صورة مذهلة من مصر القديمة لمومياء اكتشفت خلال رحلة أثرية عام 1935 في الدير البحري بالقرب من الأقصر لامرأة فاها مفتوحا على مصراعيه فيما يبدو أنه صرخة مؤلمة. توصل العلماء الآن إلى تفسير لمومياء “المرأة الصارخة” بعد استخدام الأشعة المقطعية لإجراء “تشريح افتراضي”.
ربما يعجبك
ظاهرة تشنج الجثة.. دراسة طبية تكشف لغز مومياء “المرأة الصارخة”
السبت 3 أغسطس 2024
وزيرة التنمية المحلية: المرأة المصرية تحظى بدعم كبير من الرئيس في المجالات كافة
الأحد 21 يوليو 2024
عانت من شكل نادر من تصلب العضلات وتبين أنها ربما ماتت في عذاب وعانت من شكل نادر من تصلب العضلات، يسمى تشنج الجثة، والذي يحدث في لحظة الوفاة. وقالت أستاذ الأشعة بجامعة القاهرة الدكتورة سحر سليم، التي أعدت دراسة نشرت يوم الجمعة في مجلة فرونتيرز إن ميديسين، إن الفحص أشار إلى أن المرأة كانت تبلغ من العمر نحو 48 عاما عند وفاتها، وكانت تعاني من التهاب مفاصل خفيف في العمود الفقري وفقدت بعض أسنانها. وأضافت سليم أن جسدها كان محفوظا بشكل جيد، حيث تم تحنيطه منذ حوالي 3500 عام خلال فترة المملكة الحديثة في مصر القديمة باستخدام مكونات مستوردة باهظة الثمن مثل زيت العرعر وراتنج اللبان. اعتبر قدماء المصريين أن الحفاظ على الجسد بعد الموت أمر بالغ الأهمية لضمان حياة كريمة في الحياة الآخرة. وكان من المعتاد أثناء عملية التحنيط إزالة الأعضاء الداخلية، باستثناء القلب، لكن هذا لم يحدث مع هذه المرأة. وقالت سليم: “في مصر القديمة كان المحنطون يهتمون بجثة الميت حتى تبدو جميلة في الحياة الآخرة، ولهذا كانوا حريصين على إغلاق فم الميت بربط الفك بالرأس لمنع سقوط الفك بعد الوفاة”. لكن جودة مكونات التحنيط “استبعدت أن تكون عملية التحنيط قد تمت بإهمال وأن المحنطين أهملوا ببساطة إغلاق فمها.وقالت سليم: في الواقع، قاموا بتحنيطها بشكل جيد وأعطوها ملابس جنائزية باهظة الثمن – خاتمان باهظان الثمن مصنوعان من الذهب والفضة وشعر مستعار طويل مصنوع من ألياف نخيل التمر”. وأوضحت سليم أن “فتح هذا الطريق أمام تفسيرات أخرى للفم المفتوح على مصراعيه – وهي أن المرأة ماتت وهي تصرخ من الألم وأن عضلات وجهها انقبضت للحفاظ على هذا المظهر وقت الوفاة بسبب تشنج الجثة”. وأضافت: “التاريخ الحقيقي أو الظروف المحيطة بوفاة هذه المرأة غير معروفة، وبالتالي لا يمكن تحديد سبب ظهور وجهها وهو يصرخ على وجه اليقين”. وقالت سليم إن التشنج الجثي، وهو حالة غير مفهومة بشكل جيد، يحدث بعد معاناة جسدية أو عاطفية شديدة، حيث تصبح العضلات المتقلصة متيبسة بعد الوفاة مباشرة. وأضافت سليم: “على عكس تيبس الجثة بعد الوفاة، فإن تشنج الجثة يؤثر فقط على مجموعة واحدة من العضلات، وليس الجسم بأكمله”. وعندما سُئلت عما إذا كان من الممكن أن يتم تحنيط المرأة وهي على قيد الحياة، قالت دكتورة سحر سليم: “لا أعتقد أن هذا ممكن”. ولم تتمكن “سليم” من تحديد سبب وفاة المرأة، قائلة: “في كثير من الأحيان لا نستطيع تحديد سبب الوفاة في المومياء ما لم يكن هناك دليل من الأشعة المقطعية على إصابة قاتلة”. واستشهدت سليم بأدلة على إصابة قاتلة في الرأس، وشق في الرقبة، وأمراض في القلب في ثلاث مومياوات ملكية. وتم العثور على “المرأة الصارخة” في موقع مدينة طيبة القديمة أثناء حفر قبر مسؤول رفيع المستوى يدعى سنموت، المهندس المعماري والمشرف على الأعمال الملكية والحبيب المزعوم للملكة حتشبسوت، التي حكمت من 1479 إلى 1458 قبل الميلاد. كانت المومياء داخل تابوت خشبي في حجرة دفن أسفل مقبرة عائلة سنموت. ولم يتم تحديد هويتها لكن مجوهراتها – الخواتم الذهبية والفضية التي تحمل صور جعران، رمز البعث، المصنوعة من حجر اليشب الكريم – أظهرت وضعها الاجتماعي والاقتصادي. وقالت سليم “من المرجح أنها كانت أحد أفراد العائلة المقربين الذين سيتم دفنهم ومشاركة مثواهم الأبدي”. وكشفت الدراسة عن تفاصيل شعرها المستعار، حيث عولجت ضفائرها الحلزونية بمعادن الكوارتز والمغنتيت والألبيت لتصلبها ومنحها اللون الأسود الذي يدل على الشباب. كما تم صبغ شعرها الطبيعي بالحناء وزيت العرعر. تم العثور على عدد من المومياوات القديمة، في مصر، تحمل تعبيرات وجهية تشبه الصراخ – مشابهة بشكل مخيف لـ “الصرخة” للرسام النرويجي إدوارد مونش. قالت سليم إن أستخدم هذه اللوحة في محاضراتي العامة حول المومياوات الصارخة”.