بحث تاريخي يستعرض انهيار السدود بإيطاليا وأمريكا أوائل القرن العشرين
،
التاريخ : 2021-04-28
،
المشاهدات : 29
،
التعليقات : 0
أعجبني 0
0
منذ قديم الزمان تحظى كوارث انهيار السدود المائية باهتمام المؤرخين بدءا بانهيار سد مأرب فى اليمن نتيجة لسيل العرم، وفى العصر الحديث ومع توسع الدول فى بناء السدود لاستخدامات مختلفة زادت هذه الدراسات التى أجريت على تلك السدود وانهيارها لأسباب مختلفة، وأفردت مجلة الهندسة المصرية فى عام 1935م متابعة لأراء المهندسين المصريين والأجانب عن السبب العلمى لانهيار سد جلينو بإيطاليا، وسد مارفرنسيس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وقد تسبب انهيار سد إيطاليا فى موت آلاف الضحايا، أما سد كاليفورنيا فقد انهار قبل تشغيله ليسبب كارثة اقتصادية بسبب الأموال الطائلة التى صرفت عليه لإتمامهالبحث التاريخى الهندسى الذي تنشر “بوابة الأهرام” مقتطفات منه نقلا من مجلة الهندسة ترجمه للعربية محمود أحمد المهندس، نقلا من المهندس إدوارد جودفري الذي كان يؤمن بنظرية “إعياء السدود”، مؤكدا أن “إعياء السدود” تسببت فى أكبر النكبات على العالم، وبالنسبة للأنهار الداخلية الغير عابرة للحدود فى أمريكا وإيطاليا فأن عدم السير على قواعد الضغط السفلى وقوة الماء كانت السبب الرئيس فى الانهيار.وأضاف أن مهنة الهندسة لم تتعرض منذ قرن كامل لموضوع ذو أهمية كبرى مثل موضوع السدود وتصميمها، فقد حُطم سدان فى عالمنا، أولهما سد جلينو بإيطاليا ،والثانى سد مارفرنسيس كاليفورنيا، وأُزهقت بتحطيمها آلاوف الأرواح وملايين الدولارات، وقد كان فى الإمكان اجتنباها، موضحا أن قلة عدد المهندسين الذين يعرفون تصميم السدود قليل جدا فى عالمنا.ولكن ماهى نظرية “إعياء السدود”، توضح مجلة الهندسة بأنها هى نظرية يمكن تلخيصها فى كلمة واحدة وهى “الضغط السفلى” وإهمال الاحتياط لهذا الضغط عند وضع التصميم عند بناء السد، وهذا القول لايصح على السدود البنائية والخرسانية فحسب بل على السدود الترابية، وفى كافة السدود المنشأة أيضا، مؤكدة أنه فى عام 1910 لم يكن يوجد أى كتاب عن السدود يتضمن إى إشارة ولو بسيطة، إلا أن الضغط السفلى له فعل وتأثير فى تصميم السد، كما لم تذكر أى مجلة دورية دوره المهم فى السد وبقائه دون انهياره.ورغم أهمية نظرية “إعياء السدود” فإن المهندسين فى أمريكا إبان نهاية العشرينيات وبداية ثلاثينيات القرن الماضي، تهكموا على “الضغط السفلى”؛ ولم تشر التقارير من قريب أو بعيد عن دورها فى انهيار سد جلينو بإيطاليا فإن التقارير وسد مارفرنسيس بكاليفورنيا نتيجة عيوب التصميم، وأضاف التقرير أنه لابد من اتخاذ تدابير خاصة بطبيعة الأرض، حيث إن الماء يخترق أدق الشروخ فإذا لم يجد مخرجا فإنه يهيء له ضغطا يقاس بالمسافة الرأسية الممتدة إلى السطح المكشوف.وكشف التقرير الذي نشرته مجلة الهندسة المصرية، أن الخبراء لم يقدموا فى تقاريرهم الفنية سببا للخطأ فى الإنهيار فى سد كاليفورنيا، إلا أنهم أجمعوا القول بأن المسؤلية كانتبسبب التربة، حيث كانت التربة طرية طميية، مما جعل الصخر يتطاير ويتفتت، وأكد التقرير التاريخى أن سد جلينو بإيطاليا الذي انهار كان خلوى التركيب أى أنه كان مكونا من دعائم وعقود، وكان ثقل سد جلينو فى مجموعة غير كاف لبقائه فى مكان ضد الضاغط الصاعد من الماء على لحام أفقى، وقد بُنيت قاعدته من الدبش والمونة الجيرية، وقد تسبب انهياره فى وقوع ضحايا، أما سد كاليفورنيا الترابى فقد سقط دون إتمامه بدون كارثة مائية، وقد أنشىء السد من طبقات فوق خليط الزلط والرمل والصلصال بنسبة مرتبة وقد غاص ظهر السد وارتفع، وكان السبب هو تحميل الأساس فوق طاقته.وضربت مجلة الهندسة بقوة الماء فى انهيار الصهريج الخرسانى على إحدى السدود، مؤكدة أنه فى 14 مايو عام 1914م بُنيت قواعده فى الأرض وكان ملتصقا، وكان مسطح قاعدته عشرة أقدام بعمق 13 قدما غائضة فى الأرض التى كانت مدكوكة حوله ، أما سُمك الجدار فكان 13 بوصة و16 بوصة للقاع وبلغ ثقلة 90 ألف رطل، ولما كان الفراغ منه يوم سبت فلم تأت صبيحة الأحد حتى كانت المياه نشعت حوله ورفعته من مكانه إلى علو 47 بوصة، حيث وصل الصهريج لحالة لم تستطع معها المياه النفاذ فجمعت كل قواها ودمرته ، حيث تتطاير السدود فى الأرض المتماسكة.وأوضح التقارير، أنه لحامات البناء تعد أحيانا مانعة لنفوذ الماء فى السدود؛ لهذا قيل إذا سُددت الشقوق عولج ضغط الماء، ولكن هذه النظرية تحتاج للتطوير، لذا طالب التقرير خبراء السدود بوضع تصميمات قوية تراعى “الضغط السفلى”، مؤكدا أنه من أكبر الجرائم فى التاريخ أن توضع السدود دون مراعاة الضغط السفلى والقواعد الهندسية السليمة فى تركيب السد، وعدم السير على نظرية “إعياء السدود”.
تابعوا أخبار عجمان عبر غوغل نيوز