قال رئيس مقدونيا الشمالية ستيفو بنداروفسكي إن تغيير الحدود في البلقان سيؤدي إلى “حمام دم” فوري. وتأتي تعليقات بنداروفسكي بعد تقارير تحدثت عن وثيقة مسربة تدعو إلى إعادة رسم حدود الدول التي تشكلت بعد تفكك يوغوسلافيا.
والوثيقة غير الموقعة والتي تسمى ” الوثيقة غير رسمية” في الأوساط الدبلوماسية، تقترح توسيع صربيا وكرواتيا وألبانيا على حساب البوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية وكوسوفو.
التقت يورونيوز بالرئيس بنداروفسكي وأجرت معه هذا الحوار.
“الحديث عن تغيير الحدود عفا عليه الزمن”
يورونيوز: شكرا جزيلا لوجودك معنا سيدي الرئيس.. بعد لقائك بالتحديد مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قلت إن تعثر الانضمام للاتحاد الأوروبي يبعث برسائل ضارة إلى غرب البلقان ويؤثر سلبًا على الاستقرار في المنطقة.
ماذا يحدث إذا لم تتحرك عملية الانضمام للاتحاد في بلد مثل بلدكم؟
ستيفو بنداروفسكي: هذا يعني بالفعل صعود الشعبوية والقومية والعودة إلى الوراء من الناحية الاقتصادية وخلق جو يمكن فيه التحاور، والإنتاج، والعودة إلى الوثيقة غير الرسمية التي تتحدث عن تغيير الحدود.
سماع هذه الفكرة التي عفا عليها الزمن في القرن الـ 21 للحديث عن تغيير الحدود بعد 30 عامًا من الاستثمار الضخم من جانب الأوروبيين في منطقة غرب البلقان.
يورونيوز: انتشرت وثيقة غير رسمية تشير إلى تغييرات حدودية في غرب البلقان. ماذا تعرف عنها؟
ستيفو بنداروفسكي: لا شيء أكثر مما يعرفه كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، أو على الأقل قالوا لي إنهم لا يعرفون شيئًا عن ذلك.
وعندها قلت لماذا لا يكونون أكثر صراحة في هذا الصدد، لأنهم يجب أن يدينوا هذه الأفكار، بغض النظر عمن هو مبتكرها، ومن هو رسول هذه الأفكار.
كان رئيس السياسة الخارجية جوزيب بوريل، نشطا جدا في هذا الصدد وصريحا في بيان واضح يدين هذه الأفكار.
لكنني أطلب منهم جميعًا من وقت لآخر، وعلى جميع مستويات الاتحاد، التحدث ضد هذه الأفكار لأنها خطيرة للغاية، خاصة في المنطقة التي خرجت مؤخرًا من سلسلة دموية من حروب البلقان الأخيرة.
في التسعينيات قتل أكثر من 100 ألف شخص في المنطقة بأكملها، وهُجر الملايين، ولحقت أضرارا جسيمة بمنازلهم، غادر أفضل الأدمغة وطنهم إلى أجل غير مسمى.
الآن إذا كان أي شخص يحاول إعادة خلق الجو الذي يعيدنا للتحدث عن تغيير الحدود، يمكنني أن أخبرك كشخص مر بكل هذا، ليس كشعب البوسنة والهرسك، نعرف كمقدونيا آنذاك ومقدونيا الشمالية الآن شيئا هو: لا يمكنك تغيير الحدود في البلقان دون العودة إلى نفس الأيام التي تنتهي بحمام دم بعد الظهر، إنها بهذه البساطة.
يورونيوز: هل هناك ظروف تقبل فيها بتغيير الحدود في غرب البلقان؟
ستيفو بنداروفسكي: لا، سنرى معاناة رهيبة للناس، للناس العاديين. أولئك الذين يرسمون الخرائط على الطاولة، لا يعانون أبدًا، عامة الناس يعانون. ولدينا ما يكفي من ذلك في تاريخ البلقان.
“نحن أفضل مرشح جاهز للانضمام في تاريخ التكتل”
يورونيوز: ما الذي يجعلك على يقين من أن مقدونيا الشمالية مستعدة للدخول في عملية مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي؟
ستيفو بنداروفسكي: نحن أفضل مرشح جاهز في تاريخ المنظمة، كنا طور الإعداد منذ 2005، عندما أصبحنا دولة مرشحة.
لدينا الكثير من الأشخاص ذوي الخبرة بالمعرفة الأوروبية ويمكنهم البدء فورًا في التفاوض في مجموعات مختلفة.
أنا لا أقول إن اللوم يقع القيادات الأوروبية فقط بسبب هذا الوضع، بل أقول إن القيادات المحلية لدول غرب البلقان بمن فيهم أنا، لم تفعل ما يكفي في هذه الأثناء.
