حذَّر الشيخ محمدي بن سعيد- مرشد ومؤسس الطريقة المحمدية بإسبانيا- من أن التطرّف “ورم خبيث” يجب استئصاله من جذوره، باعتباره “فكر قاتل وكيان خطير” يهدّد سلامة الىشعوب والأوطان، لم ينتشر بمحضِ الصدفة، بل إن له قادته وكُتبه وشيوخه! حيث يعمل هؤلاء وفق استراتيجية محكمة على تمرير أفكار رجعية خطيرة عبر خطاب ديني عنيف يرتكز أساساً على نصوص من التراث! مع استثارة المكوِّن العاطفي للتأثير على الشباب واستقطابهم إلى مواقع “الجهاد” والقتال!
أضاف: الجماعات الإرهابية تعتمد بشكل كبير على مواقع التواصل الإجتماعي واليوتوب لتمرير وإذاعة أفكارها المتطرفة، لاسيّما بعد أن أصبح البُعد الرقمي مُهيمنا ومحوريا في الحياة اليومية لدى الشباب. وتسعى التنظيمات الإرهابية إلى إنتاج جيل متطرّف يكون على استعداد دائم لمواجهة الاختلاف في المعتقد أو الرأي بالقتل والذبح وسفك الدماء! ويسعى دائماً إلى فرض هذا المعتقد بالقوّة على الآخرين! لذلك أصبحت عملية التعاطي مع هذا “الورم الخبيث” ضرورة مُلِحَّة، وذلك بحزم وجدّيّة.
وأكّد أنه لا يجب الاقتصار فقط على الجهود الأمنية المحترمة المبذولة للحدّ من خطورة وانتشار هذه الأفكار الخطيرة، بل أصبح من الضروري جدا إشراك المجتمع المدني والسادة الصوفية لنشر وتعزيز قيم التسامح بين كافة الأديان وشرائح وفئات المجتمع، كون التصوّف منهاج راقي ومتميز مبني على الحب ومناهض للكراهية والعنف.
وفي حديثه عن طريقته الصوفية “المحمّدية” التي هي امتداد للطريقة العلاوية الدرقاوية الشاذلية، قال محمدي بن سعيد: “نحن دعاة إلى الله بالحب والكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، وتركز طريقتنا المباركة في نشاطها الاجتماعي، على نشر وترسيخ قيم المحبة والتسامح والسلام والتعايش بين جميع الأجناس والشعوب والأديان، والتعرّض للفكر المتطرّف عبر ترسيخ أفكار حداثية في أذهان الشباب الذين ينخدعون بالخطابات الرنّانة من الحناجر المشبوهة و المأجورة والمموَّلة بـ”البترودولار” والمدفوعة فكريا وعقائديا من شيوخ لا يعرفون من الإسلام سوى اسمه!
أردف المرشد الروحي للطريقة المحمدية العلاوية: “نحن اليوم في أمسِّ الحاجة إلى قيم التسامح والتعايش أكثر من أي وقت مضى! وأعتقد أننا في حاجة إلى مزيد من الحب والحوار، لهذا فمشيخة الطريقة ستعمل على ترسيخ هذه القيم السامية والنبيلة”.
وتهدف الطريقة، إلى المساهمة بالتفكير والاقتراح والمبادرة من أجل وقاية الشباب من الاستقطاب للحركات والجماعات الإرهابية ومجازرها البَشِعَة، وإلى نشر الوعي بما تمثِّله النعرات الطائفية والقَبلِيَّة من أخطار على التماسك الاجتماعي وعلى أمن واستقرار البلدان، وكذا تعميق قيم التعايش والانفتاح لدى مختلف شرائح المجتمع وتأصيل التعايش والتسامح عند الشباب.
كما تهدف “المحمّدية العلاوية” إلى نشر قيم التسامح والتعايش والحوار وتوثيق أواصر التضامن والتعاون بين كافة الشعوب والأديان، وإثراء ثقافة التسامح العالمي، ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية.
وحسب ما أكده الشريف الحسني الإدريسي محمدي بن سعيد، فإن الطريقة، تشتغل على المستويين الأوروبي والمغربي، لأجل توسيع نطاق عمل الطريقة (اجتماعياً) باعتبار أن التصوّف الحقّ لا يرتكز على الجانب الروحي فقط، بل على عدّة جوانب اقتداءً بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأكد ضرورة نشر قيم الطريقة السمحاء في أوساط الجالية المسلمة المقيمة بأوروبا باعتبارها مستهدَفة بِدِقَّة من طرف الجماعات المتطرّفة خصوصاً داخل بعض المساجد والمراكز الدينية.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل