المحكمة العليا الإسرائيلية تصدر قراراً ضد سياسة التجويعسموتريتش: قرى منفذي العملية يجب أن تبدو مثل رفح وبيت حانونقتل 6 مستوطنين إسرائيليين بينهم 5 رجال وامرأة، وأصيب 11 آخرون بينهم 6 بحالة خطيرة جراء عملية إطلاق نار وقعت عند مفرق مستوطنة”راموت» شمال مدينة القدس الشرقية المحتلة وأسفرت عن استشهاد منفذيها اللذين وصلا بواسطة سيارة وأطلقا النار نحو حشد من الإسرائيليين في محطة حافلات؛ أمس الإثنين.وفي التفاصيل، فإن منفذي العملية وصلا بسيارة وأطلقا النار نحو حافلة وأشخاص تواجدوا بمحطة حافلات، فيما قالت تقارير إسرائيلية إن المنفذين في العشرينيات من عمريهما، وهما من قريتي قطنة وقبيبة قضاء رام الله.وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن المنفذين «من دون الخلفية الأمنية ولم يكن بحوزتهما تصاريح دخول لإسرائيل». وقد قامت قوات الاحتلال باقتحام منزليهما ونصب حواجز عسكرية وإغلاق مداخل عدة قرى في المنطقة، واعتقلت فلسطينيا من حي الطور بالقدس للاشتباه بنقله للمنفذين إلى مكان العملية.وقالت «نجمة داود الحمراء» إن طواقمها تعاملت مع 12 إصابة بينها 7 خطيرة و2 متوسطة و3 طفيفة، بالإضافة إلى القتلى الخمسة قبل أن يتم الإعلان عن قتيل سادس في وقت لاحق.وتحدث أفراد من الطواقم الطبية عن عملية صعبة جدا، وتعاملهم مع مصابين بينهم فاقدون للوعي وآخرون بدرجات متفاوتة بينها خطيرة من جراء تعرضهم لإطلاق نار وآخرين أصيبوا بشظايا رصاص وزجاج. وأعلن مستشفى «شعاريه تسيدك» في القدس المحتلة، وصول 7 إصابات إليه إحداها حرجة و4 خطيرة وإصابتان متوسطتان. فيما وصلت 3 إصابات إحداها خطيرة إلى مستشفى «هداسا”؛ بالإضافة إلى عدد كبير من حالات الهلع.ووصل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن القومي، المتطرف إيتمار بن غفير، إلى مكان العملية، فيما أجرى الأول تقييما للأوضاع مع قادة أجهزة الأمن؛ بحسب ما أورد مكتبه.وقال نتنياهو من موقع العملية «نحن في حرب مكثفة ومتعددة الجبهات ضد «الإرهاب» وأيضا في القدس. هذه العمليات لن تثنينا وسنواصل بعزم توسيع عملياتنا». فيما أقر بالفشل في إحباط العملية قائلا «للأسف لم نتمكن من إحباط العملية صباح أمس »، مضيفا «سنقضي على حماس ونطلق سراح مختطفينا».وهدد وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بعمليات عسكرية إضافية في الضفة الغربية المحتلة، قائلا «كما حسمنا «الإرهاب» الفلسطيني في مخيم جنين ومخيمات «الإرهاب» في شمال السامرة (الضفة)، سنفعل الأمر ذاته قريبا في مخيمات أخرى. كل من يوفر الحماية «للإرهاب» ويعمل على توجيهه سيدفع الثمن كاملا».وأجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، تقييما للأوضاع مع هيئة الأركان عقب العملية، وأوعز باستدعاء قوات إضافية إلى الضفة الغربية المحتلة «لتعزيز وتقوية الدفاع إلى جانب جهود الإحباط، وتطويق القرى التي خرج منها» منفذا العملية.وفي بيان له، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته طوّقت عدة قرى فلسطينية قضاء رام الله من أجل «إحباط الإرهاب، وتجري تحقيقات وعمليات بحث ميدانية لتعزيز جهود الدفاع على طول خط التماس».وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الجيش فرض حصارا على 4 قرى فلسطينية قضاء القدس هي قطنة وبدو وبيت عنان وبيت دقو في أعقاب عملية إطلاق النار.وأعلنت الشرطة الإسرائيلية إغلاق شارع 1 من أنفاق «هارزيم» باتجاه الشرق لفترة طويلة، وأوصت السائقين بسلك طرق بديلة وتجنب الوصول إلى المنطقة.هذا واستغل نتنياهو، العملية في القدس المحتلة، من أجل مهاجمة قرار المحكمة العليا، أمس، وأصدرت أمرا نهائياً ضد سياسة تجويع الأسرى الفلسطينيين، وادعى «أنتم أيضا في الحرب وجزء منها. ونحن لا نخفف عن أعدائنا وهكذا ينبغي أن تتصرفوا».