مع اقترابنا من 100 يوم على انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، خصص برنامج “ذا إكستشينج” هذه الحلقة للتطرق للاستثمارات المالية الضخمة التي ضختها قطر لتشييد بنية تحتية متقدمة لاحتضان كأس العالم بالإضافة إلى المكاسب الكبيرة التي سيحققها الاقتصاد القطري والشركات والمؤسسات التي ستلتقي في الحدث المرتقب.استثمارات ضخمة لبنية تحتية أضخمأنفقت دولة قطر ما مجموعه 220 مليار دولار لتشييد بنية تحتية عالمية المستوى شملت الطرق ووسائل النقل العام والفنادق والمرافق الرياضية والملاعب.وستقام المباريات في ثمانية ملاعب عالية التقنية ومزودة بأحدث التكنولوجيات لضمان أقصى درجات الراحة للمتفرجين.وفي حديثه ليورونيوز قال الرئيس التنفيذي لكأس العالم فيفا قطر 2022 ناصر الخاطر إن ” السنوات الـ 12 الماضية كانت سنوات مليئة بالمشاريع بالنسبة لقطر في مجال التنمية الاقتصادية التي تسارعت وتيرتها بسبب كأس العالم”.ويضيف إنه لم يتم العمل على هذه المشاريع في 2010 حين فازت قطر باستضافة البطولة ” لكن تم تطوير خطة ضخمة منذ عام 2008، و ما نتطلع إليه هو حقًا هو فوائد هذه الخطة على مدار العشرين عامًا القادمة”.وقد أشادت الفيفا بجاهزية قطر لاستضافة أحد أهم الأحداث الرياضية في العالم حيث قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو في حديثه ليورونيوز “لم أر بلدا مضيفًا -لبطولة كأس العالم- أكثر جاهزية بهذا الشكل من قبل.. تم الانتهاء من جميع الملاعب والبنية التحتية والفنادق والطرق”.ويضيف ” إن قطر مستعدة والفيفا مستعدة والعالم مستعد، بعد مرور أوقات عصيبة بسبب الوباء نحتاج حقًا إلى الالتقاء مرة أخرى”.ومن المتوقع أن يزور قطر 1.5 مليون مشجع لحضور هذا الحدث التاريخي الذي سيعزز قطاع السياحة في البلاد.دفعة قوية للشركاتتدخل قطر التاريخ من خلال جلب بطولة كأس العالم إلى منطقة الشرق الأوسط لأول مرة. ومع قدوم ملايين المشجعين وعشرات المنتخبات من جميع أنحاء العالم للمشاركة في هذا الحدث الرياضي ستحظى الشركات والمؤسسات في المنطقة بدفعة قوية تُسهم في تعزيز أعمالها.وتقول نائب الرئيس التنفيذي ومديرة الأعمال في مركز قطر للمال الشيخة العنود آل ثاني إن “تقديم نسخة كأس عالم ناجحة سيثبت أن صناعة الرياضة في قطر تحظى بمكانة خاصة.. وأن قطر لديها فرصة فريدة من نوعها لوضع نفسها على الخريطة الرياضية الدولية أو على خريطة الأعمال التجارية والاقتصادية الدولية”.منحت بطولة كأس العالم المقامة في قطر فرصة لشركات ناشئة بالبروز والإسهام بخدماتها في إنجاح هذا الحدث خاصة الشركات المهتمة بالتكنولوجيا الرياضية.وتعد “سبونيك تك” )SponixTech( إحدى الشركات القطرية التي أثبتت كفائتها خلال فترة وجيزة ومن المنتظر أن تكون حاضرة خلال البطولة.وتوفر “سبونيك تك” خدمة إعادة اللقطات خلال المباريات بتقنية الواقع المعزز بالإضافة إلى بث الإعلانات الافتراضية أثناء المباريات المباشرة.وفي غضون عامين فقط دخلت الشركة في شراكة مع مسابقة كأس العرب للفيفا والدوري الإنجليزي الممتاز البريميرليغويقول المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة محمد علي عباس “إن الحل الفريد الذي نقدمه هو استخدام تغذية البث في خوادمنا السحابية إعادة إرسال لقطة واحدة إلى عشر لقطات مختلفة إلى جهة البث بالترتيب الصحيح في أقل من ثانيتين فقط”.عائدات الفيفاحقق الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) 5.4 مليار دولار كعائدات خلال بطولة كأس العالم 2018 وهي عائدات تزيد بنسبة 16 في المائة عن عائدات نسخة 2014.ولكن كمنظمة غير ربحية تستثمر الفيفا معظم أرباحها في تطوير كرة القدم. ففي عام 2018 تم استثمار 4.3 مليار دولار بشكل مباشر في برامج كرة القدم.كما حقق الفيفا أكثر من 3 مليارات دولار من عائدات حقوق البث التلفزيوني خلال كأس العالم السابقة.وفي منافسة كبيرة بين المحطات للفوز بحقوق بث منافسات كأس العالم لهذا العام فازت محطة “فوكس” في حرب مزايدة مع منافستها “إي أس بي أن” )ESPN(، حيث أبرمت صفقة بقيمة 400 مليون دولار مع الفيفا للحصول على حقوق البث.ومن المقرر أن يصل الإنفاق على الإعلان والتسويق خلال كأس العالم إلى مستوى قياسي هذا العام ويقول الخبراء إن توقيت البطولة الذي سيكون في الفترة التي تسبق عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة سيمنح قطر القدرة على تقديم تجربة أكثر تميزًا للشركات والعلامات التجارية.