أكد وانج يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية لـ الحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية الصيني، أن استمرار الصراع في غزة أسفر عن كارثة إنسانية يجب ألا تحدث، وقد تجاوز الخط الأحمر للحضارة الحديثة.
– التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل يجسد امتداد الصراع في غزة
– الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة الأوكرانية
– تايوان جزء لا يتجزأ من الصين ونسعى لإعادة التوحيد السلمي
– الانتخابات الأمريكية شأن داخلي لا يمكننا التدخل فيه
وأضاف وانج يي، في تصريحات صحفية، أنه على مدى نحو نصف عام، قد أدى الصراع إلى مقتل وإصابة أكثر من مائة ألف شخص ونزوح أكثر من مليون شخص، قائلا: “لا بدّ من تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل”.
وشدد على أن الدفع بتحقيق وقف إطلاق النار ومنع القتال في أسرع وقت ممكن مقدمة الأولويات في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن إطالة الحرب تعني تحديا متزايدا لضمير البشرية وتقويضا مستمرا لأساس العدالة.
واستطرد: “بفضل الجهود المشتركة المبذولة من قبل كافة الأطراف، اعتمد مجلس الأمن الدولي مؤخرا أول قرار يطالب بوقف إطلاق النار منذ اندلاع الصراع في غزة، يكون هذا القرار ملزما، فلا بد من تنفيذه بشكل فعال، بهدف تحقيق الوقف الفوري والدائم وغير المشروط لإطلاق النار”.
وواصل وزير خارجية الصين: يرفض الجانب الصيني رفضا قاطعا منذ بداية الصراع التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين والعقاب الجماعي بحق سكان غزة، ويدعم بنشاط إقامة آلية الإغاثة الإنسانية في أسرع وقت، ويقدم مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة باستمرار، وسنواصل العمل مع المجتمع الدولي على حشد كافة الجهود في تنفيذ القرار بشأن وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وضمان وصول مواد الإغاثة الإنسانية إلى سكان غزة بشكل سريع وآمن ومستدام وبدون عوائق.
وتابع: “يعد التصعيد الأخير للنزاع بين إيران وإسرائيل أحدث تجسيد لامتداد تداعيات الصراع في غزة. يدعو الجانب الصيني الأطراف المعنية إلى الحفاظ على الهدوء وضبط النفس، تفاديا للمزيد من التصعيد للأوضاع المتوترة. وسيواصل الجانب الصيني بذل جهود حثيثة لتعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والمساهمة بطاقته في تهدئة الأوضاع، انطلاقا من حيثيات الأمور وطبيعتها”.
واستطرد: أثبتت هذه المحنة في غزة مجددا أن عدم تمكن الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه الوطنية المشروعة منذ زمن طويل هو المصدر للقضية الفلسطينية وجوهر قضية الشرق الأوسط، ولا يمكن الخروج النهائي من دوامة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإزالة التربة التي تغذي الأفكار المتطرفة والكراهية بشكل جذري، وإحلال السلام الدائم في المنطقة، إلا من خلال إعادة العدالة للشعب الفلسطيني وتنفيذ “حل الدولتين” بشكل حقيقي وتسوية الهموم الأمنية المشروعة لكافة الأطراف سياسيا.
تحرص الصين على مواصلة العمل مع المجتمع الدولي بما فيه دول الشرق الأوسط على تعزيز التضامن والتعاون، والدعم الثابت للقضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، والدعم الثابت لدفع المصالحة بين الفصائل الفلسطينية عبر الحوار، والدعم الثابت لفلسطين في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والدعم الثابت للشعب الفلسطيني لتحقيق إقامة دولته المستقلة و”حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين”.
وندعو إلى سرعة عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر، ووضع الجدول الزمني وخارطة الطريق لتنفيذ “حل الدولتين”، بما يدفع بإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر، ويحقق التعايش السلمي بين دولتي فلسطين وإسرائيل والتعايش المتناغم بين الأمتين العربية واليهودية في نهاية المطاف.