وأردف نتنياهو مقتبسا آية من التوراة، فيما يقف إلى جانبه وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، أنه «نضربهم ساقا على فخذ ضربا عظيما».وألغت المحكمة المركزية في القدس جلسة محاكمة نتنياهو المقررة الاثنين لمواصلة النظر في التهم ضده بارتكاب مخالفات فساد جنائي خطيرة، بعدما أبلغ نتنياهو المحكمة أنه لن يحضر الجلسة بسبب عملية إطلاق النار، التي قُتل فيها ستة إسرائيليين، واستشهد منفذاها. وتعين أن تُستأنف محاكمة نتنياهو، اليوم، وخضوعه لاستجواب مندوبي النيابة العامة، ويحاول التهرب من هذه المرحلة من المحاكمة.وأبلغ نتنياهو المحكمة بأن بإمكانه أن يدلي بشهادته، اليوم، والإجابة على أسئلة النيابة العامة، بين الساعة 09:30 و13:00.وذكر موقع «واينت» الإلكتروني أن بن غفير هو الذي ذكّر نتنياهو بقرار المحكمة العليا، وزعم أنه «فقط الأحد، خففت المحكمة العليا في ظروف النخبة (في قوات حماس الأسرى) والقتلة (يكفي وجبه واحدة يومياً – ١٠٠غرام). وقررت أنه ينبغي التدخل في قائمة طعامهم. يا جماعة، هذه ليست لعبة. عندما تفعل المحكمة العليا أمرا كهذا، فهذه رسالة واضحة، وأنا أقول لكم: لا تفعلوا هذا. توقفوا عن ذلك. والتدخل الآن في قائمة الطعام بعد أن قالت جميع الجهات «هل هذا سيحقق الردع؟» لن يحدث أمرا كهذا».وعقبت إدارة المحاكم على أقوال نتنياهو وبن غفير ورفضتها، بالقول إنه «مؤسف أنه في اليوم الذي حدثت فيه عملية قاسية اختار الوزير بن غفير أن يهاجم المحكمة العليا. وأقواله بائسة. والسلطة القضائية تعزين عائلات القتلى وتتمنى الشفاء التام للجرحى في العملية».بدوره، اعتبر وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بعد العملية أن «السلطة الفلسطينية يجب أن تختفي عن الخارطة والقرى التي خرج منها المنفذان ينبغي أن تبدو مثل رفح وبيت حانون. ودولة إسرائيل لا يمكنها أن تتقبل وجود سلطة فلسطينية تنشئ وتربي أطفالها على قتل اليهود».من جانبه، قال الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، إن «إسرائيل موجودة مرة أخرى في فترة قاسية وعاصفة. وهذا هو الوقت للتساؤل حول أي دولة نريد أن نرى بعد 20 سنة وبعد 100 سنة. وهذه أيام حساسة للغاية، ومتحدية جدا، صعبة، التي أكرر فيها الدعوة إلى أن نضع فيها أمام أنظارنا طوال الوقت إخوتنا المخطوفين».يشار إلى أنه جاء في قرار المحكمة العليا، أمس، التي نظرت في التماس قدمته جمعية حقوق المواطن، أن «المعايير الدنيا التي تلتزم بها الدولة تجاه أي إنسان تحت احتجازها، مهما كان، يجب أن تُصان حتى في أصعب الأوقات. ليس فقط لأن القانون يفرض ذلك، بل حفاظاً على إنسانيتنا».وأضافت المحكمة في قرارها أن «توفير الطعام ليس وسيلة عقاب، ولا يجوز إدخال اعتبارات غير موضوعية في إعداد وجبات الأسرى. القانون واضح في هذا الشأن، ويُلزم بتزويد كل أسير بالغذاء الكافي والمناسب للحفاظ على صحته، ولا شيء غير ذلك».ومن جانبها، أصدرت حركة حماس بيانا عقب العملية، قالت فيه «نؤكد أن هذه العملية رد طبيعي على جرائم الاحتلال وحرب الإبادة التي يشنها ضد شعبنا، وهي رسالة واضحة بأن مخططاته في احتلال وتدمير مدينة غزة وتدنيس المسجد الأقصى لن تمر دون عقاب».وذكرت «إن عدوان الاحتلال المتواصل بحق شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، لن يوهن من عزيمة شعبنا ومقاومته. وتأتي هذه العملية في قلب مدينة القدس لتضرب عمقه الأمني، وتؤكد إصرار شبابنا الثائر ومقاومتنا الباسلة على المضي في طريق المقاومة والتصدي للعدوان الصهيوني الفاشي».
مقتل 6 مستوطنين وإصابات في عملية إطلاق نار بالقدس
148
previous post