شرف الدين الرحبي ، التعريف بالشخصية:-
شرف الدين بن رضى الدين الرحبي هو الطبيب العالم الذي سطع نجمه في عصره حيث كان عظيم الشأو يُشار إليه بالبنان في مجال العلاج ، مقتفياً أثر سيرة والده ومعلَّمه صاحب الشهرة الواسعة في هذا المضمار.
كما استفاد الرحبي كثيراً من علوم الطبيب الشيخ موفق الدين عبد اللطيف البغدادي، كما خاض غمار تعلُّم الآداب على يدي الشيخ علم الدين السَّخاوي، ليجمع العلم بالأدب بالأخلاق.
ولد الرحبي في دمشق في عام 583 هجري (1187 م).
مكانة شرف الدين الرحبي :-
نال الطبيب شرف الدين الرحبي ثناء الأطباء والمؤرخين الذين عاصروه، أو الذين كتبوا سيرته الذاتية.
- قال عنه ابن أبي أصيبعة: “هو الحكيم العالم الفاضل، علَّامة عصره، وفريد دهره..وكان قد سلك حذو أبيه واقتفى ما كان يقتفيه، وهو أشبهُ بهِ خُلُقَاً وخَلْقَاً.. وله تدقيقٌ في الصناعة الطبية وتحقيق لمباحثها الكُليَّة والجزئية..، ولهُ في الطِّب كتب مؤلَّفة وحواش متفرِّقة.. ونفسه تشرئبُّ إلى طلب الفضائل وتفصيلها”.
- قال عنه الدكتور باقر أمين الورد : ” كان عالي النَّفْس حتى أنَّهُ خَدَمَ مُدَّةً في البيمارستان الكبير الذي أنشأهُ الملك العادل نور الدين بن زنكي، ولمَّا وَقَفَ مهذب الدين عبد الرحيم، الدار التي له بدمشق وجعَلَهَا مدرسة للطب، أوصى أن يكون مدرسها الطبيب شرف الدين ابن رضي..”.
مؤلفات شرف الدين ابن رضي :-
ترك شرف الدين ابن رضي مجموعة من المؤلفات القيمة من بين أبرزها:
- كتاب في خلق الإنسان وهيئة أعضائه ومنفعتها، الذي قيل: إنه لم يسبق إلى مثله.
- حواش على كتاب القانون لابن سينا.
- حواش على شرح ابن صادق لمسائل حنين بن إسحاق.
شعر شرف الدين الرحبي :-
كما أشرنا سابقاً بأن شرف الدين الرحبي تعلَّم فنون الأدب منذ نعومة أظافره، وقد ساعده ذلك على تحرير مؤلفاته الطبية بلغة أدبية عميقة، كما كان شاعراً متميزاً صاحب مجموعة من القصائد من بينها:
ومن شعر شرف الدين الرحبي أيضاً:
وقال أيضاً:
وفاته:-
توفي شرف الدين الرحبي بدمشق عليلاً في شهر محرَّم من عام 667 هـ(1268 م)، ودفن في سفح قاسيون.
وقال بعض من كان يعوده خلال فترة المرض التي سبقت وفاته: “كان شرف الدين قبل أن يمرض ويموت بأشهر، يقولُ للجماعة المتردِّدين إليه والتلاميذ المُشتغلين عليه، إنَّهُ بعد قليلٍ أموت، وذلك يكونُ عند قرَان الكوكبين”، ثم يقول لهم: “قولوا للنَّاس هذا حتى يعرفوا مقدار علمي في حياتي وعلمي بوقت موتي”.
اقرأ ايضاً ابن سينا .. أول من توصل إلى تشخيص حالة الدوالي
المصادر:-
- ابن أبي أصيبعة، طبقات الأطباء.
- الصفدي، الوافي بالوفيات.
- الدكتور باقر أمين الورد ، معجم العُلماء العرب.