في حلقة جديدة من برنامج قطر 365 تأخذكم يورونيوز في رحلة موسيقية لاكتشاف الموروث الفني القطري والجهود التي يقودها فنانون وموسيقيون من أجل الحفاظ على الموسيقى التقليدية القطرية ونقلها إلى الأجيال القادمة بالإضافة إلى مساهمات عدد منهم من أجل تطويرها من خلال إضفاء لمساتهم الخاصة.أوركسترا قطر الفلهارمونيةالتقت يورونيوز بعدد من فناني أوركسترا قطر الفلهارمونية التي تتكون من أكثر من 100 موسيقي وعازف من جميع أنحاء العالم.تم إنشاء أوركسترا قطر عام 2007 وتهدف إلى إلهام المهتمين بالموسيقى في المنطقة من خلال تقديم عروض تمزج بين سيمفونيات عربية وغربية في دار أوبرا كتارا. كما يحاول الفنانون العزف على الآلات الموسيقية التقليدية العربية والغربية لصنع مقطوعات مبتكرة وفريدة.يقول قائد الأوركسترا ديفيد نيمان في حديثه لـيورونيوز “هناك موسيقيون عرب وموسيقيون أوروبيون من الشرق الأقصى ومن كل مكان تقريبًا إنه مزيج انتقائي مثير للاهتمام من الثقافات والعمل معهم هو متعة”.فيما يقول العازف روني موسير أن تجربة الانضمام إلى الأوركسترا كانت “ممتعة جدًا “ليس فقط العيش في الخارج ولكن أن أكون جزءًا من مشروع ثقافي جديد”.ويقول “عندما جئنا إلى هنا -في قطر- في نهاية أغسطس 2008 كان هناك خليط كبير لأكثر من 30 دولة مختلفة داخل الأوركسترا وبالطبع كان لدى الجميع مستويات معينة من الخبرة لكننا بدأنا كل شيء من الصفر”.الحفاظ على الإرثيعتبر ناصر سهيم الجاسم فنانا متعدد المواهب فهو موسيقي وملحن ومغني بالإضافة إلى كونه نائب المدير التنفيذي لأوركسترا قطر الفلهارمونية.خلال لقائه ليورونيوز تحدث الجاسم عن مشروعه المتمثل في إيصال الأغاني الشعبية القطرية التقليدية التي غالبًا ما تُغنى على متن قوارب شراعية لجمهور أوسع.ويقول الجاسم إن هذا المشروع بدأ مع جده الذي كان له دور في تطوير الموسيقى في قطر خلال بداية القرن العشرين ثم أوكل بقية العمل لعمه الذي عمل أيضًا في الستينيات.ليأتي الدور على جاسم الذي يقول “أخذت هذا الأمر على محمل الجد وأنا الآن أطور الموسيقى القطرية في اتجاه مختلف”.ويتحدث الجاسم عن “أنواع مختلفة من الموسيقى الشعبية مثل أغاني البحر وأغاني الصيف التي ألفها الصيادون لتحمسهم على عمل معًا” ويضيف “يغنونها بتناغم في إيقاع جميل ومعقد للغاية.. في ذلك الوقت لم يدرس أحد الموسيقى كانوا يركزون على الغوص مع الاستمتاع بالموسيقى والشعور بها”.ويؤكد الجاسم أنه من واجب الجيل الحالي “تسجيل كل هذا الموروث ووضعه في بحثنا والبدء في تحليل عميق لكل هذه الموسيقى نظريًا”.وفي سعيه على الحفاظ على هذا الأرث فضل جاسم القيام برسالة دكتوراه تدرس الثقافة الموسيقية وربطها بالموسيقى الأوزبكية وعثر “على رابط بين الثقافتين من التاريخ القديم والحاضر”. يمكنه من “بناء خط أو جسر بين الثقافات المختلفة”.لمسة عصريةالموسيقى القطرية غنية بالتقاليد لكن التحدي مع أي شكل من أشكال الموسيقى الشعبية هو وإبقائها حية عبر الأجيال.ويقود القائمون على استوديوهات كتارا هذه المهمة من أجل بث الحياة في الموروث الموسيقي القديم.داخل الاستوديو تصدح المطربة القطرية أنوار بصوتها العذب لتغني أجمل الأغاني الشعبية المحلية مع إضفاء لمسة عصرية على هذه القطع.وتقول أنوار إنه يجب على المطربين تأدية أغاني الجيل القديم حتى لا تنقرض وتختفي خاصة أن هذه الاغاني “ترجع إلى أسلافنا إنها أغاني أجدادنا يجب أن نطورها ونغنيها باستمرار”.بالإضافة إلى أنوار يعمل المؤلف الموسيقي فيصل التميمي على مدى السنوات الثلاث الماضية على مشروع لإيصال الموسيقى الشعبية إلى جمهور عالمي. وقد شارك شغفه بمزج الموسيقى الخليجية مع الأصوات الإلكترونية والجاز خلال قرعة كأس العالم الأخيرة حيث تم إذاعة مقطوعته في جميع أنحاء العالم.ويقول التميمي “لغة الموسيقى لغة مشتركة لقد دمجت الموسيقى القطرية والموسيقى الأمريكية والموسيقى اليابانية في لغة واحدة يمكن لجميع الناس فهمها والتواصل معها”.ويضيف ” قد يقول البعض إن إدخال الموسيقى الإلكترونية على الموسيقى الخليجية قد يفقدها هويتها أو شخصيتها نحن نقول “لا” كلا النوعين يكمل الآخر”.ويعتبر التميمي أن كأس العالم 2022 التي ستحتضنها قطر تعد فرصة ذهبية بالنسبة للموسيقيين والقطريين عموما “لنظهر -للعالم- أننا بلد حضارة وتاريخ..أفضل طريقة لتقديم تاريخنا هي من خلال فننا التقليدي لأنه يروي قصتنا منذ البداية”.