أعادت بالي، المعقل السياحي الإندونيسي، فتح أبوابها أوائل الشهر الجاري، لتصبح شواطئ الجزيرة ومواقعها السياحية وجهة للسياح الدوليين مجددا.
وأعلن المسؤولون في إندونيسيا أن الوجهة السياحية التي يقصدها على الأغلب السياح من حاملي حقائب الظهر من أستراليا وآسيا مستعدة بالترحيب بالسياح المحليين والدوليين مجددا من أوائل شباط/فبراير، رغم زيادة أخيرة في إصابات كوفيد-19 ناتجة عن متحور أوميكرون.تقليل مدة الحجر
وقال لوهوت باندجايتان، المسؤول المعني بالإجراءات المتعلقة بالتعامل مع الجائحة، إن الحكومة قررت أيضا تقليل مدة الحجر الصحي للمسافرين الأجانب لخمسة أيام بدلا من سبعة أيام، لمن تلقوا جرعتي التطعيم من أي لقاح مضاد لكورونا.
وأضاف أن هؤلاء الذين تلقوا جرعة واحدة من أي لقاح سوف يستلزم أن يخضعوا للحجر لمدة سبعة أيام.
وتابع “الغرض من إعادة الفتح هو تنشيط اقتصاد بالي المتضرر بشدة جراء الجائحة”.
وأصبح عودة السياحة الدولية للجزيرة قرارا ملحا لاقتصاد بالي حيث مثل فيروس كورونا “أكبر كارثة مدمرة لسياحة بالي،” جعل البعض يصف عدم استقبال بالي للسياح بأنه “أسوأ من قصفها”.
ومنذ حدوث جائحة كورونا تراجعت أعداد زائري الفنادق على الجزيرة بنسبة 99%، كما حصل مئات من العمال المحليين على إجازات رسمية بدون تقاضي رواتب، فيما خسر الآلاف وظائفهم بصورة رسمية، بينما العاملون في القطاع السياحي بصورة غير رسمية أصبحوا في حالة من اليأس.وبلغ عدد السائحين الأجانب إلى جزيرة بالي في 2019 نحو 6.28 مليون سائح مقابل 6.1 مليون سائح في العام السابق، ليهبط هذا العدد بنحو كبير في 2020، حيث سجلت نحو مليون سائح فقط.
خطة تدريجية للعودة
وكانت حكومة بالي أعدت خطة من ثلاث مراحل لتخفيف القيود المرتبطة بفيروس كورونا من أجل استقبال السياح في الجزيرة، وقد بدأت المرحلة الأولى في 9 يوليو الجاري عندما شرعت الحكومة في إعادة فتح الأعمال المحلية والمواقع السياحية أمام سكان بالي، فيما بدأت المرحلة الثانية منذ نحو شهرين بإعادة فتح السياحة أمام السياح المحليين.
وقالت منظمة السياحة العالمية، التابعة لهيئة الأمم المتحدة، إن حركة السياحة الدولية تمتعت ببعض الانتعاش في يونيو ويوليو 2021، حيث خففت بعض الوجهات قيود السفر وتقدمت عملية التطعيم العالمية في أجزاء كثيرة من العالم.وواصلت منطقة المحيط الهادئ المعاناة من أضعف النتائج في الفترة من يناير إلى يوليو الماضي، مع انخفاض بنسبة 95٪ في الوافدين الدوليين مقارنة بأرقام عام 2019.
وإلى جانب اشتهارها بالشواطئ الخلابة، فإن الجزيرة أصبحت معروفة كبقعة للعطلات التي تتسم بالمغامرات، وبالأخص على طول الجبل البركاني النشط “أجونج” الذي جذب انتباه العالم عندما أطلق سحب دخانية هائلة إلى السماء في 2017.
ويشكل السياح الصينيون نسبة سدس زوار الجزيرة الإندونيسية، ومنذ حظر البلاد جميع الرحلات القادمة من الصين، وجه غيابهم ضربة كبيرة للجزيرة.800 جزيرةوتشكل دولة إندونيسيا من 800 جزيرة، وتعدّ من أجمل بقاع الأرض، وتُعرف جزيرة بالي بأنّها من أهم هذه الجزر، وهي مُحافظة إندونيسية، وعاصمتها مدينة دينباسار.
وتبعد جزيرة بالي عن العاصمة الإندونيسية جاكرتا مسافة ساعتين بالطائرة، وهي مقاطعة سياحيّة من الدرجة الأولى، وتعود أصول سكانها إلى قبائل تايوانية هاجرت إليها قديماً، تحديداً منذ عام ألفين لما قبل الميلاد، وتُعرف بقبائل الأسترونيسن، وخضعت لسلطة الاستعمار الهولندي في القرن التاسع عشر كباقي جزر أرخبيل إندونيسيا.
ويشكل الهندوس نحو 83.5% من عدد سكان جزيرة بالي، ويبلغ عددهم قرابة 4 ملايين نسمة.
وتضم بالي عددا من الجزر الأصغر حجما، وقرى ريفية، وتشتهر بمزارع الأرز المتدرجة، والكهوف والجبال البركانية، والشلالات الصخرية، والشواطئ الرملية والصخرية الرائعة.
ويوجد في جزيرة بالي عدد من المعابد الهندوسية والبوذية الأثرية التي يرجع تاريخها إلى القرون الميلادية الأولى، بالإضافة إلى مجموعة من المروج والمتنزهات الترفيهية.