وحول تطورات الأوضاع في البحر الأحمر، قال وزير الخارجية الصيني: إن مياه البحر الأحمر ممر دولي مهم لنقل البضائع والطاقة، فإن صيانة السلام والأمن والأمان في البحر الأحمر لأمر يساهم في الحفاظ على انسياب سلاسل الصناعة والإمداد العالمية ونظام التجارة الدولية، ويتفق مع المصالح المشتركة لدول المنطقة والمجتمع الدولي”.
وأضاف أن الجانب الصيني يتبنى موقفا واضحا للغاية من الوضع في البحر الأحمر، ويمكن تلخيصه بالنقاط الأربع التالية:
أولا، يجب وقف عمليات تستهدف السفن المدنية التي تعبر البحر الأحمر، ولا توجد أي حجة تبرر استهداف المدنيين؛
ثانيا، يجب على المجتمع الدولي أن يحافظ سويا على سلامة الملاحة في مياه البحر الأحمر وفقا للقانون، ويجب على كافة الأطراف أن تلعب دورا بناء في تهدئة التوتر في البحر الأحمر؛
ثالثا، يكمن السبب الجذري وراء تصاعد الوضع في البحر الأحمر في صراع غزة، فمن الضروري تحقيق وقف إطلاق النار ومنع القتال في غزة في أسرع وقت ممكن، بما يحد من امتداد تداعيات الصراع من جذوره؛
رابعا، يجب الحفاظ الجدي على السيادة وسلامة الأراضي للدول المطلة على البحر الأحمر بما فيها اليمن.
منذ تصعيد الوضع في البحر الأحمر، يبقى الجانب الصيني على التواصل مع كافة الأطراف، وقد بذل جهودا حثيثة من أجل تهدئة التوتر فيه.
يهتم الجانب الصيني بالمطالب المشروعة لدول المنطقة خاصة الدول المطلة على البحر الأحمر، ويحرص على تعزيز التنسيق مع دول المنطقة، ويعمل سويا مع المجتمع الدولي على مواصلة لعب دور بناء في استعادة السلام والأمن والأمان في البحر الأحمر في يوم مبكر.
وحول الأزمة الأوكرانية، أكد وانج يي، أن الموقف الصيني دائم وواضح وشفاف، وأن بلاده صاحب الشأن في الصراع، وليست صانعا للأزمة، لكنها لم تتفرج عن بعد، مضيفا “ظل الجانب الصيني يسعى إلى وقف إطلاق النار وإنهاء القتال على مدى أكثر من سنتين منذ التصعيد الشامل للأزمة.
أجرى الرئيس شي جينبينغ تواصلا شخصيا وبشكل معمق مع قادة الدول بما فيها روسيا وأوكرانيا، مشددا على أن مفاوضات السلام هي المخرج الوحيد، آملا من جميع الأطراف أن تعمل سويا على تهيئة الظروف المواتية لحل الأزمة سياسيا عبر الحوار”.
وأضاف: “أصدر الجانب الصيني ورقة الموقف على وجه الخصوص، وبعث الممثل الخاص إلى الدول المعنية لأكثر من مرة للقيام بالوساطة المكوكية ونقل الرسائل وتوضيح المواقف، من أجل دفع كافة الأطراف لإيجاد القواسم المشتركة وترك الخلافات جانبا وبلورة التوافقات”.
وشدد: “يتعين علينا أن نتمسك دوما بالحل السياسي، حيث لا ينتهي الصراع أو الحرب، أيا كان، في ساحة المعركة، بل على طاولة المفاوضات، ويدعم الجانب الصيني عقد مؤتمر سلام دولي مقبول لدى الجانبين الروسي والأوكراني في وقت مناسب بمشاركة كافة الأطراف على قدم المساواة وتناقش فيه جميع خطط السلام بشكل منصف، بغية تحقيق وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن”.
