في أعماق المدينة، حيث يلتقي الماضي بالحاضر، يتربع متحف سيرتا شامخًا، كصرح شاهق يشهد على عراقة التاريخ وحضارة الأجداد، إنه رواية مكتوبة بالحجر، وقصة تروى بألوان الزمن..
فسيفساء “كوكب الزهرة” عثر عليها في ولاية خنشلة ،يعود تاريخها للقرن الأول ميلادي.متحف سيرتا هو أحد أهم المتاحف الأثرية في الجزائر، ويقع في مدينة قسنطينة، ويُعتبر هذا المتحف كنزًا ثقافيًا يحكي قصة تاريخ الجزائر الطويل والحافل بالأحداث، بدءًا من العصور القديمة وحتى العصر الحديث.يضم المتحف مجموعة واسعة من القطع الأثرية التي تغطي فترات تاريخية مختلفة، بدءًا من العصر الحجري الحديث ووصولاً إلى العصر الإسلامي. تتجول عين الزائر بين القطع الأثرية، كأنها تتجول في حديقة من الأحجار الكريمة، كل قطعة تحكي حكاية، وكل نقش يهمس بأسرار الماضي. فالسكاكين البرونزية تتذكر معارك الأبطال، والفخار المزخرف يروي حكايات الحب واليوميات، والتماثيل تتحدث عن آلهة وعادات قديمة. وتشمل هذه القطع الأثرية “الأدوات الحجرية” التي تعكس حياة الإنسان الأول في المنطقة.”الفخار المزخرف” الذي يدل على تطور الحرف والصناعات التقليدية.”النقوش والتماثيل” تكشف عن معتقدات الناس وعاداتهم. “القطع النقدية” توثق التبادلات التجارية والحكم المختلفة. يعتبر المتحف بمثابة مرآة تعكس تاريخ الجزائر المتنوع، حيث يروي قصص الحضارات التي تعاقبت على المنطقة، مثل الحضارة النوميدية والرومانية والإسلامية، كما يساهم المتحف في تعزيز الهوية الوطنية، من خلال إبراز الجذور التاريخية والحضارية للشعب الجزائري. متحف سيرتا وجهة سياحية مهمة، حيث يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم الذين يرغبون في التعرف على تاريخ وحضارة الجزائر. عند زيارة متحف سيرتا، يمكن للزائر أن يستمتع برؤية قاعات العرض، تعرض القاعات المختلفة مجموعة متنوعة من القطع الأثرية، مرتبة بشكل زمني وجغرافي. الأقسام المتخصصة: يضم المتحف أقسامًا متخصصة تعرض قطعًا أثرية من فترات تاريخية محددة أو من مناطق جغرافية معينة. الأفلام الوثائقية: تقدم الأفلام الوثائقية شرحًا وافيًا عن تاريخ المتحف ومقتنياته. الأنشطة الثقافية: ينظم المتحف بانتظام أنشطة ثقافية متنوعة، مثل الندوات والمحاضرات وورش العمل.