ذكرت مصادر إسرائيلية أن قضايا جنود القوات النظامية وقوات الاحتياط الذين انتحروا منذ السابع من تشرين الأول ٢٠٢٣ شبه سرية، لكن يبدو أنه ومنذ مطلع العام الجاري طرأ ارتفاع كبير على عدد الجنود المنتحرين. من الصعب متابعة عدد الجنود المنتحرين لأن الجيش لا يعرض معطيات إلا مرة سنوياً.أعلن الجيش أمس وبصورة غير مألوفة عن محاولة جندي من قوات المظليين الانتحار وبأنه نقل للمستشفى بحلة حرجة وأن الشرطة العسكرية شرعت بالتحقيق بهذه القضية. انتحر خلال الأسبوعين الأخيرين ثلاثة جنود. عثر يوم الاثنين الماضي على جندي فاقد للحياة في قاعدة عسكرية بالمنطقة الشمالية وعثر أمس الأربعاء من الأسبوع الماضي على جندي فاقد للحياة في قاعدة بالمنطقة الجنوبية، وقبل ذلك بثلاثة أيام انتحر الجندي دانيال إدري الذي عانى ولأشهر طويلة من الذعر الذي ألم به خلال خدمته في قوات الاحتياط.اتضح من المعطيات التي نشرها الجيش في مطلع العام الجاري انتخار ٢١ جندياً في العام ٢٠٢٤ فيما انتحر ١٧ جندياً في العام ٢٠٢٣، منهم ٧ انتحروا بعد السابع من تشرين الأول، وهذا هو أكبر عدد من الجنود المنتحرين منذ العام ٢٠١١ الذي انتحر فيه ٢١ جندياً، ومعظم المنتحرين هم من قوات الاحتياط.وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الجيش يخفي المعطيات ولا ينشر معلومات عن محاولات انتحار الجنود في القوات النظامية وقوات الاحتياط، كما لا يسمح بنشر معلومات عن مدى إدمان الجنود على الأدوية النفسية ولا عن حجم الصعوبات التي يواجهها الجنود في العمليات ولا حجم المشاكل الانضباطية، الاستنزاف والإرهاق.لا يسمح بنشر معلومات عن عدد الجنود الذين يطالبون بعدم العودة للقتال. يوجد شبان يشاركون طوال عام وتسعة شهور في حروب بغزة، لبنان وسوريا، يستعطفون قادتهم ويؤكدون لهم استنفاذ طاقاتهم.كما لا يسمح بنشر معلومات عن عدد الجنود الذين قدموا للمحاكم ولا عدد الذين تم الحكم عليهم، ولا عن الكوابيس التي يشاهدوها، الندم الذي يشعرون به، الروائح التي شموها ولا الصرخات التي يطلقوها. لا يسمح بنشر معلومات عن العنف الذي يسود في منازل الجنود، من الناحية العملية المعطيات المتوفرة هي منذ قبل تسعة شهور، والتي جمعتها مجموعة من النساء في بحث نشر في الذكرى السنوية الأولى للحرب، والتي كانت معطيات تثير الذعر. ووفقاً لتلك المعطيات ٣٠٪ من الأسر التي يخدم فيها الزوجان في الجيش تعاني من عنف اقتصادي أو نفسي، ١٥٪ من الأسر التي يخدم أحد أفرادها في الجيش تعاني من العنف فيما تعاني ٥٪ من العائلات التي لا يخدم أي من أفرادها من العنف.يمكن أن تكون الحرب عادلة أو ضرورية، لكنها لا يمكن أن تستمر قرابة عامين مرتكزة على عدد مقلص من القوات المستنزفة والمرهقة. لا يمكن أن تستمر دون الأخذ بالحسبان الثمن النفسي، الاجتماعي، التعليمي والتشغيلي. لا يمكن أن تستمر في الوقت الذي تميز فيه الحكومة بين دم ودم. يقدمون لنا وعود بإطلاق سراح المختطفين، بناء مدينة إنسانية، سن قانون التهرب من الخدمة العسكرية والنصر التام. كيف يمكن الجمع بين كافة هذه الأهداف؟ لا يمكن هذا.
الجيش يخفي العدد الحقيقي والأسباب
214