اسمه ونشأته:-
سابور بن سهل ، طبيب مشهور، لم يذكر المؤرخون تاريخ ولادته، ولكنه من أطباء القرن الهجري الثالث، وهو والد الطبيب المشهور سهل بن سابور، ومكانة الابن في الطب أعظم من مكان الأب.
مكانته العلمية:-
كان ملازماً لبيمارستان
جنديسابور بفارس، تعلم فيه مهنة الطب، وتولى فيه بعد ذلك معالجة المرضى، وأصبح
فيما بعد ذلك مشرفاً على هذا البيمارستان.
وكان فاضلاً عالماً بقوى الأدوية المفردة وتركيبها، متقدماً في هذا النوع من الأدوية، وأصبحت له مكان مرموقة عند الخليفة المتوكل في بغداد، وكذلك عند من تولى بعده من الخلفاء.
وقال ابن العبري (المتوفى سنة 1286م) عن سابور: “صاحب بيمارستان جُنديسابور ، وكان فاضلاً في وقته، وله تصانيف مشهورة، منها كتاب الأقراباذين المعوَّل عليه في البيمارستانات ودكاكين الصيدلة، إثنان وعشرون باباً”.
وأضاف: “وتوفِّي نصرانياً يوم الإثنين لتسع بقين من ذي الحجة”.
كتب سابور:-
- الأقراباذين: كتاب في الطب، من أشهر كتبه، وقد جعله سبعة عشر باباً، شرح فيه طريقة تركيب الأدوية وإعدادها وتجهيزها، وأشكالها المتنوعة من حبوب، وأقراص، وضمادات، وحقن، وأشربة، ومعجنات، وغيرها. وكان معمولاً بهذا الكتاب في البيمارستان ودكاكين الصيادلة، وأصبح معتمداً في الطب عند العرب، وخاصة قبل ظهور «الأقراباذين» الذي ألفه أمين الدولة بن التلميذ.
- قوى الأطعمة ومضارها ومنافعها: وفي هذا الكتاب قام بالرد على الطبيب حُنَيْن بن إسحاق في كتابه «في الفرق بين الغذاء والدواء المسهل».
- القول في النوم واليقظة.
- إبدال الأدوية.
- صناعة الأدوية المركبة.
- دكاكين الصيادلة: جعله في اثنين وعشرين باباً.
منهج سابور في الأقرباذين:-
لقد اعتمد سابور على تصنيف الأدوية المركَّبة الواردة في الأقرباذين وذلك استناداً للأشكال الصيدلانية، فقد خصَّص باباً للأقراص وآخر للُّعوقات وثالث في صفة الأذهان ورابع في صنعة الأيارجات وهكذا.
ارتكزَ بشكل واضح على المصادر الطبية والعلاجية والصيدلانية الهندية والفارسية والرومية، ويتضح ذلك من تشخيص ووصفاته، فيقول:
- صفة جوارش الأُتْرُج، النَّافِع من برودة المعدة وهضم الطَّعام، ويطرد الرِّياح ويزيد في المني ويطيِّب النَّكهة ( دواء هندي).
- صفة جوارش السفرجَل، النَّافع من استطلاق البطن وضعف المعدة والقيء وسوء الاستمرار ويُحسِّن اللون ( دواء فارسي).
- صفة جوارش يزيد في الباه ويُعرَف بجوارش الإسقنقور (دواء رومي).
أخذ عن الطبيب الإغريقي الشهير جالينوس (توفي سنة 201 م) وذلك في قوله:
- صفة ميعة ألَّفها جالينوس.
- لأوجاع الظَّهر من قول جالينوس.
- دواء لفتح الشريان لجالينوس.
- صفة عسل من قول جالينوس في الأدوية المفردة.
وقد اعتمد سابور في بعض وصفاته على الطبيب والمترجم الكبير حنين بن إسحاق الذي توفي سنة 264 هـ/877 م، ومن ذلك قوله:
- صفة قرص الكهرباء، نسخة حنين بن إسحاق النَّافعة من نفث الدَّم.
- طلي التآليل اختيار حنين.
أخذ سابور أيضاً من هرون البيمارستاني، حيث ينص على ذلك بقوله:
- صفة أقراص البنفسج – تركيب هرون البيمارستاني.
- برود لوجع الأسنان الحارَّة ألَّفه هرون.
