يهدف مسبار الأمل إلى جمع 1000 جيجابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ بهدف استخدامها لإحداث نقلة نوعية في العلوم العالمية وقطاع الفضاء.
وفي مستهل مهمته التي تستمر عامين نجح المسبار في التقاط 5 صور حتى الآن، أحدث نشرها صدى كبيرا في الأوساط العلمية.وبمناسبة مرور عام على إطلاق المسبار من مركز تانيغاشيما الفضائي باليابان تقدم “العين الإخبارية” رصدا لهذه الصور وقيمتها.
الصورة الأولىتم الإعلان في 14 فبراير/شباط من عام 2021 عن أول صورة يرسلها مسبار الأمل من المريخ بعد استقراره في مدار الالتقاط، من ارتفاع 25 ألف كيلومتر عن سطح الكوكب الأحمر.وأظهرت الصورة ضوء الشمس الساقط على سطح المريخ، كما بينت القطب الشمالي للكوكب الأحمر، بالإضافة إلى أكبر براكين الكوكب، أوليمبوس مونس.كما تكشف الصورة بشكل واضح البراكين الـ3 القريبة من خط الاستواء على المريخ، وهي قمة اسكريوس وقمة بافونيس وقمة أرسيا.
ويمكن رؤية الغيوم الثلجية فوق المرتفعات الجنوبية (أسفل يمين الصورة) وكذلك حول بركان ألبا مؤنس والتي تظهر في أعلى اليسار.
كما يمكن رؤية الغيوم الثلجية بوضوح (أعلى الصورة وفي يمين المنتصف) عند النظر بين الكوكب والفضاء من حوله.
وتوفر هذه الغيوم الثلجية التي يمكن رؤيتها في مناطق جغرافية مختلفة وفي أوقات مختلفة من اليوم نظرة شاملة عن مساهمة مسبار الأمل في تعزيز فهمنا للمناخ على المريخ.
وترقب الملايين في دولة الإمارات والوطن العربي والعالم بشغف هذه الصورة، والتي تعد أول صورة يلتقطها مسبار عربي يصل إلى أبعد نقطة في الكون، وأول صورة تُلتقط لكوكب المريخ بأجهزة علمية حديثة ومبتكرة تديرها وتشغلها كفاءات وطنية إماراتية عربية.
واعتبر استقبال دولة الإمارات للصورة الأولى للمريخ مؤشراً على كفاءة المسبار وأنظمته الفرعية وأجهزته العلمية وجودتها، والتواصل السلس والفعال مع مركز التحكم.
الصورة الثانية
تم الإعلان في 9 مارس/آذار عام 2021 عن صورة التقطتها كاميرا الاستكشاف الرقمية، من ارتفاع 13 ألف كيلومتر من سطح المريخ، وهي لقمة جبل أولمبيوس، أعلى قمة وبركان في المجموعة الشمسية، ويبلغ طوله تقريباً 3 أضعاف قمة جبل إيفرست.
الصورة الثالثة
وفي 9 مارس/آذار عام 2021 تم الإعلان أيضا عن الصورة الثالثة، التي التقطها مطياف الأشعة فوق البنفسجية من على ارتفاع 36 ألف كيلومتر، إذ يمثل كل لون الضوء المجمع عند طول موجي فوق بنفسجي مختلف، ويوفر معلومات فريدة حول الغلاف الجوي العلوي للمريخ من حافة الفضاء، ومدى وجود ذرات الهيدروجين والأكسجين وأول أكسيد الكربون.
وبفضل مثل هذه الصورة وما ستبينه من دلالات، سيسهم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” في تحسين معرفة المجتمع العلمي بكيفية ارتباط الغلاف الجوي العلوي والسفلي للمريخ وكيفية فقدان الغلاف الجوي ببطء في الفضاء على مدار تاريخ النظام الشمسي.الصورة الرابعة
وتم الإعلان أيضا في يوم 9 مارس/آذار عن الصورة الرابعة، وهي تعد صورة حرارية التقطها مطياف الأشعة تحت الحمراء، وكشفت عن خمول حراري منخفض وبالتالي درجات حرارة ليلية باردة، ويظهر الجانب الليلي للمريخ في الصورة، ويمكن ملاحظة تضاريس “أرض العرب” على الكوكب. الصورة الخامسة
كشف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، في 30 يونيو/حزيران الماضي عن الصور الخامسة، وهي أول صورة من نوعها تعطي نظرة شاملة لظاهرة الشفق المريخي أثناء الليل باستخدام الأشعة الفوق بنفسجية البعيدة.وتساهم هذه الصور الاستثنائية غير المسبوقة في إثراء معارف العلماء والباحثين عند دراسة التفاعلات بين الإشعاع الشمسي والمجال المغناطيسي للمريخ وغلافه الجوي.
وقالت المهندسة حصة المطروشي، نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” للشؤون العلمية: “تسجيل هذه اللقطات الفريدة للشفق المنفصل لكوكب المريخ يعد سابقة على مستوى العالم، إذ توفر تفاصيل عالية الدقة وعبر أطوال موجية لم يتم رصدها سابقاً”.
وأضافت: “إن هذه الصورة ستساعد العلماء على فهم أعمق لطبيعة الغلاف الجوي للمريخ وعلاقته بالمجال المغناطيسي للكوكب، وسيترتب على ذلك آثار معرفية هائلة، حيث تسهم في دعم نظرية أن العواصف الشمسية ليست السبب الوحيد في حدوث الشفق في المريخ”.وتُظهر الصور التي تم التقاطها بواسطة المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية “EMUS”، الذي يحمله المسبار على متنه وهجاً يعرف باسم “الشفق المنفصل”، تتتبع أنماطه المعقدة المناطق التي تعمل فيها المجالات المغناطيسية غير المنتظمة التي تنتجها المعادن الممغنطة الموجودة على سطح المريخ، علماً بأن هذا التأثير للحقول المغناطيسية للمريخ يعد سمة فريدة للكوكب الأحمر، حيث إنه على عكس الأرض، لا يمتلك مجالاً مغناطيسياً شاملاً تولده نواة الكوكب.
واللافت أن المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية EMUS وهو الجهاز العلمي الأكثر دقة واستجابةً للأشعة فوق البنفسجية حول كوكب المريخ قادر على رصد وتصوير هذه التفاعلات الشفقية بتغطية شاملة ودقة عالية، وعبر مجموعة واسعة من الأطوال الموجية، مما يوفر فرصة غير مسبوقة لرصد ومتابعة تفاعل الغلاف الجوي مع الأنشطة الشمسية.