أوضحت الصحيفة فى تقرير أوردته بهذا الشأن، أنه لم يكن أمام الفلسطينيين فى غزة سوى فرصة ضئيلة للهرب من الحرب، ثم جاءت سيطرة إسرائيل على معبر رفح الحدودى الشهر الماضى، ما أدى إلى إغلاق المخرج الأخير المتبقي.
أضافت أن الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل يجرون محادثات لإعادة فتح المعبر وهو أمر حيوى أيضاً لإيصال المساعدات إلى القطاع، ومع ذلك ليس هناك أي تقدم يذكر بشأن هذه المسألة.
أشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الإسرائيلى على رفح الفلسطينية، الذى يهدف إلى القضاء على حركة حماس، بدد أى أمل فى الهرب لبقية المدنيين المرضى والجرحى فى غزة، مع انهيار النظام الصحى وتحذير الأمم المتحدة من أن أكثر من مليون شخص قد يواجهون المجاعة بحلول منتصف الشهر المقبل.
تابعت الصحيفة أنه بالنسبة للبعض، كان إغلاق الحدود بالفعل بمثابة حكم بالإعدام.. حيث تم تشخيص إصابة فداء غانم “44 عاماً” بسرطان الغدد الليمفاوية فى أواخر فبراير الماضى، وكانت هى وزوجها ماهر “46 عاماً” قد أرجعا فى البداية فقدان وزنهما إلى ضغوط الحرب ونقص الغذاء.
قال “ماهر” إن العلاج الإشعاعى والعلاج الكيميائى الذى تحتاجه فداء لم يكن متوفراً فى غزة، لذا أحالها الأطباء لتلقى العلاج الطبى فى الخارج.. وبحلول منتصف مارس الماضى، حصل على دعم مالى من وزارة الصحة الفلسطينية فى رام الله لتلقى العلاج فى مصر، وفقاً لوثيقة شاركتها العائلة مع الصحيفة.
كان اسم فداء مدرجا على قائمة المغادرة المعتمدة ليوم 7 مايو الماضى، بعد يوم من دخول الدبابات الإسرائيلية إلى رفح واستيلائها على المعبر.. حيث قال ماهر: حرمت زوجتى من السفر وتلقى العلاج اللازم، لتتوفى فى 4 يونيو الجارى وتترك خمسة أطفال.
قدرت منظمة الصحة العالمية فى 7 يونيو الجارى أن 14 ألف شخص فى غزة بحاجة إلى الإجلاء لتلقى العلاج الطبى.. ولم تستجب وحدة تنسيق أعمال الحكومة فى المناطق، وهى الوكالة الإسرائيلية التى تتحكم فى الحركة داخل وخارج القطاع، على الفور لطلب التعليق على قضية فداء، أو على ما إذا كانت تخطط لتوفير طريق خروج بديل للمرضى والجرحى الفلسطينيين الآخرين.
قُتل أكثر من 37 ألف شخص وجُرح ما يقرب من 85 ألفاً خلال ثمانية أشهر من الحرب، وفقاً لوزارة الصحة فى غزة، التى لا تميز بين المقاتلين والمدنيين،ولكنها تقول إن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.
وحتى عندما كان معبر رفح مفتوحاً، كان من الصعب الحصول على تصاريح العبور.. حيث تلقت إسرائيل حتى 14 مايو الماضى 12.760 طلباً لفلسطينيين للمغادرة لتلقى العلاج الطبى، ووافقت على 5.857 طلباً، أو 46%.
ووفقاً لأرقام منظمة الصحة العالمية، فإن الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و60 عاماً هم الأكثر احتمالاً لرفض طلباتهم.. وكان عبدالله أبوصبيح “40 عاماً” من بين الذين لم يتمكنوا من المغادرة.. حيث قال للصحيفة عبر الهاتف إنه أصيب بالشلل فى مارس الماضي، عندما أصابت رصاصة قناص عموده الفقري، بينما كان ينتشل جثث أقاربه القتلى من تحت أنقاض غارة جوية فى جنوب غزة.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل