في قلب القاهرة الفاطمية، يتربع ضريح آل قلاوون شاهداً على عظمة عهد المماليك، حكاية حفرت على مر الزمن بأحجار رخامية تتحدث عن فتوحات وسلاطين وقادة حكمت مصر وسوريا لقرون.
رحلة عبرالزمن في ضريح آل قلاوونأمر ببنائه السلطان المنصور قلاوون عام 1284 ميلادي، ليكون مثواه الأخير بعد وفاته، ويتميز الضريح بتصميمه المعماري الفريد، حيث يتكون من قبة مثمنة ضخمة تُزينها الزخارف الإسلامية المُتقنة، وتحيط بها أربعة إيوانات.يتميز بزخرفة فائقة الدقة وتُغطي جدران الضريح نقوشات بديعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، إلى جانب الزخارف الهندسية والنباتية المُذهبة التي تُضفي عليه رونقاً خاصاً. يضم الضريح رفات السلطان قلاوون وزوجته وابنه الناصر محمد، بالإضافة إلى بعض أفراد أسرته.أهمية الضريحيُعد من أهم معالم القاهرة الفاطمية، ورمزاً لعظمة عهد المماليك، فهو تحفة معمارية تُجسد مهارة فنّانين مبدعين، وتُظهر مدى تقدّم العمارة الإسلامية في تلك الحقبة.كما أنه يمثل وجهة سياحية مهمة تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. إلى جانب الضريح، تتواجد مدرسة قلاوون التي بناها السلطان أيضاً، وكانت من أهم مراكز التعليم في عهده.أبضًا ستجد بجانب الضريح “بيمارستان المنصوري” والذي يُعد من أوائل المستشفيات في العالم الإسلامي، وقد اشتهر بتقديمه خدمات طبية متميزة للجميع.تُشكل هذه المباني معاً مجموعة معمارية متكاملة تُعكس عظمة الحضارة الإسلامية في العصر المملوكي. ضريح آل قلاوون ليس مجرد بناء حجري، بل هو حكاية شعب وحضارة، قصة تُروى عبر الأجيال، وتُلهم الأجيال القادمة.إذا كنت تفكر في زيارة الضريح أفضل وقت للزيارة خلال ساعات النهار، حيث يمكنك الاستمتاع بجمال الضريح وزخارفه.