هذا وقد استعرض سابور أكثر من طريقة لتحضير الدواء الذي يتم تركيبه، ومن ذلك قوله: “ومن الأطباء من يأخذ دهن الخل”، و” من الأطباء من يلقي فيه بيض”..
أمثلة من الوصفات في الأقرباذين:-
- صفة قرص الخَشخاش : لحُمَّى الكَبِد، خَشخاش أسود وأبيض من كل واحد أربعة دراهم، بزر القثَّاء والخيار والقَرْع والبَقلة ونشاء وصمغ عربي من كل واحد درهم، يُدقُّ الجميع ويُنخَّل ويُعجَن بماء ويُعرَض ويُقرَص مِثقال ويُجفَّف، ويُشرَّب بماء بزر بقلة وسُكنجُبِين الرُمَّان (مشروب قديم جداً أصله من بلاد فارس يستعمل فيه العسل والخل والنعناع)، نافع إن شاء الله.
- صفة شراب الأُترُج : النافع من ضعف المعدة وخفقان القلب، يؤخَذ من ورق الأُترُج غُصناً طريَّاً ممسوحاً بخِرقة كِتَّان نظيفة من الغبار خمسين ورقة، وُينقع بشرابٍ صافي عتيق ( وهوَ الأصل) والجَمهُوري حوالي سبعة أقساط؛ ويُصيَّر في ظرف نقيٍ سبعة أيام، ثُمَّ يُصفَّى على الورق، ويُلقى عليه عسل منزوع الرغوة قسطاً واحداً، ويُضرَب ضرباً جيداً ويصير في ظرْف زجاج أو غَضَارة ويستعمل بعد ثلاثة أيَّام، نافِع إن شاء الله.
- صفة رُّب الرُمَّان الساذج : النافع من الغَشْي والتلهُّب والعَطَش الشديد والحِميات الحادة، يؤخذ رُمَّان مُر، يُنقَّى ويُنثر حبه ويُعصر ماؤه ويُصفَّى ويُطبَخ حتى يبقى منه الرُّبع، وينزل من النَّار، ويُترَك حتى يبرُد، ويصفَّى في ظرْف نظيف من زجاج ويُستعمل.
- صفة حقنة نافعة لقروح الأمعاء: ماء الأرز وسويق الشَّعير المطبوخ مع شحم كِلى الماعِز غير مملَّح من كل واحد إثنا عشر درهماً، ويلقى عليه هذه الأدوية منخولة بعد سحقها اسفيداج الرَّصاص (كربونات الرَّصاص الطبيعي وهو سام) وقَرطاس محرق وصمغ عربي وأقاقيا (شجر الطلح) ودمَّ الأخوين (شجرة مشهورة في جزيرة سقطرى باليمن) من كُل واحِدٍ درهم ، صفرة ثلاث بيضات مصقولة بخلِّ خمرٍ ودهن ورد، يُخلط الجميع جيداً ويُحتقن بها عند الحاجة، فإنَّه نافع.
- صفة طلاء للنمش والَكلَف في الوجه وغيره: زبل الحَمَام، وبورَق بالسوية، يُدَق ويُطلى به الوجه مراراً كثيرة.
- صفة ضماد الصُداع الحاد عضدي: قشور الخَشخاش يابس خمسة أرطال؛ بَزر الخَس ثلاثة أرباع، لينوفَر (نبات يعيش في المياه الراكدة له جذور مثل الجزر) يابس رَطل، بنفْسَج عسكري أوقيَّتين، أصلُ اللُّفاح أوقيَّة، أفيون أوقيَّة، خِطميّ أبيض رَطل، يُدَق ويُستعمل.
وفاة سابور:-
توفي سابور بن سهل في أيام المهتدي بالله، يوم الإثنين، 21 ذي الحجة، سنة 255هـ-869م.
المصادر:–
- إخبار العلماء بأخبار الحكماء (159).
- الأعلام (3/69).
- تاريخ مختصر الدول، ابن العبري.
- عيون الأنباء في طبقات الأطباء (230).
- موسوعة علماء الطب مع اعتناء خاص بالأطباء العرب (158/رقم 174).
- مخطوط مختصر أقرباذين سابور بن سهل وأقرباذين ابن التلميذ، ميس قطاية، حلب.
- الموسوعة العربية (10/545).
- الوافي بالوفيات (15/47/رقم 3).