وفيما يتعلق بملف تايوان، أكد وزير خارجية الصين، أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين منذ القدم. ينص “إعلان القاهرة” الصادر عن حكومات الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة في عام 1943 بكل وضوح على إعادة تايوان إلى الصين. وتنص المادة الـ8 من “إعلان بوتسدام” الصادر في عام 1945 والهادف إلى إنهاء الحرب العالمية الثانية على أنه “يجب تنفيذ بنود إعلان القاهرة.” كما أكد قرار الأمم المتحدة رقم 2758 مجددا على مبدأ الصين الواحدة بوضوح.
وأضاف: “شكلت هذه الصكوك الدولية الملزمة قانونيا جزءا من النظام الدولي لما بعد الحرب، ورسخت الأساس التاريخي والقانوني لكون تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضي الصين. لذلك، إن مسألة تايوان هي من الشؤون الداخلية الصينية بحتا، وسبل إعادة توحيد الوطن الأم هي من شؤون الصينيين على جانبي المضيق بأنفسهم. سنسعى إلى إعادة التوحيد السلمي بأقصى جهد وأصدق نية. في الوقت نفسه، يكون خطنا الأحمر واضحا جدا أيضا، ألا وهو عدم السماح لأي أحد بفصل تايوان عن الصين بأي شكل من الأشكال”.
وشدد : “تعد قوى “استقلال تايوان” صانع المشاكل وأكبر مخرب للاستقرار في مضيق تايوان. لا بد من رفض “استقلال تايوان” بكل حزم من أجل الحفاظ على السلام في مضيق تايوان، حيث تردد بعض الدول نداءات حول الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان، غير أنها تسرع سريا وتيرة تزويد الانفصاليين لـ”استقلال تايوان” بالأسلحة والمعدات، ولا تؤدي هذه التصرفات إلا إلى زيادة مخاطر الصراع والمجابهة، وتشكيل التهديد الخطير للسلام والاستقرار في مضيق تايوان والمنطقة، ولن تقف الصين مكتوفة الأيدي وتتغاضى عن ذلك. ولا يمكن لأي أحد الاستخفاف بالعزيمة الراسخة والإرادة الثابتة والقدرة الجبارة للشعب الصيني على الدفاع عن سيادة الوطن وسلامة أراضيه”.
وحول العلاقات مع الولايات المتحدة، أكد أن العلاقات الصينية الأمريكية تخص رفاهية الشعبين وتخص مستقبل البشرية والعالم، قائلا: “إن موقف الجانب الصيني من تحسين العلاقات الصينية الأمريكية صادق، وإن علاقات قابلة للتوقع ومستدامة وسليمة ومستقرة بين الصين والولايات المتحدة تمثل نعمة للشعبين وشعوب العالم”.
وأضاف: “في الوقت نفسه، رأينا أن الفهم الخاطئ من الجانب الأمريكي تجاه الصين ما زال قائما، وسياسته الخاطئة لاحتواء الصين ما زالت جارية. في الفترة الأخيرة، واصل الجانب الأمريكي استمالة ما يسمى بحلفائه لتأجيج الأوضاع في البحار الإقليمية باستمرار والإسراع بتشكيل منظومة احتواء الصين وتشديد العقوبات الأحادية الجانب وفرض الحصار التكنولوجي على الصين”.
وحول الانتخابات الرئاسية المرتقبة في أمريكا، شدد: “إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي من الشؤون الداخلية الأمريكية. لم ولن يتدخل الجانب الصيني في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، إذ أن التدخل في الشؤون الداخلية للغير ليس من أسلوب الجانب الصيني”.
وأضاف: “يجب على الشعبين الصيني والأمريكي مواصلة التواصل والتعاون، ولا بد للصين والولايات المتحدة باعتبارهما دولتين كبيرتين من إيجاد الطريقة الصحيحة للتعامل مع بعضهما البعض، بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية”.
واختتم: “لن ترجع العلاقات الصينية الأمريكية إلى ما كانت عليه، غير أنه يجب عليها، بل ويمكنها بكل تأكيد أن تتطور نحو مستقبل أفضل، فإن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب الأمريكي من أجل التعاون القائم على الكسب المشترك، وتحقيق إنجازات تخدم مصلحة العالم، وتضطلع بالمسؤولية الدولية المطلوبة لكل منهما بشكل فعال”.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل