عثر البروفيسور الهولندي فريك فونك، عالم الأحياء ومقدم البرامج التلفزيونية للحياة البرية، على أكبر ثعبان في العالم في منطقة نائية بغابات الأمازون.
بلغ طول الثعبان، الذي أطلق عليه اسم “الأناكوندا الخضراء الشمالية”، 8 أمتار ووزنه 200 كيلوجرام، كان هذا الاكتشاف ثمرة سنوات من البحث الدؤوب لفونك، الذي كرّس حياته لدراسة الزواحف في غابات الأمازون. رحلة البحث عن وحش الأمازوننشرت مجلة “دايفيرسيتي” العلمية في إحدي دراساتها صورة الأناكوندا الخضراء الشمالية وهي تسبح وبجوارها البروفيسور فونك.وأكد العالم الهولندي أنه تم اكتشاف الأناكوندا بالتعاون مع 14 عالمًا من 9 دول، وقد أطلقوا عليه الاسم اللاتيني “إيكونتيس أكاييما” وهو يعني الأناكوندا الخضراء الشمالية، وكلمة أكاييما تعني الثعبان العملاق أو الكبير.وأوضح البروفيسور “جيسوس ريفاس” أنهم تعرفوا سابقًا على نوع من الأناكوندا العملاقة في منطقة الأمازون، وكانوا يعلمون بوجود أكثر من نوع من الأناكوندا الخضراء في الأمازون لم يتم اكتشافهم بعد.في الأغلب يتم استخدام كلمة الأناكوندا للإشارة إلى الأناكوندا الخضراء ولكن يوجد أنواع أخري من الأناكوندا أصغر من الأناكوندا الخضراء وهي “الأناكوندا البوليفية، الأناكوندا ذات البقع الداكنة، الأناكوندا الصفراء”. تأثير الاكتشاف على البيئةيُعد اكتشاف فونك ذا أهمية كبيرة لفهم التنوع البيولوجي في غابات الأمازون، كما أنه يلقي الضوء على أهمية حماية هذه الغابات من التدمير.يُعدّ الأناكوندا حيوانًا مفترسًا هامًا في النظام البيئي لغابات الأمازون، يلعب دورًا حيويًا في التحكم في أعداد الحيوانات الأخرى، مثل الغزلان والقوارض.أظهر اكتشاف فونك أن الأناكوندا يمكن أن تنمو إلى أحجام أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا. كما أظهر أن غابات الأمازون لا تزال تخفي أسرارًا علمية هائلة لم يتم اكتشافها بعد.رحلة بحث فونك عن ثعبان الأناكوندا بدأ شغف فونك بالثعابين منذ صغره حيث درس علم الأحياء في جامعة أمستردام، ثم انتقل إلى البرازيل لمتابعة دراساته العليا، وهناك، وقع في غرام غابات الأمازون، وبدأ رحلته البحثية لدراسة الزواحف في هذا النظام البيئي الفريد.اهتم فونك بشكل خاص بدراسة الثعابين، حيث تُعرف غابات الأمازون بتنوعها الهائل من الثعابين، بما في ذلك الأناكوندا، وهي أكبر أنواع الثعابين في العالم.ظلت قصة “الأناكوندا الخضراء الشمالية” موضوعًا لقصص وحكايات من قبل السكان الأصليين لمنطقة الأمازون لسنوات طويلة، اعتقد الكثيرون أنها مجرد أسطورة، لكن فونك كان مصمّمًا على إثبات وجودها. اكتشاف تاريخي يغير فهمنا للزواحفبعد سنوات من البحث، تمكن فونك أخيرًا من العثور على “الأناكوندا الخضراء الشمالية”، كان هذا الاكتشاف بمثابة إنجاز علمي هام، حيث ساعد على تغيير فهمنا للزواحف في غابات الأمازون.