04:42 م – الأحد 17 نوفمبر 2024
المسبار الصيني
في رحلة استكشافية تاريخية، تمكن المسبار الصيني “تشانج إي-6” من كشف أسرار مدفونة في أعماق القمر، حيث عثر على أدلة دامغة على وجود براكين ضخمة كانت تغطي سطحه منذ مليارات السنين، وتركت هذه البراكين بصماتها على القمر، وشكلت تضاريسه كما هو متعارف عليها في عصرنا الحالي.
وحسب صحيفة “bangkokpost” التايلاندية، عند تحليل العينات التي جمعها المسبار من الجانب البعيد للقمر، اكتشف العلماء صخور بركانية تعود إلى ما يقرب من 4.2 مليار سنة و2.8 مليار سنة، وقد أثبت هذا الاكتشاف أن النشاط البركاني على القمر استمر لفترة طويلة، تصل إلى 1.4 مليار سنة، وهي فترة زمنية تعادل نصف عمر القمر تقريبًا. اختار العلماء الجانب البعيد للقمر كموقع للهبوط لسبب وجيه، فهو يتميز بقشرة أرق من الجانب القريب، مما يسهل الوصول إلى طبقات القمر الداخلية التي تحتوي على آثار النشاط البركاني القديم. يشبه الأمر البحث عن كنوز مدفونة تحت طبقة رقيقة من التربة. بفضل هذه العينات الثمينة، تمكن العلماء من القيام برحلة عبر الزمن، واستكشاف تاريخ القمر البركاني. كما اكتشفوا أن البراكين القمرية القديمة كانت تختلف في تركيبتها عن البراكين التي اندلعت في فترات لاحقة، مما يشير إلى تغير في الظروف الداخلية للقمر بمرور الوقت. لماذا توقفت البراكين؟عندما تساءل العلماء لماذا توقفت هذه البراكين عن الانفجار؟ وجدوا الجواب يكمن في طبيعة القمر نفسه. مع مرور الوقت، فقد القمر تدريجيًا حرارته الداخلية، وتصلبت طبقاته العميقة، مما جعل اندلاع البراكين أمرًا مستحيلاً، حيث يشبه ذلك ما يحدث لشمعة بعد أن تنطفئ، حيث يتبخر الوقود وتبرد الشمعة. هذا الاكتشاف الرائع يفتح آفاقًا جديدة لفهم تكوين وتطور القمر والأجرام السماوية الأخرى، كما يوفر لنا نظرة أعمق إلى تاريخ النظام الشمسي بأكمله.