مشاهدة العروض الغنائية والرقص، وتذوق الطعام اللذيذ؛ مشهد معتاد في شوارع مدينة أورومتشي الجميلة عاصمة إقليم شينجيانغ شمال غرب الصين التي تكتظ بالكثير من المعالم الاثارية والتاريخية الى جانب العديد من الأسواق والمطاعم ومرافق التسلية والترفيه، و السيارات الفاخرة والبنايات الحديثة الشاهقة .
ربما يعجبك
مسؤول صيني رفيع المستوى: “الصين تُقدّر الدور المصري في القضية الفلسطينية”
الثلاثاء 21 مايو 2024
معهد الدراسات الأمنية بجنوب أفريقيا: يتعين على أمريكا التعاون مع الصين بدلا من منافستها للحفاظ على نفوذها في أفريقيا
الأحد 19 مايو 2024
هذا التنوع الثقافي الفريد الذي يقودك الى الاستمتاع بسحر التناغم بين التقاليد والحداثة. فمن شانغهاي الى أورومتشي عاصمة الإقليم، حوالي 5 ساعات على متن طائرة ترى من نافذتها قبل الهبوط مشاهد خلابة تحُفر بعمق في قلبك وذهنك ، حيث السماء الزرقاء والسحب البيضاء والجبال الخضراء الشاهقة والجبال المغطاه بالثلوج تحت السحب البيضاء في الأفق البعيد، والمراعي الشاسعة. كل شيء يرسم باللون الأخضر والأصفر والأبيض لوحة فنية غنية بألوان الطبيعة الزاهية. أورومتشي عاصمة شينجيانغ التي تمتزج فيه العديد من القوميات معا، حيث يعيش أكثر من عشر قوميات في تناغم ووئام منذ قديم الأزل وحتى الأن ، حيث ترى عن قرب الأجواء المتناغمة للسكان من مختلف القوميات على أرض واحدة أصبحت نموذجًا فريدًا لتحقيق التنمية والرخاء خلال فترة زمنية وجيزة وتخليص مئات الملايين من الفقر. ومن زار أورومتشي، أكيد سينتهي به المطاف في ساحة، وسوق كبير يعرف رسميا ببازار شينجيانج الدولي الكبير، بطرازه الإسلامي الذي يجمع بين الثقافة الإسلامية والهندسة المعمارية والتجارة العرقية والسياحة والترفيه. هو أكبر بازار بني على طراز قلعة قديمة في العالم، وسوق لمختلف المنتجات السياحية في شينجيانغ، ومقصد للعديد من التجار والسياح يوميا. ويمثل البازار صورة مصغرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في شينجيانغ، ويعرف باسم “نافذة شينجيانغ”. ويمتد بازار شينجيانغ الدولي الكبير على مساحة إجمالية تقدر بـ 100 ألف متر مربع، ويضم 6 مبان رئيسية وبرج لمشاهدة معالم المدينة يبلغ ارتفاعه 80 مترًا. ويحتوي البازار على 1480 تاجرًا، حوالي 70% منهم من الويغور. وفور وصولك إلى مكان البازار، ستشد انتباهك مئذنة شاهقة بزخرفة متقنة وألوان متناسقة، تعكس البيئة المحيطة بها. أما البازار فهو ليس مكانا عاديا للتسوق والبيع والشراء فحسب، بل هو فضاء عام مفتوح يتيح الفرصة لجميع الأقليات المسلمة وغيرها، للتواصل والتعارف فيما بينهم، مما يشكل نسيجا اجتماعيا مترابطا ومندمجا، تنصهر فيه كل فئات المجتمع. مدينة أورومتشي هي بمثابة متحف عام كبير في الهواء الطلق، يتيح لزائره فرصة مجانية لأخذ لمحة مختصرة عن مدى غنى وتنوع إقليم شينجيانغ. فقبل حوالي ثلاثة آلاف سنة، كان ثمة طريق بري يربط بين الصين والمناطق الواقعة غربها، بل ويصل إلى أوروبا. وكان هذا الطريق يمر بما يسمى الآن منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، وعاصمتها الحالية، مدينة أورومتشي. في القرن الثاني الميلادي، أولت السلطات الصينية اهتماما خاصا لهذا الطريق التجاري، على اعتبار أنه يفيد الصين اقتصاديا ويحقق الاستقرار لمناطقها الحدودية. وبتشجيع من الحكومة في ذلك الزمان، انخرط عدد كبير من التجار في ممارسة التجارة عبر هذا الطريق الذي زادت البضائع التي تنقل عبره، وصار يسمى لاحقا بطريق الحرير البري. وعندما أصبحت مدينة شيآن المركز السياسي للصين، قبل ألف وثلاثمائة سنة، لم تكن شينجيانغ منطقة على طريق تجاري فحسب وإنما أيضا تمتعت بمكانة استراتيجية، ففي سنة 702 ميلادية، بنى جيش أسرة تانغ في مكان يقع على مسافة 13 كم جنوبي أورومتشي الحالية مدينة لونتاي واستخدمها ثكنة عسكرية، كما انتقل إليها كثير من المدنيين، فازداد عدد سكانها وأضحت لونتاي تسمى محافظة لونتاي، التي يُعتقد أنها أصل مدينة أورومتشي. اسم “أورومتشي” عمره أكثر من ثلاثمائة سنة، عندما أتاها مجموعة من البدو المغول واستوطنوها، فأطلقوا عليها “أورومتشي”، أي “المرعى الجميل” باللغة المنغولية. شهدت أورومتشي في السنوات المائة الأخيرة ثلاث تطورات، فقد تطورت من حياة البداوة إلى الزراعة ثم أصبحت مدينة تجارية. حتى خمسينيات القرن الماضي كان الرعاة يجوبون شوارع أورومتشي بقطعان أغنامهم، ولم يكن فيها من السيارات إلا عدد قليل، وكانت الخيل هي وسيلة النقل الرئيسية. أورومتشي حاليا، وهي عاصمة منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، مدينة حديثة يقطنها ثلاثة ملايين نسمة وتعج بعدد كبير من السيارات والبنايات الشاهقة. غير أن أورومتشي مازالت تحتفظ بتنوعها الثقافي، إذ يعيش فيها أبناء 47 قومية، بعضهم ترجع أصوله إلى بلاد العرب وبلاد فارس وآسيا الوسطى، وبعضهم جاء من مناطق الصين الداخلية. وفي أورومتشي تنوع ديني أيضا، ففيها مسلمون ومسيحيون وبوذيون وكونفوشيون وطاويون. فيها ترى المسجد والكنيسة والمعبد في نفس الشارع، ويجيد بعض أبنائها خمس أو ست لغات، منها لغات الويغور والقازاق والمغول.