اسمه ونشأته:-
سابور بن سهل ، طبيب مشهور، لم يذكر المؤرخون تاريخ ولادته، ولكنه من أطباء القرن الهجري الثالث، وهو والد الطبيب المشهور سهل بن سابور، ومكانة الابن في الطب أعظم من مكان الأب.
مكانته العلمية:-
كان ملازماً لبيمارستان
جنديسابور بفارس، تعلم فيه مهنة الطب، وتولى فيه بعد ذلك معالجة المرضى، وأصبح
فيما بعد ذلك مشرفاً على هذا البيمارستان.
وكان فاضلاً عالماً بقوى الأدوية المفردة وتركيبها، متقدماً في هذا النوع من الأدوية، وأصبحت له مكان مرموقة عند الخليفة المتوكل في بغداد، وكذلك عند من تولى بعده من الخلفاء.
وقال ابن العبري (المتوفى سنة 1286م) عن سابور: “صاحب بيمارستان جُنديسابور ، وكان فاضلاً في وقته، وله تصانيف مشهورة، منها كتاب الأقراباذين المعوَّل عليه في البيمارستانات ودكاكين الصيدلة، إثنان وعشرون باباً”.
وأضاف: “وتوفِّي نصرانياً يوم الإثنين لتسع بقين من ذي الحجة”.
كتب سابور:-
- الأقراباذين: كتاب في الطب، من أشهر كتبه، وقد جعله سبعة عشر باباً، شرح فيه طريقة تركيب الأدوية وإعدادها وتجهيزها، وأشكالها المتنوعة من حبوب، وأقراص، وضمادات، وحقن، وأشربة، ومعجنات، وغيرها. وكان معمولاً بهذا الكتاب في البيمارستان ودكاكين الصيادلة، وأصبح معتمداً في الطب عند العرب، وخاصة قبل ظهور «الأقراباذين» الذي ألفه أمين الدولة بن التلميذ.
- قوى الأطعمة ومضارها ومنافعها: وفي هذا الكتاب قام بالرد على الطبيب حُنَيْن بن إسحاق في كتابه «في الفرق بين الغذاء والدواء المسهل».
- القول في النوم واليقظة.
- إبدال الأدوية.
- صناعة الأدوية المركبة.
- دكاكين الصيادلة: جعله في اثنين وعشرين باباً.
منهج سابور في الأقرباذين:-
لقد اعتمد سابور على تصنيف الأدوية المركَّبة الواردة في الأقرباذين وذلك استناداً للأشكال الصيدلانية، فقد خصَّص باباً للأقراص وآخر للُّعوقات وثالث في صفة الأذهان ورابع في صنعة الأيارجات وهكذا.
ارتكزَ بشكل واضح على المصادر الطبية والعلاجية والصيدلانية الهندية والفارسية والرومية، ويتضح ذلك من تشخيص ووصفاته، فيقول:
- صفة جوارش الأُتْرُج، النَّافِع من برودة المعدة وهضم الطَّعام، ويطرد الرِّياح ويزيد في المني ويطيِّب النَّكهة ( دواء هندي).
- صفة جوارش السفرجَل، النَّافع من استطلاق البطن وضعف المعدة والقيء وسوء الاستمرار ويُحسِّن اللون ( دواء فارسي).
- صفة جوارش يزيد في الباه ويُعرَف بجوارش الإسقنقور (دواء رومي).
أخذ عن الطبيب الإغريقي الشهير جالينوس (توفي سنة 201 م) وذلك في قوله:
- صفة ميعة ألَّفها جالينوس.
- لأوجاع الظَّهر من قول جالينوس.
- دواء لفتح الشريان لجالينوس.
- صفة عسل من قول جالينوس في الأدوية المفردة.
وقد اعتمد سابور في بعض وصفاته على الطبيب والمترجم الكبير حنين بن إسحاق الذي توفي سنة 264 هـ/877 م، ومن ذلك قوله:
- صفة قرص الكهرباء، نسخة حنين بن إسحاق النَّافعة من نفث الدَّم.
- طلي التآليل اختيار حنين.
أخذ سابور أيضاً من هرون البيمارستاني، حيث ينص على ذلك بقوله:
- صفة أقراص البنفسج – تركيب هرون البيمارستاني.
- برود لوجع الأسنان الحارَّة ألَّفه هرون.
