خولة بنت الأزور، مقاتلة وشاعرة من قبيلة أسد، وهي أخت ضرار بن الأزور، تصور خولة كأشجع نساء عصرها، وهي شخصية عاشت خلال فترة الخلفاء الراشدين، تم ذكرها في كتاب فتوح الشام.
ربما يعجبك
استشهاد العشرات من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة
الجمعة 23 فبراير 2024
“الأونروا”: خدماتنا في غزة والضفة الغربية أصبحت مهددة بسبب وقف التمويل
الجمعة 23 فبراير 2024
خولة بنت الأزور وتوفيت آخر عهد عثمان بن عفان، وفي شعرها جزالة وفخامة وأكثره في الفخر، بخلاف بطولاتها في فتوحات المسلمين ببلاد الشام.كان من المفترض أن ننشر هذه الواقعة من سيرتها خلال شهر رمضان المبارك بعد ١٥ يومًا من الآن في حلقات عن نساء في الإسلام لكن كاتب السطور لا يطيق صبرًا على تأخير نشر الواقعة القديمة الرائعة عن خولة بنت الأزور التي عُرفت بالذكاء والفطنة والجرأة والشجاعة والبسالة والكرامة والقوة كل هذه المناقب جعلت النساء يحتذين بها ويستمددن قوتهن منها، كما عرف عنها اللسان الفصيح والقول البليغ، وكانت تقرض الشعر. وتبدأ قصة بطلتنا عندما كان الصحابي الجليل الفارس المغوار ضرار بن الأزور يهاجم جيش الروم وحده، حتى ظن أعداؤه من شدة بأسه أنه شيطان.. وأطلقوا عليه بالفعل لقب الشيطان عارِ الصدر ..!! كان ضرار بن الأزور، مقاتلاً من الطراز الأول، شجاعًا مقدامًا يخترق الصفوف بلا خوف أو تردد، ما جعل سيف الله المسلول خالد بن الوليد، يعتمد عليه اعتمادًا كبيرًا في فتوحاته ببلاد الشام، لدرجة أن ضرار أصبح الرجل الثاني في الجيش بعد خالد.وأما سبب اللقب الغريب الذي أطلقه عليه أعداؤه، فكان في معركة أجنادين بين المسلمين والروم، وكان عدد الروم 90 ألف مقاتل، بينما عدد المسلمين يقارب الـ30 ألف مقاتل فقط. وتميز “ضرار” في هذه المعركة، فأحدث مقتلة عظيمة في صفوف الروم على الرغم من تفوقهم العددي، وفي أثناء المعركة ومع اشتداد الحر خلع ضرار بن الأزور درعه وقميصه الواقي لكي يستطيع التحرك بخفة، فما إن رآه الأعداء عاري الصدر حتى قالوا هذه هي الفرصة التي لن تعوّض لنقتل الرجل الذي أزعجنا منذ بداية المعركة فهو الآن بلا درع تحميه، فتجمع عليه الجنود حتى كاد لا يرى، فقتلهم جميعًا بلا استثناء، وخرج من بينهم سليمًا، فأطلقوا عليه لقب الشيطان عاري الصدر.وانتشرت هذه الأسطورة في صفوف جيش الروم بسرعة رهيبة، بل تعدت هذا الجيش إلى جيوش الروم الأخرى، وأصبح بعد ذلك يقاتل عاري الصدر متعمدًا ليرهب الأعداء، فما أن يروه حتى يفروا من أمامه قائلين “جاء الشيطان عاري الصدر.. جاء الشيطان عاري الصدر.. فى معركة أجنادين وصل ضِرار رضى الله عنه إلى قائد الروم “وردان” وعرفه من تلقاء نفسه إنه الشيطان عاري الصدر فدارت مبارزة قوية بينهما فاخترق سيف ضرار صدر “وردان” وأكمل عليه بقطع رأسه.. وعاد ضرار برأس “وردان” إلى جيش المسلمين عندئذ انطلقت من معسكر الجيش صيحات التكبير .. “الله أكبر الله أكبر”.وفي حصار دمشق.. دخل ضرار بن الأزور على جيش الروم، وأخذ يقتل فيهم يمينًا ويسارًا حتى خافوا و لم يستطيعوا أن يقاتلوه وجهاً لوجه فــاخذوا يضربونه بالسهام من بعيد، حتى سقط أسيرًا لدى جيش الروم، وأرادوا أن يأخذوه حيًا إلى هرقل إمبراطور الرومان، ليقدموه كهدية، وأي هدية إنه وبحسب اعتقادهم “الشيطان عاري الصدر”، وحتى يقتله الإمبراطور بنفسه و لكن هيهات أن تكون هذه نهاية ضرار بن الأزور.أعد خالد بن الوليد خطة عاجلة لإنقاذ البطل ضرار بن الأزور، ولكن لو تعرفون من أنقذه لأصابكم الذهول.قدم خالد بن الوليد جيشًا كاملًا لإنقاذ ضرار، وإذ في الجيش.. منظر شاب.. ملثم الوجه .. لا يُرى إلا عيناه.. شاب رائع أخذ يهجم وحده على جيش الروم. يقتل منهم وينسحب حتى جُن جنون الروم.. “اقتلوا هذاالفارس”.أخذت كتبية تلحق خلف هذا الفارس.. فـاستدرجهم حتى أحدث فيهم مقتلة عظيمة. وذهب خالد ابن الوليد إلى الشاب الملثم قائلًا:. لقد ملأت قلوبنا اعجاباً أيها الشاب،. فقل لنا من أنت؟ نظر إليه الفارس دون أن يجيب.. وانطلق يغير مرة أخرى على جيش الروم، وقتل منهم عددًا كبيرًا، وهُنا أمر خالد بالهجوم الشامل على جيش الروم. وأصر خالد أن يعرف من هذا الفارس الملثم الشجاع، قائلًا: من أنت أيها الفارس فوالله لنكرمك، ولا بد أن نعرف من أنت، وهُنا، كانت المفاجأة وكاد يُغمى على خالد بن الوليد عندما سمع ذلك الصوت لفتاة خلعت قناعها.. وإذ هي خولة بنت الأزور، شقيقة الفارس عاري الصدر ضرار بن الازور، وأخذت تسترجي خالد أن يسمح لها بالقتال في جيش لا تقاتل فيه النساء، لإنقاذ أخيها من الأسر. وخاضت المعركة واقتحمت معسكرات الرومان وأنقذت شقيقها من بين أيديهم وعادت به إلى معسكرات جيش المسلمين.وصُنفت خولة بنت الأزور كأشجع امرأة فى التاريخ الآسلامي.. رضى الله عنها وعنهم أجمعين.