من الواضح أنه في كل هذه الاجتماعات التي أجريتها مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي، عندما تكون غائبا سيتم ملء الفراغ الاستراتيجي من قبل شخص آخر. الجميع يعرف عن من نتحدث، واستخدمت الدول الثالثة ذلك، بما في ذلك سياسة اللقاحات وسوء تسيير الوضع السيئ الذي وُجدنا فيه جميعًا مصابين بوباء غير المسبوق..
بدأوا في ملء هذا الفراغ. لذلك أطالب بأن تكون أوروبا أكثر تواجدًا في غرب البلقان. أنا لا أطلب عضوية فورية. أطالب بالحق في بدء عملية الانضمام .
يورونيوز: ما الذي يجب تغييره مع بلغاريا حتى يتمكنوا من تحرير كتلهم من المفاوضات التي تبدأ في مقدونيا الشمالية؟
ستيفو بنداروفسكي: يجب أن يتصالحوا مع الواقع. لا أكثر ولا أقل من ذلك. قالوا إنه يتوجب عليا أنا وغيري من الممثلين السياسيين للبلد التوقيع على الورق وثائق تقول إنه قبل 1944 كنا بلغاريين، ولسنا من أصل مقدوني. وكنا نتحدث اللغة البلغارية وليس اللغة المقدونية. هذا جنوني لأي شخص في أوروبا المعاصرة.
بعض التصريحات من جانب مقدونيا الشمالية، ومن جانب قيادة في سكوبي أسيء تفسيرها عمدًا، وعن غير قصد من قبل أصدقائنا البلغاريين، بزعم أننا ننتظر تغيير الرئيس في صوفيا، الحقيقة هي أننا لا ننتظر شخصًا آخر. نحن ننتظر الحكومة البلغارية الجديدة المنتخبة شرعيا . نحن ننتظر أن يحدد البلغار أنفسهم من سيكون محاورهم.
يورونيوز: كيف سيبدو الاتحاد الأوروبي مع مقدونيا الشمالية كعضو فيه؟
ستيفو بنداروفسكي: أنا لست متفائلًا جدًا ولا أقول ذلك بسعادة. لكن الاتجاهات تشير بين السكان، إلى رأي مختلف قليلاً عن الاتحاد الأوروبي اليوم. ليس بسبب هذه المعوقات من قبل بلغاريا وقبل ذلك من قبل الجانب اليوناني، ولكن بسبب عدم تواجد أوروبا بما يكفي (غياب أوروبا) وعدم كفاية الجهود ومبادرات الاتحاد الأوروبي في منطقة البلقان.
يمكنني الاستشهاد بواحد أو اثنين من استطلاعات الرأي التي أجريت في بلدي في الماضي القريب، عندما سئل مشاركون هل تفضل أي منظمة إقليمية أورو آسيوية أخرى على الاتحاد الأوروبي؟ قال 39٪ منهم بنعم.
وبسؤالهم، من برأيك أفضل صديق لبلدك؟ قال 23 في المائة إنها روسيا، والناس يتطلعون إلى البدائل الأخرى عندما لا تكون متواجدا كخيارهم الأول.
شركات الدواء الكبرى خانت الدول الفقيرة
يورونيوز: لنتحدث عن اللقاحات، أين وصلت حملة التطعيم في مقدونيا الشمالية في الوقت الحالي؟
ستيفو بنداروفسكي: ستصل اللقاحات الصينية خلال يومين أو ثلاثة كحد أقصى. وصلنا لقاح شركة فايزر، وتلقينا لقاح سبوتنيك عبر صربيا. لقد قمنا بتطعيم ما يقرب من 40 إلى 50 ألف شخص وهذا بالتأكيد لا يكفي. ويمكنني أن أتفهم غضب وإحباط شعبنا.
يمكنني أن أخبرك أنني شاركت شخصيًا في بعض المحاولات لشراء بعض اللقاحات ومساعدة وزارة الصحة والحكومة في سكوبي العاصمة والحصول عليها في أسرع وقت ممكن وبكميات كبيرة.
ولم أنجح في هذا الصدد. لذلك أعتقد أنه لا يمكننا التحدث عن خيانة القادة السياسيين الأوروبيين أو خيانة الاتحاد الأوروبي أو أصدقائنا الغربيين.
أستطيع أن أتحدث عن خيانة شركات الأدوية الكبرى للبلدان الفقيرة. يمكنك أن تتخيل لو كانت ألمانيا أو فرنسا أو أي دولة أوروبية قوية غير راضية عن مستوى التلقيح لأن شركات الأدوية الكبرى كانت تبحث في أماكن أخرى، وليس تجاههم. إذن ماذا نقول عن دول البلقان الصغيرة والفقيرة التي ليست في وضع يمكنها من إملاء أي شيء على أحد؟