في رحلة إنسانية نبيلة، أبحرت سفينة إماراتية من أبوظبي إلى مصر في شهر فبراير الماضي، حاملةً على متنها رسالة أمل وشفاء. لم تكن هذه سفينة عادية، بل تحولت إلى مستشفى عائم مجهز بأحدث المعدات الطبية، هدفه تقديم العلاجات الضرورية للمتضررين من الحرب في غزة.
خلال ثلاثة أشهر فقط، قدم المستشفى العائم الإماراتي العون لما يقارب 180 مريضاً فلسطينياً، مخففاً بذلك من معاناة الشعب الفلسطيني جراء الصراع المستمر. تضم السفينة طاقماً طبياً وإدارياً مكوناً من 100 شخص، يعملون بلا كلل لتقديم مختلف الخدمات الطبية، بما في ذلك العمليات الجراحية المعقدة. وإلى جانب غرف العمليات، يضم المستشفى مرافق للعناية المركزة، ومختبرًا، وصيدلية، ومستودعات طبية، بالإضافة إلى طائرة وقارب إخلاء وسيارات إسعاف مجهزة لنقل المرضى. يقدم المستشفى خدمات طبية شاملة تشمل الجراحة العامة، وجراحة العظام، والتخدير، والعناية المركزة، وطب الأطفال، وطب الكبار، والطب الباطني، وطب الأسنان، وطب الأسرة، والعلاج النفسي. لم يقتصر دور المستشفى العائم على تقديم العلاجات الطبية فقط، بل ساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على النظام الصحي المُنهك في غزة. وتأتي هذه المبادرة الإنسانية ضمن جهود دولة الإمارات العربية المتحدة المستمرة لدعم الشعب الفلسطيني، والتي شملت تقديم 50 ألف طن من المساعدات العاجلة، وتشغيل ست محطات لتحلية المياه، وتزويد غزة بخمسة مخابز آلية. تُجسد سفينة المستشفى العائم الإماراتي نموذجاً رائعاً للتضامن الإنساني، وتُرسل رسالة قوية مفادها أن الأمل ينبثق حتى من وسط الظلام، وأن يد العون الإماراتية ستظل ممدودة للشعب الفلسطيني في محنته.