هذا وقد استعرض سابور أكثر من طريقة لتحضير الدواء الذي يتم تركيبه، ومن ذلك قوله: “ومن الأطباء من يأخذ دهن الخل”، و” من الأطباء من يلقي فيه بيض”..
أمثلة من الوصفات في الأقرباذين:-
- صفة قرص الخَشخاش : لحُمَّى الكَبِد، خَشخاش أسود وأبيض من كل واحد أربعة دراهم، بزر القثَّاء والخيار والقَرْع والبَقلة ونشاء وصمغ عربي من كل واحد درهم، يُدقُّ الجميع ويُنخَّل ويُعجَن بماء ويُعرَض ويُقرَص مِثقال ويُجفَّف، ويُشرَّب بماء بزر بقلة وسُكنجُبِين الرُمَّان (مشروب قديم جداً أصله من بلاد فارس يستعمل فيه العسل والخل والنعناع)، نافع إن شاء الله.
- صفة شراب الأُترُج : النافع من ضعف المعدة وخفقان القلب، يؤخَذ من ورق الأُترُج غُصناً طريَّاً ممسوحاً بخِرقة كِتَّان نظيفة من الغبار خمسين ورقة، وُينقع بشرابٍ صافي عتيق ( وهوَ الأصل) والجَمهُوري حوالي سبعة أقساط؛ ويُصيَّر في ظرف نقيٍ سبعة أيام، ثُمَّ يُصفَّى على الورق، ويُلقى عليه عسل منزوع الرغوة قسطاً واحداً، ويُضرَب ضرباً جيداً ويصير في ظرْف زجاج أو غَضَارة ويستعمل بعد ثلاثة أيَّام، نافِع إن شاء الله.
- صفة رُّب الرُمَّان الساذج : النافع من الغَشْي والتلهُّب والعَطَش الشديد والحِميات الحادة، يؤخذ رُمَّان مُر، يُنقَّى ويُنثر حبه ويُعصر ماؤه ويُصفَّى ويُطبَخ حتى يبقى منه الرُّبع، وينزل من النَّار، ويُترَك حتى يبرُد، ويصفَّى في ظرْف نظيف من زجاج ويُستعمل.
- صفة حقنة نافعة لقروح الأمعاء: ماء الأرز وسويق الشَّعير المطبوخ مع شحم كِلى الماعِز غير مملَّح من كل واحد إثنا عشر درهماً، ويلقى عليه هذه الأدوية منخولة بعد سحقها اسفيداج الرَّصاص (كربونات الرَّصاص الطبيعي وهو سام) وقَرطاس محرق وصمغ عربي وأقاقيا (شجر الطلح) ودمَّ الأخوين (شجرة مشهورة في جزيرة سقطرى باليمن) من كُل واحِدٍ درهم ، صفرة ثلاث بيضات مصقولة بخلِّ خمرٍ ودهن ورد، يُخلط الجميع جيداً ويُحتقن بها عند الحاجة، فإنَّه نافع.
- صفة طلاء للنمش والَكلَف في الوجه وغيره: زبل الحَمَام، وبورَق بالسوية، يُدَق ويُطلى به الوجه مراراً كثيرة.
- صفة ضماد الصُداع الحاد عضدي: قشور الخَشخاش يابس خمسة أرطال؛ بَزر الخَس ثلاثة أرباع، لينوفَر (نبات يعيش في المياه الراكدة له جذور مثل الجزر) يابس رَطل، بنفْسَج عسكري أوقيَّتين، أصلُ اللُّفاح أوقيَّة، أفيون أوقيَّة، خِطميّ أبيض رَطل، يُدَق ويُستعمل.
وفاة سابور:-
توفي سابور بن سهل في أيام المهتدي بالله، يوم الإثنين، 21 ذي الحجة، سنة 255هـ-869م.
المصادر:–
- إخبار العلماء بأخبار الحكماء (159).
- الأعلام (3/69).
- تاريخ مختصر الدول، ابن العبري.
- عيون الأنباء في طبقات الأطباء (230).
- موسوعة علماء الطب مع اعتناء خاص بالأطباء العرب (158/رقم 174).
- مخطوط مختصر أقرباذين سابور بن سهل وأقرباذين ابن التلميذ، ميس قطاية، حلب.
- الموسوعة العربية (10/545).
- الوافي بالوفيات (15/47/رقم 3).