تتسارع الجهود على قدم وساق بمحافظة مطروح، خلال الفترة من أول سبتمبر حتى منتصف شهر نوفمبر من كل عام، لاستقبال أكثر من مليون طائر مهاجر من القارة الأوروبية إلى القارة الأفريقية؛ إذ تتجاوز أنواعها 500 نوع ما بين البرية والبحرية؛ خاصة خلال فصلي الخريف والشتاء، هربًا من قسوة المناخ والبرودة القارسة التي تسود القارة، والتي تتمثل في استخراج التصاريح للمواطنين بالصيد، وذلك من قبل مجالس المدنز
أما بالنسبة للمواطنين فيستعدون لتجهيز بنادقهم من أعمال صيانة وغيرها إلى جانب عمل الشباك الخاصة بهم، ويعد الساحل الشمالي الغربي من البلاد، أحد المسارات المهمة بمصر لهجرة تلك الطيور، خاصة وأن أرض الكنانة تمتلك موقعًا جغرافيًا متميزًا جعلها تحتل مركزًا متقدمًا ضمن قائمة الدول المستقبلة للطيور المهاجرة، والتي تستمر رحلتها بمصر قرابة الـ7 أشهر، ومن أشهر تلك الطيور، القمري “الجمري”، والشحيم، والدقنوش وغيرها من الطيور الأخرى. وتبدأ رحلة الهجرة والتي يقطع فيها آلاف الأميال بدءا من منتصف أغسطس حتى نهاية أبريل الذي يبدأ فيه رحلة عودة الطيور إلى موطنها الأصلي بدول جنوب ووسط القارة الأوروبية، بالتزامن مع اعتدال المناخ، وذلك من أجل وضع البيض والانتظار حتى موسم الهجرة الجديدة. وتمتلك مصر مناطق عدة تستقبل الطيور المهاجرة كل عام، ومنها سواحل البحرين المتوسط والأحمر والبحيرات الشمالية بدلتا النيل وعلى امتداد وادي النيل حتى جنوب أسوان، ما أكسب مواطنوها ممارسة هواية الصيد بالبنادق والشباك وخاصة الكثير من أبناء القبائل البدوية القاطنة بإقليم مريوط الممتد من غرب الإسكندرية وحتى السلوم على الحدود المصرية الليبية، وتُعد محافظة مطروح بمدن الساحل الشمالي الغربي أولى محافظات الجمهورية استقبالًا للطيور المهاجرة من أوروبا بداية من منتصف شهر أغسطس كل عام، والتي يشتهر مواطنوها بشغفهم الكبير لصيد الطيور البرية والبحرية والجارحة، وتنتقل تلك الهواية من جيل إلى جيل من الأجداد إلى الأبناء والأحفاد. وأوضح مدير شؤون البيئة بمطروح طاهر مفتاح السنيني – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة – أنه تم صدور قرار وزارة البيئة رقم 204 لسنة 2024 بالبدء باستخراج التصاريح لصيد الطيور المهاجرة بالمحافظات الساحلية ومنها محافظة مطروح خلال أول سبتمبر حتى منتصف شهر نوفمبر؛ وذلك من خلال مجالس المدن تيسيرًا على المواطنين الراغبين في القيام بالصيد بالشباك والبنادق الخرطوش ، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، منها مديريات أمن المحافظات.وأضاف أنه بتوجيهات محافظ مطروح خالد شعيب؛ تم البدء باستخراج تلك التصاريح من مجالس المدن التابع له المنطقة المراد الصيد بها، وذلك بعد سداد الرسوم الخاصة بذلك، وبعدها يقوم المواطن بوضع الأعمدة الخشبية لتركيب الشباك بالمسافات المحددة وفقًا للاشتراطات البيئية بغرض إمكانية مرور بعض الطيور للعودة مره أخرى من الجنوب إلى الشمال في شهر أبريل القادم، مع حلول فصل الربيع لاستكمال دورة الحياة لمواليد جديدة من الطيور المهاجرة والحفاظ على الأنواع من الانقراض مثل طيور القمري والسمان والشرشير. وتابع إن إدارات شؤون البيئة بمراكز المدن بالمحافظة