كشف مقال للمؤرخ الأردني بكر خازر المجالي أسرارا لافتة عن مشاركة اللواء الأردني المدرع الأربعين في حرب أكتوبر 1973، مشيرا إلى حادثة أربكت العدو باتصال يتساءل “هل وجبة الغداء جاهزة؟”
الأرشيف الإسرائيلي ينشر بروتوكولات ووثائق تكشف النقاب عما جرى وراء الكواليس في حرب أكتوبر 1973
وذكرت وكالة عمون الإخبارية أن المجالي في مقال خاص بها بعنوان “حرب تشرين.. ملفات لم يكشف عنها بعد”، كتب يقول: “إن الجيش الأردني الذي قدم 23 شهيدا في هذه الحرب استخدم خططا في الاتصالات من خلال جنود من بني مرة على شبكات الاتصال لتمرير المعلومات وعند كل واحد يلقن الجندي المادة المرسلة لترجمتها بلغته ثم ينقلها لزميله على الطرف الآخر”.وروى المؤرخ الأردني أن اتصالا لقائد اللواء المدرع الأربعين العميد الركن خالد هجهوج المجالي “أربك كل شبكة العدو اللاسلكية حين اتصل بالمفتوح وقال: هل وجبة الغداء جاهزة؟ وهو فعلا يقصد السؤال عن الغداء ويعرف ان العدو يتنصت ويقصد إرباكه، لكن العدو ارتبك وأخذ يحلل الاتصال ويبحث عن ماذا يعني قائد اللواء الاردني، هل هو وجبة قصف مدفعي؟ أم هجوم من قبل مجموعة قتال؟ وغير ذلك”.وتحدث المجالي عن موقف يتعلق بالرئيس المصري محمد أنور السادات والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد قائلا: “وقفت أتأمل ببعض المعلومات التي اشارت إلى أن الرئيس المصري محمد أنور السادات لم يكن موافقا على دخول الأردن في حرب تشرين – رمضان 73، وكم حاولنا إيجاد الأسباب، هل هو لخشيته من أن تستغل إسرائيل ذلك وتقوم باقتحام الجبهة الجنوبية السورية والوصول إلى طريق دمشق وقطعها، وتطبيق حصار من جهة الشرق والجنوب ضد القوات السورية؟ أم أنه لا يريد شريكا في النصر المتوقع خاصة بعد نجاح اختراق خط بارليف وحاجز السويس؟؟ أم لغير ذلك؟ ولكن أيا كان التوقع فقد بادر الرئيس حافظ الأسد إلى طلب إرسال قوات أردنية باتصال مع المغفور له الملك الحسين بعد تعقيد الموقف على الجبهة في الجولان”.ووصف المؤرخ الأردني حرب أكتوبر بأنها “كانت مفاجئة بكل المقاييس، ولا أحد كان يتوقعها، وأجادت مصر في التمويه والخداع ما قبل الحرب، حتى أن سوريا شريكة مصر في الحرب لم تكن تعلم ساعة الصفر، وهنا نشير إلى أن تحديد ساعة الصفر كان فقط لخدمة الجيش المصري باحتساب سرعة التيارات المائية في قناة السويس، وحسابات ظرفية تتعلق بالمكان واتجاه الشمس، كان هناك تنسيق سوري مصري بشأن الهجوم، لكن دون تحديد متى، أي تحديد ساعة الصفر”.وأفيد في السياق بأن اللواء الأردني المدرع الأربعين تحرك “بقيادة العميد الركن خالد هجهوج المجالي، وتكامل يوم 13 أكتوبر عند الحدود السورية، وكان جلالة الحسين طيب الله ثراه في الوداع وقد خاطبهم قائلا: أعددتكم جندا كما اراد الحسين بن علي، اليوم تعلون فيه فوق الهضاب الوعرة، كونوا كما عهدتكم وكما أرادكم الشعب الأردني”.وسرد المجالي وقائع من هذه الحرب قائلا إن اللواء أخذ “مواقعه في الجبهة، ووضعت خطة القتال للقوات الأردنية في الجنوب والقوات العراقية في الوسط والقوات السورية في الشمال، ولكن حين بدأ القتال تقدمت القوات الأردنية في العمق، وكانت أجهزة اللاسلكي الأردنية والسورية ترصد مكالمات العدو والتقطت مكالمة تقول: (أنقذونا من اللواء الأردني انهم يتقدمون باتجاهنا ولا يعرفون التراجع ونحن نخلي مواقعنا لهم) وقام قائد الجيش السوري العمد مصطفى طلاس بتسليم التسجيل لقيادة اللواء المدرع الأربعين”.المصدر: عمون