فيما تتزايد الدعوات لعالم متعدد الأقطاب على أنقاض تجارب الثنائية والأحادية القطبيتين، على مدى عقود طويلة، وما خلفته من حروب وأزمات وتنميط العالم وتقسيمه وفق مصالح قطب أو أثنين ،أكد المستشار الألماني أولاف شولتز، في بيان حكومي أمام البرلمان (البوندستاج) الأربعاء، أن عالم القرن الحالي سيكون “متعدد الأقطاب”، بحسب “سكاى نيوز”.
وشد شولتز على أن :”فكرة عصر ثنائي القطب، حيث يدور كل شيء حول الولايات المتحدة والصين، تتجاهل الواقع العالمي، سيكون عالم القرن الحادي والعشرين عالما متعدد الأقطاب”.
قال شولتز إن الأمر يتعلق بتنويع العلاقات في جميع أنحاء العالم، وبتدشين شراكات وثيقة مع الدول الناشئة في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، مضيفا أن لدى الأوروبيين مجموعة واسعة من القيم والمصالح المشتركة مع أهم شريك عالمي لهم – أميركا – ولكن لا يمكن استبعاد اختلافات في بعض القضايا.
واعتبر خبراء أن كلام شولتز يعكس نزعة للتمايز عن الرؤية الأميركية والأطلسية، التي تعتبر الصين هي الند والمنافس الأكبر، وهو ما دفع مراكز دراسات وأبحاث غربية للحديث عن عودة نظام القطبية الثنائية العالمية في المستقبل القريب وركناها هذه المرة : الولايات المتحدة والصين.
وأعتبروا أن شولتز بتصريحاته هذه يدحض هذه النظرية، ويرى أن العالم أكبر من أن يختزل فقط في دولتين مهما كانتا كبيرتين وقويتين، وأن المستقبل هو لتعدد الأقطاب بعيدا عن المركزيات القطبية الآفلة.