تقوم بالمرور الدوري على أماكن وضع الشباك؛ للتأكد من تطبيق الاشتراطات وحال المخالفة يتم إلغاء التصريح ورفع الشباك للمخالف. من جانبه، أكد رئيس مدينة مرسى مطروح رضا جاب الله، أنه جرت مراعاة بعض الضوابط في عمليات الصيد، أهمها وضع مسافة أقل من 300 متر من شاطئ البحر، على ألا يزيد ارتفاعها على 3 أمتار، وأن يترك بين كل عش وآخر مساحة فاصلة لا تقل عن 5 أمتار، وقد تم منع استخدام أجهزة الصوت، وتقرر أيضًا منع الصيد داخل المحميات الطبيعية وفقًا للقانون رقم 102 لسنة 1983، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن وزارة البيئة حددت 8 محافظات يسمح فيها بصيد هذه الطيور ومنها مطروح. بدوره، قال عضو مجلس النواب السابق بمحافظة مطروح سليمان فضل العميري، إن الصيد يعد من أبرز هواياته التي أعتاد عليها، ويمارس هذه الهواية من بداية شهر أغسطس بصيد الطيور البحرية مثل البط الشرشير والذي يتم صيده بداخل البحر بواسطة البنادق الخرطوش مع وضع أهداف بلاستيكية وصنع طائرة على هيئة طير، كما يوجد طائر النغاج الأشهب، وهو طائر يعيش على البرك “البرادي” على بعد من البحر يتراوح ما بين 50 إلى 250 مترًا ويبدأ ظهوره بمدينة السلوم الحدودية ويليها مرسى مطروح. وأضاف العميري أن أنواع الطيور المهاجرة تتعدى 500 نوع، أبرزها الطيور الصغيرة مثل طائر الشحيم والدقنوش والدبسية أبو جميد الأكحس أو الذكار، ومع بداية شهر سبتمبر تستقبل المحافظة رحلة أبو صفير، والقمري “الجمري”، وطائر السمان الذي يهاجر من وسط وجنوب أوروبا في فصل الخريف إلى المناطق الساحلية من مصر خاصة ساحل الدلتا والساحل الشمالي الغربي، ويتم اصطياده للاستمتاع بتناول لحمه الشهي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن هناك من يمارس الصيد من الشباب كمصدر للرزق من خلال بيعه في الأسواق، ويسجل طائر القمري أعلى سعر حيث يتجاوز الألف جنيه، ويليه السمان الذي يصل سعر الجوز 500 جنيه، ثم أبو صفير والدقنوش والدبسي والشحيم، ويبلغ الارتفاع الذي يحلق فيه طائر القمري وأبو صفير من 30 إلى 60 مترًا، أما طائر السمان يحلق على ارتفاعات قليلة، وفي آخر فصل الصيف يظهر طائر الكرك وهو من الطيور كبيرة الحجم يزن حوالي 7 كم، والذي يحلق على ارتفاعات شاهقة ويحتاج نوع معين من بنادق الخرطوش للتمكن من صيده.وأوضح أن هناك وسيلتين لصيد الطيور المهاجرة، الأولى: الصيد بواسطة الشبك “غزل الصيد” من خلال وضعه على الشجر أو عمل الملطاش، حيث يتم عمل 3 مستويات مثل الجيوب من العرق الخشبي مع وضع جهاز إصدار أصوات الطيور والذي يعمل على جذب أسراب الطيور، والوسيلة الأخرى: بنادق الخرطوش ومنها الأتوماتيك 5 أو4 أو2، ويوجد منها البندقية ذات الماسورتين، والتي تعرف بالطرح وهي أرخص الأنواع وتبلغ تكلفتها 10 آلاف جنيه، فضلا عن السوبر جوزيه ويتراوح سعرها ما بين 45 ألفًا إلى 150 ألفًا، وصناعتها بلجيكي وإيطالي وإسباني، وهناك البندقية البانيلي الأتوماتيكية ولها 5 أنواع، والبندقية البرتا إيطالية الصنع وتتراوح ما بين 70 ألفًا و300 ألف جنيه، وهناك بنادق تصل إلى 250 ألف جنيه حسب شغل “الهاند ميد” الذي يوجد بها، ويتراوح سعر علبة الخرطوش سعة 25 طلقة من ألف إلى ألفي جنيه.