في ظل قيود الإغلاق، لا مجال للسفر خارج ألمانيا، فيما حوّل إغلاق الفنادق أي رحلة داخلية إلى حلم مستحيل.
لكن الصحفي بيتر توماش وزوجته كان لهما رأي آخر، وأصرا على القيام برحلة مجنونة لتغيير الأجواء مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا، رغم الصعوبات الكبيرة.وكتب توماش في صحيفة “دي فيلت” الألمانية، تفاصيل رحلته، وقال: “أردنا الخروج بعد 6 أشهر من القيود، وكان من الضروري تغيير الأجواء”.وأضاف: “كان أمامنا عقبات؛ فالسفر للخارج مرفوض وممنوع، في وقت تغلق فيه الفنادق وشقق العطلات في ألمانيا أبوابها بقرار حكومي”.
ومضى قائلا: “وجدنا مخرجا جيدا يتمثل في استئجار منزل متنقل؛ أي شاحنة تضم غرفة صغيرة للنوم والإقامة، وكان هذا الحل الوحيد للسفر في ظل الوباء”.
وبالفعل، استأجر الصحفي وأسرته منزلا متنقلا بـ1000 يورو في الأسبوع، يضم أسطوانات غاز وموقدا ومياها عذبة ومرحاضا صغيرا وثلاجة.وبدأت الرحلة من هيسن وسط ألمانيا، واتجه الزوجان شمالا إلى مدينة لوبيك، وبعدها بلغت الرحلة محطة مدينة جروميتس “شمال”، ولم يكن بمقدور الزوجين سوى التوقف ليلة واحدة في كل مدينة، وقضاء النهار في التجول ومشاهدة معالمها.
وفي مدينة جروميتس، قضى الزوجان ليلتهما في موقف للسيارات ضم 10 منازل متنقلة أخرى، بينها منزل لزوجين ألمانيين كانا يحلمان بالسفر لمصر، لكن الجائحة دفعتهما لتغيير الخطة واستئجار منزل متنقل والقيام برحلة حول ألمانيا.وازدهرت المنازل المتنقلة بشكل كبير في ألمانيا خلال الـ10 أشهر الماضية، إذ زاد عددها المسجل في البلاد بنسبة 37% في هذه الفترة، لمواكبة الطلب المتزايد على استئجارها بعد أن باتت بديلا للرحلات التقليدية.وفي مدينة جيرنشهايم “وسط”، قضى الصحفي وزوجته الليلة الأجمل، حيث ركنا الشاحنة على شاطئ نهر الراين، وطلبا طعاما من خدمة توصيل الطلبات، وجلسا يتناولان الوجبات على ضوء الشموع ومشهد النهر المظلم.
ويقول الصحفي “شعرنا وكأننا في الجنة. نأكل شرائح اللحم والبطاطا المقلية والسلطة على الشاطئ وعلى ضوء الشموع.. قررنا أن نكرر الرحلة مرة أخرى، لن تكون مغامرتنا الأخيرة في منزل متنقل”.