخيًا هامًا للشعبِ الفلسطيني.قلعة برقوق
قلعة برقوق من الداخل