حظرت جزر المالديف دخول السياح من جنوب آسيا، قاطعةً بذلك مسار الهروب الخاص بالأثرياء الهنود الفارين من أزمة جائحة كورونا في بلادهم.
وأعلنت وزارة السياحة ودائرة الهجرة في جزر المالديف الحظر المؤقت، الذي ينطبق على جميع حاملي التأشيرات من الهند، ونيبال، وبوتان، وأفغانستان، وبنجلاديش، وباكستان، وسريلانكا، وكذلك الأشخاص الذين عبروا تلك البلدان خلال 14 يوما الماضية.وسيكون الحظر، الذي بدأ منذ الخميس الماضي، ساري المفعول حتى إشعار آخر، بينما تحاول جزر المالديف السيطرة على زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا.يأتي ذلك وسط ارتفاع في حالات الإصابة الجديدة في جميع أنحاء المنطقة، لا سيما في الهند، حيث تقتل موجة ثانية من فيروس كورونا آلاف الأشخاص كل يوم.وكانت جزر المالديف وفق موقع شبكة سي إن إن، من أوائل الدول التي أعيد فتح أبوابها بالكامل أمام السياح العام الماضي، وأصبحت خلال الأسابيع الأخيرة ملاذاً شهيراً للهنود الأثرياء، بما في ذلك نجوم بوليوود، الذين أثارت إجازاتهم الفاخرة الغضب في الهند.ولا ينطبق حظر السفر على الأشخاص الموجودين بالفعل في الأرخبيل، إلا أنه سيحبط خطط أولئك الذين كانوا يأملون في الهروب المحتمل إلى جزر المالديف.
ومع غرق الهند في أزمة كوفيد-19 التي بدأت في منتصف شهر مارس/ آذار الماضي، ورد أن عدداً من نجوم بوليوود غادروا البلاد.وكانت نجمات بوليوود، بما في ذلك عليا بهات، وشرادها كابور، وديشا باتاني، وجانفي كابور من بين أولئك الذين سافروا إلى جزر المالديف.وهذا العام أصبحت الهند أكبر مصدر للسياح إلى جزر المالديف.وخلال الفترة من يناير كانون الثاني إلى مارس/ آذار، سافر 70 ألف هندي إلى البلاد، أي ضعف عدد المصطافين الهنود الذين سافروا إلى الجزر في عام 2020 بأكمله، وفقاً لوزارة السياحة.وارتفعت تكلفة السفر إلى جزر المالديف من الهند بشكل حاد في أبريل/ نيسان، حيث بدأت الدول في فرض حظر السفر من وإلى الهند.
وقال راجان ميهرا، الرئيس التنفيذي لشركة “Club One Air”، وهي شركة تأجير طيران مقرها الهند، إن أسعار الرحلات الجوية التجارية ارتفعت أكثر من أربعة أضعاف حيث حدت القيود الدولية من خيارات السفر.وأضاف ميهرا أن بعض الأفراد دفعوا أكثر من 65 ألف دولار مقابل تذكرة ذهاب فقط لرحلة مستأجرة إلى جزر المالديف في أبريل/ نيسان.وفي الأسابيع الأولى من شهر أبريل/ نيسان، نشر العديد من نجوم بوليوود صوراً للشواطئ المشمسة ولقطات لقضاء العطلات على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أغضب الجمهور الهندي وشخصيات صناعة السينما الذين اتهموهم بالتباهي بثرواتهم في وقت صعب للعديد من الهنود الفقراء.ويعتمد اقتصاد جزر المالديف بشكل كبير على السياحة، وقبل الجائحة استقبلت الجزر 1.7 مليون زائر في عام 2019.وانخفضت الأرقام إلى ما يزيد قليلاً عن نصف مليون في عام 2020، وكانت البلاد حريصة على تمييز نفسها كواحدة من الملاذات الفاخرة القليلة المتاحة وسط انتشار الجائحة في جميع أنحاء العالم.
وبينما أغلقت العديد من الوجهات الأخرى حدودها، اختارت جزر المالديف إعادة فتح أبوابها بالكامل أمام المسافرين من أي بلد في يوليو/ تموز 2020.وبحلول مايو/ أيار، بدأت جزر المالديف تفرض قيوداً جديدة، إذ طُلب من جميع الوافدين الجدد إظهار دليل على نتيجة فحص “كوفيد-19 “سلبي تم إجراؤه في غضون 96 ساعة من مغادرة بلدانهم. بعد ذلك، سُمح للزوار من جنوب آسيا بالبقاء في الجزر المأهولة فقط.